النهار

هذه الصورة ليست لهروب إسرائيليّين من مستوطناتهم بعد تهديدات حزب الله أخيراً FactCheck#
بغداد - حسام فلاح
المصدر: النهار
هذه الصورة ليست لهروب إسرائيليّين من مستوطناتهم بعد تهديدات حزب الله أخيراً FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنها "لهروب إسرائيليين من مستوطناتهم أخيرا، من جراء تهديدات حزب الله". الا أنّ هذه الصورة قديمة، ولها سياق مختلف. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 


تظهر الصورة أشخاصا يدفعون حقائب سفر، قرب اشخاص حملوا الاعلام الاسرائيلية. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بتعليقات مثل (من دون تدخل) "أخلوها فوراً بأمر من حزب الله". 

 



حزب الله ينذر سكان 25 مستوطنة اسرائيلية

بدأ تداول الصورة بهذه المزاعم، السبت 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، بالتزامن مع إنذار وجهه حزب الله لسكان 25 مستوطنة إسرائيلية كي يخلوا منازلهم فورا، قبل قصفها بالصواريخ والطائرات المسيرة.

 

وقال في بيان إن "25 مستوطنة أصبحت هدفا عسكريا مشروعا للقوة الجوية والصاروخية في المقاومة الإسلامية". وأضاف: "ندعو سكان 25 مستوطنة إسرائيلية إلى إخلائها لأنها تحولت مكان انتشار واستقرار لقوات العدو العسكرية التي تهاجم لبنان. وبفعل ذلك، أصبحت أهدافا عسكرية مشروعة للقوة الجوية والصاروخية في المقاومة".

 

وتستمر المعارك العنيفة بين مقاتلي "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في محاور عدة بجنوب لبنان، ويتبادل الجانبان قصفا مكثفا على طول الشريط الحدودي، وفي المستوطنات الاسرائيلية والبلدات اللبنانية.

حقيقة الصورة


غير أنّ الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات. 

 

فبالبحث العكسي، نصل أولا إلى الموقع الالكتروني لبوابة الاخبار الهنغارية "24.hu"، التي نشرت الصورة، نقلا عن وكالة "فرانس برس"، في 11 تموز (يوليو) 2023، بعنوان: "تم إغلاق مطار بن غوريون في إسرائيل والطرق السريعة الرئيسية". 

 

 


 

ويوصلنا التعمق في البحث الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images في التاريخ ذاته، 11 تموز 2023، مع الشرح الآتي: "إسرائيليون تجمعوا في مطار بن غوريون في تل أبيب، الثلثاء 11 تموز 2023، للاحتجاج على تصويت الكنيست على مشروع قانون الإصلاح القضائي". 

 

تصوير: مصطفى الخاروف Mostafa Alkharouf/ وكالة الأناضول عبر غيتي ايماجيز.  

 

وكتبت الوكالة: "أقرت الكنيست مشروع قانون، في قراءته الأولى، من شأنه الحد من صلاحيات المحكمة العليا، وقد نظمت المعارضة الإسرائيلية سلسلة من الاحتجاجات في جميع أنحاء إسرائيل يوم الثلثاء ضد تصويت الكنيست على مشروع قانون للحد من صلاحيات المحكمة".

 

وبالتالي يتبين ان الصورة المتداولة قديمة، وتعود لمسافرين يمرون بجانب متظاهرين اسرائيليين تجمعوا أمام مطار بن غوريون في تل أبيب، احتجاجا على خطة إصلاح القضاء التي اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حينها.

 

وفي ذلك اليوم، قطع محتجون إسرائيليون طرقا رئيسية في البلاد، احتجاجا على مشروع الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي تبناه الائتلاف الحكومي اليميني. وأغلق المتظاهرون الطريق السريع بين القدس وتل أبيب، في حين تم نصب الخيام على طريق هرتسليا الذي يربط يافا بتل أبيب، وفقا لتقارير اعلامية

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عددا من المتظاهرين بعدما أغلقوا طرقا حيوية في شتى أنحاء البلاد.

وجاءت هذه الاحتجاجات غداة مصادقة الكنيست الإسرائيلية، ليل الاثنين 10 تموز 2023، في قراءة أولى، على بند أساسي ضمن مشروع اثار تظاهرات شعبية واسعة النطاق. والنص الذي تمت المصادقة عليه في قراءة أولى، يهدف إلى إلغاء إمكانية أن يفصل القضاء في "مدى معقولية" قرارات الحكومة. 

 

النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتداولة تظهر "هروب إسرائيليين من مستوطناتهم أخيرا، من جراء تهديدات حزب الله". في الواقع، الصورة قديمة، اذ تعود الى 11 تموز 2023، ولها سياق مختلف تماما. 

 

اقرأ في النهار Premium