خلال الأيام الماضية، أثارت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك جدلاً بخطاب اعتبرت فيه أن قصف إسرائيل لمواقع مدنيّة مُبرّر في حال اختبأ فيها عناصر من حركة حماس. عقب ذلك، نشرت وسائل إعلام عربيّة وغربيّة وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنّه يُظهر الوزيرة لدى وصولها إلى الصين أخيراً من دون أن تحظى باستقبال رسميّ. إلا أنّ الادعاء خطأ. فالوزيرة لم تزر الصين حديثاً. أما الفيديو المتداول فمنشور في كانون الثاني الماضي خلال زيارة لها لماليزيا، حيث حطّت طائرتها في مكان بعيد عن منصّة الاستقبال الرسميّة.
يصوّر الفيديو وزيرة الخارجيّة الألمانيّة وهي تنزل من طائرتها. وكتب في التعليق المرفق: "في مشهد غير مألوف لاستقبال مسؤول رفيع المستوى... وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تصل إلى الصين وسط غياب لأي مسؤول لاستقبالها رسمياً".
حصد الفيديو عشرات آلاف التفاعلات منذ بدء انتشاره الاثنين عبر وسائل إعلام عربيّة وغربيّة وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
سياق ظهور هذه المنشورات
في وقت سابق من الشهر الجاري، قالت الوزيرة في خطاب أمام البرلمان الألماني "لهذا السبب قلتها بوضوح، عندما يختبئ إرهابيّو حماس بين الناس، وخلف المدارس يصبح الأمر صعباً (...). لهذا قلت بوضوح أمام الأمم المتحدة إنّ الأماكن المدنيّة تفقد صفة الحماية حين يستغلها الإرهابيون".
لكنّ وزيرة الخارجيّة الألمانيّة لم تقم بزيارة إلى الصين أخيراً، وآخر جولة لها كانت في الشرق الأوسط.
فما حقيقة الفيديو المتداول؟
يظهر التفتيش عن الفيديو أنّه منشور في كانون الثاني الماضي عبر موقع وكالة DPA- Picture Alliance.
والتقط الفيديو خلال زيارة قامت بها بيربوك إلى ماليزيا بداية العام.
ونشرت السفارة الألمانية في كوالالمبور صوراً ومقاطع فيديو للزيارة.
وبعد تداول الفيديو على نطاق واسع على أنّه حديث، علّق المركز الألماني للإعلام في منشور على موقع فايسبوك "يرجع تاريخ الفيديو إلى بدايات عام 2024، عندما وصلت طائرة الوزيرة إلى ماليزيا، وتوقفت في مكان مختلف عن المكان المخطط لوقوف طائرتها فيه".
وقال المركز "تمّ استقبال الوزيرة رسمياً في صالة الاستقبال بالمطار" في ماليزيا. ووصف ما قيل عن الفيديو على صفحات مواقع التواصل وفي بعض وسائل الإعلام بأنّها "أخبار كاذبة".
وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة بمقتل ما لا يقل عن 43061 شخصاً، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.
كذلك تسببت الحرب بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الذي اضطر سكانه وعددهم يناهز 2,4 مليوني شخص، إلى النزوح، ولأكثر من مرة بالنسبة للعديدين منهم.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل.
وأدى الهجوم إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.
كذلك احتجز المهاجمون 251 شخصا رهائن، لا يزال 97 منهم في غزة، من بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.