في ضوء الجدل حول ترميم تماثيل الأسود على جسر قصر النيل في القاهرة، والذي اعتبرته نقابة الفنانين التشكيليين في مصر مخالفاً للقواعد العلميّة والفنيّة لأعمال الصيانة، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة لشبّان يتسلّقون أحد هذه التماثيل لتنظيفه بأدوات منزليّة، زاعمين أنّها من عمليّة الصيانة الأخيرة. إلا أنّ الصورة تعود لمتطوّعين نظّفوا من تلقاء أنفسهم أحد هذه التماثيل عام 2011 بعد ثورة يناير التي أطاحت الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
تظهر الصورة شبّاناً يتسلّقون تمثالاً ضخماً لتنظيفه بخرقٍ ومكانس. وأرفقت الصورة بتعليقٍ ساخر جاء فيه: "تتبع أحدث الأساليب في التعامل والمحافظة على التراث".
حظي المنشور بمئات المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، في ظلّ الجدل الذي أثاره مشروع صيانة تماثيل الأسود الشهيرة على جسر قصر النيل المؤدي إلى ميدان التحرير في القاهرة.
وأنشئ هذا الجسر في القرن التاسع عشر في عهد الخديوي اسماعيل الذي كلّف النحّات الفرنسي هنري ألفرد جاكامار بتنفيذ تماثيل الأسود الأربعة التي وضعت عند مداخل الجسر عام 1875.
وقد اعترضت نقابة التشكيليين المصريين على صيانة الأسود البرونزيّة وترميمها. وقالت إنّ التماثيل طليت بمادّة لونيّة داكنة، وهو "أمر لا يمت إلى علم الترميم بصلة".
من جهته، قال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية في المجلس المصري الأعلى للآثار جمال مصطفى إنّ متخصّصين قاموا بأعمال الترميم ولم يستخدموا الطلاء الأسود، وقد وضعوا طبقة عزل شفافة على التماثيل بعد إزالة الأتربة عنها.
حقيقة الصورة
إلا أنّ الصورة المتداولة في المنشورات لا علاقة لها بعمليّة الصيانة الأخيرة.
فقد أظهر البحث أنّها منشورة في موقع وكالة غيتي إيمدجز عام 2011.
وجاء في التعليق المرفق أنّها تظهر متطوّعين ينظّفون تماثيل الأسود على جسر قصر النيل بتاريخ 12 شباط 2011 غداة تنحّي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إثر انتفاضة شعبيّة انطلقت في 25 كانون الثاني من العام نفسه.
وهي ليست المرّة الأولى التي تتعرّض سلطات الآثار المصريّة لانتقادات على خلفيّة تعاملها مع منشآت أثريّة.
ففي شباط الماضي أوقفت وزارة السياحة والآثار ترميم الهرم الأصغر من أهرامات الجيزة باستخدام كتل من الغرانيت ككساء للهرم بعد مخاوف من الإضرار بقيمته التاريخية والأثرية.