النهار

بايدن لم يصرّح بأنّ حزب الله استسلم وسيسلّم سلاحه FactCheck#
المصدر: النهار
بايدن لم يصرّح بأنّ حزب الله استسلم وسيسلّم سلاحه FactCheck#
بايدن متكلما خلال لقاء في فيلادلفيا ببنسلفانيا (1 ت2 2024، أ ف ب).
A+   A-

المتداول: تصريح منسوب الى الرئيس الاميركي جو بايدن جاء فيه ان "حزب الله استسلم و سيسلم سلاحه". 

 

الحقيقة: هذا التصريح مفبرك، ولم يدل به بايدن. FactCheck#

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

منذ يومين، ينتشر تصريح منسوب الى الرئيس الاميركي جو بايدن على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء في المنشورات: "بايدن قبل قليل: حزب الله استسلم وسيسلم سلاحه. إيران أبلغتنا بذلك، والمسألة أيام عدة". 

 

 

التصريح مفبرك

الا ان هذا التصريح لم يدل به الرئيس الاميركي جو بايدن، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحته.

 

فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح بالانكليزية والعربية، يقود الى نتيجة واحدة. لا اثر له في وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية، لا سيما اميركية. 

 

كذلك، لا نعثر عليه في موقع البيت الابيض، الذي يؤرشف خطابات الرئيس بايدن وتصريحاته في مختلف المناسبات.

 

ويبيّن البحث ان التصريحات الأخيرة لبايدن عن حزب الله جاءت خلال تعليقه، في 28 ايلول 2024، على اغتيال امينه العام حسن نصرالله في غارة اسرائيلية على المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 ايلول 2024. 

 

وقال إن مقتله "خطوة للعدالة لضحاياه"، بما في ذلك الأميركيون. وصرح: "كان حسن نصرالله والجماعة الإرهابية التي قادها، حزب الله، مسؤولين عن قتل مئات الأميركيين على مدى 4 عقود من حكم الإرهاب. إن موته في غارة جوية إسرائيلية خطوة للعدالة لضحاياه الكثيرين، بما في ذلك آلاف الأميركيين والإسرائيليين والمدنيين اللبنانيين" (تقرير لـ"سي أن أن").

وأضاف: "وقعت الضربة التي قتلت نصرالله في السياق الأوسع للصراع الذي بدأ بمذبحة حماس في 7 تشرين الاول 2023. وفي اليوم التالي، اتخذ نصر الله القرار المشؤوم بالتكاتف مع حماس وفتح ما أسماه (الجبهة الشمالية) ضد إسرائيل".

 

وتابع: "الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله وحماس والحوثيين وأي جماعات إرهابية أخرى مدعومة من إيران. بالأمس فقط، وجهت وزير دفاعي لتعزيز الموقف الدفاعي للقوات العسكرية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط لردع العدوان والحد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا".

 

واختتم بايدن بيانه قائلا: "في نهاية المطاف، هدفنا هو تهدئة الصراعات الجارية في كل من غزة ولبنان من خلال الوسائل الديبلوماسية. وفي غزة، سعينا إلى التوصل إلى اتفاق يدعمه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وفي لبنان، واصلنا التفاوض على اتفاق من شأنه أن يعيد الناس إلى ديارهم في إسرائيل وجنوب لبنان سالمين. والآن حان الوقت لإتمام هذه الاتفاقيات، وإزالة التهديدات التي تواجهها إسرائيل، وتحقيق قدر أعظم من الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقًا".

 

جهود أميركية لوقف اطلاق النار في لبنان

وجاء تداول التصريح المفبرك لبايدن في وقت تكلم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس 31 تشرين الاول 2024، على إحراز "تقدم جيد" في المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان.

وقال إن واشنطن "تعمل بجد" للتوصل إلى ترتيبات تفضي لاتفاق من شأنه أن ينص على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الحدودية المحاذية لإسرائيل، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".

 

واضاف للصحافيين: "بناء على زيارتي الأخيرة للمنطقة، والعمل الجاري الآن، فقد حققنا تقدما جيدا في تلك التفاهمات". وتابع: "لا يزال هناك عمل إضافي يتعين علينا القيام به"، داعيا إلى "حل ديبلوماسي لا سيما من خلال وقف لإطلاق النار".

والتقى الموفدان الأميركيان بريت ماكغورك وآموس هوكستين الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي شدّد على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله يجب أن يضمن أمن إسرائيل.

 

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الجمعة 1 تشرين الثاني 2024، إن توسيع اسرائيل قصفها على لبنان مؤشر الى "رفضها" مساعي وقف إطلاق النار، بعد غارات اسرائيلية عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية فجرا.


وجاء في بيان لمكتبه أن ميقاتي، قال خلال لقائه القائد العام لقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان، إن "توسيع العدو الاسرائيلي مجددا نطاق عدوانه على المناطق اللبنانية (...) واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا بغارات تدميرية، كلها مؤشرات تؤكد رفض العدو الاسرائيلي كل المساعي التي تبذل لوقف اطلاق النار تمهيدا لتطبيق القرار 1701 كاملا".

 

كذلك، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "إسرائيل أهدرت أقله منذ أيلول الفائت أكثر من فرصة محققة لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وعودة الهدوء والنازحين على جانبي الحدود"، وفقا لبيان لمكتبه. 

 

وقالت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" إن الجهود الأميركية لوقف القتال بين إسرائيل وحزب الله فشلت بعدما صاغت واشنطن مقترحا "غير واقعي" لوقف إطلاق النار، وكذلك بسبب إصرار إسرائيل على أن يكون بإمكانها إنفاذ هدنة بشكل مباشر.

 

اقرأ ايضا- مصادر لـ"رويترز": فشل جهود أميركية لتطبيق هدنة في لبنان قبل انتخابات الرئاسة

 

وذكر مصدر سياسي لبناني مقرب من حزب الله وديبلوماسيان وشخص مطلع على المحادثات أن الصراع قد يستمر لأشهر في ظل عدم وجود مقترح قابل للتطبيق على طاولة المفاوضات قبيل انتخابات الرئاسة الأميركية يوم الثلثاء.

 

تقييمنا النهائي: اذاً، لم يقل الرئيس الاميركي جو بايدن ان "حزب الله استسلم و سيسلّم سلاحه". هذا التصريح مختلق. 

 

 

 

اقرأ في النهار Premium