المتداول: فيديو "نشرته"، وفقاً للمزاعم، "وسائل إعلام إيرانية" وتضمّن مشاهد لـ"استعدادات ايران للرد على الهجوم الاسرائيلي الأخير عليها في 26 تشرين الاول".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 7 تشرين الاول 2024. ويظهر استعدادات ايران لهجوم الوعد الصادق 2 على اسرائيل في 1 منه، وفقا لما ذكرت وكالات انباء ايرانية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
43 ثانية. المشاهد تظهر عسكريين انشغلوا قرب صواريخ كبيرة، لتركز الكاميرا على يد أحدهم وهو يخط على واحد منها كلمات باللون الأحمر. ثم تنطلق قافلة شاحنات محملة بصواريخ، قبل الاستعداد لاطلاق احدها. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "وسائل إعلام إيرانية تنشر بيننا وبينكم الساعات القادمة... أحداث كبرى قادمة، إغلاق المجال الجوي الإيراني لإشعار آخر".
خامنئي يهدّد بالرد على أي هجوم ضد إيران أو حلفائها
جاء تداول الفيديو في وقت أكد الجيش الإسرائيلي، في 26 تشرين الأول 2024، أنه هاجم أهدافا عسكرية في إيران، في عملية قدّمت على أنها رد على الهجمات الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل في 1 منه.
وأعلنت إسرائيل أن هجومها استهدف خصوصا منشآت لتصنيع الصواريخ، في حين قلّلت طهران من أهميتها، لكنها أبلغت عن مقتل خمسة أشخاص، وفقا لما اوردت وكالة "فرانس برس".
وقد تعهد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، اليوم السبت، الرد على الهجمات التي تشنها إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة ضد طهران أو الجماعات التي تدعمها في المنطقة، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وقال خامنئي خلال كلمة ألقاها أمام طلاب في طهران: "على العدوين، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، أن يعلما أنهما سيتلقيان بالتأكيد ردا قاسيا على ما يفعلانه ضد إيران ومحور المقاومة".
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا يظهر الاستعدادات الايرانية للرد على الهجوم الاسرائيلي الاخير.
في الواقع، يبين البحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، انه منشور بنسخة أطول في موقع وكالة "مهر" الايرانية ومواقع اخبارية ايرانية اخرى، في 7 تشرين الأول 2024، اي قبل نحو 20 يوما من الهجوم الاسرائيلي الاخير على ايران.
وعنونته "مهر": "سرد لعملية الصادق 2، من الإعداد إلى اطلاق الصواريخ".
وكتبت: "في هذا الفيديو، يمكنكم مشاهدة سرد لعملية الصادق 2 منذ الإعداد لها، حتى سقوط الصواريخ في الأراضي المحتلة".
كذلك، نعثر على فيديو نشرته وكالة "مهر" في 4 تشرين الاول 2024، بالعنوان ذاته اعلاه، وتضمّن مشاهد مماثلة تماما.
مساء الثلثاء 1 تشرين الاول 2024، شنّت ايران هجوما صاروخيا على إسرائيل سمته "الوعد الصادق 2"، ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في 27 ايلول 2024، وزعيم حركة حماس اسماعيل هنية في تموز.
وقال الحرس الثوري في بيان نشرته وكالة فارس للأنباء "ردا على استشهاد اسماعيل هنية وحسن نصرالله وعباس نيلفورشان استهدفنا قلب الأراضي المحتلة (إسرائيل)".
وهذا الهجوم كان الثاني الذي شنته إيران ضد إسرائيل بعد هجوم نيسان عندما أكدت طهران أنها تصرفت "دفاعا عن النفس" بعد الهجوم الذي دمر قنصليتها في دمشق وأدى إلى مقتل سبعة عسكريين، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وأضاف الحرس الثوري: "بإطلاقها عشرات الصواريخ البالستية، استهدفت القوة الجوية في الحرس الثوري أهدافا أمنية وعسكرية مهمة في قلب الأراضي المحتلة"، موضحا أن الهجوم استهدف "ثلاث قواعد عسكرية" في محيط تل أبيب.
وأكد البيان أنّ "90% من الصواريخ نجحت في إصابة أهدافها".
ودوت صفارات الإنذار في القدس وتل أبيب، في حين قالت الخارجية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في جميع أنحاء إسرائيل.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن أكثر من 250 صاروخا ضربت إسرائيل خلال نصف ساعة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي الأربعاء 2 تشرين الاول إن صواريخ أطلقتها إيران خلال هجومها مساء الثلثاء سقطت على قواعد جوية في البلاد، لكنها لم تتسبب بأضرار.
وأورد في بيان انه "خلال الهجوم الإيراني أمس، سقطت صواريخ عدة على قواعد للقوات الجوية الإسرائيلية. ولم تتضرر أي بنية تحتية"، مشيرا الى أن الهجوم لم يلحق أضرارا بأي طائرة أو يتسبب بأي إصابات.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "استعدادات ايران للرد على الهجوم الاسرائيلي الأخير عليها في 26 تشرين الاول". في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 7 تشرين الاول 2024. ويظهر استعدادات ايران لهجوم الوعد الصادق 2 على اسرائيل في 1 منه، وفقا لما ذكرت وكالات انباء ايرانية.