النهار

فيديو أفيخاي أدرعي بشأن السفينة كاثرين وتوجيه الشكر لمصر مفبرك FactCheck#
فيديو أفيخاي أدرعي بشأن السفينة كاثرين وتوجيه الشكر لمصر مفبرك FactCheck#
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-

تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) مقطع فيديو للمتحدث باسم جيش إسرائيل أفيخاي أدرعي بمزاعم أنه يوجه فيه الشكر لمصر بشأن السماح للسفينة كاثرين بالتوقف في ميناء الإسكندرية. الا ان هذا الزعم غير صحيح تماما. FactCheck#  

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 

فقد تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس مقطع فيديو للقاء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أردعي على إحدى القنوات، وهو يوجه الشكر لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسي على السماح للسفينة كاثرين بالتوقف في ميناء الإسكندرية.

 

وكتب أحد الحسابات تعليقا مع هذا الفيديو (من دون تدخل): "المتحدث العسكري الإسرائيلي أفيخاى أدرعي يشكر السيسي رسميا على وقوفه بجانب اسرائيل وسماحه لسفن الأسلحة والذخيرة والقنابل بالمرور بمصر قبل أن تصل لإسرائيل التفافا حول حصار الحوثيين المفروض في البحر الأحمر على سفن الأسلحة المتجهة لإسرائيل! ما تعليقك؟".

 

حقيقة الفيديو 

لكن البحث العكسي كشف أن الفيديو مفبرك تماما وغير صحيح. وهو ما يظهر في تغير نبرة الصوت والأداء الحركي للشفاه الذي يكشف أنه تم التلاعب في الفيديو بالذكاء الاصطناعي.

 

وتأكيدا على ما سبق، فقد قاد البحث إلى أن المقابلة الأصلية كانت في 28 أيلول (سبتمبر) 2022، على إحدى القنوات الإسرائيلية.

 

ويظهر المقطع الأصلي، من الدقيقة 3:13 حتى الدقيقة 3:25. وكان أدرعي يتحدث حينها عن تأثير الأفلام العربية التي كانت تبثها القنوات الإسرائيلية في الثمانينيات والتسعينات، على تطوير لغته ولهجته العربية.

 

 

 

السفينة كاثرين... أزمة في البحار 

وتصدرت السفينة الألمانية كاثرين محركات البحث خلال الأيام الماضية، بعد أن أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا على حسابها الرسمي بموقع التدوينات القصيرة إكس، بتاريخ 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، قالت فيه: "سمحت الحكومة المصرية للسفينة "إم في كاثرين" التي ترفع العلم الألماني، والتي يُعتقد أنها تحمل متفجرات متجهة إلى إسرائيل، بالرسو والتفريغ في ميناء الإسكندرية يوم الاثنين، على الرغم من خطر أن تساهم هذه الشحنة في ارتكاب جرائم حرب في غزة".

 

 

وأرفق حساب المنظمة التدوينة السابقة برابط من الموقع الرسمي يتحدث عن قصة هذه السفينة، التي كانت، بحسبها، ترفع علم البرتغال في ما سبق.

 

وجاء في الرابط الذي نُشر في 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2024: "قالت منظمة العفو الدولية إنه يجب على سلوفينيا والجبل الأسود أن يمنعا السفينة أم في كاثرين (MV Kathrin)، التي ترفع العلم البرتغالي ويُعتقد أنها تحمل متفجرات متجهة إلى إسرائيل، من أن ترسو في موانئهما، نظرًا للخطر الواضح بأن تساهم مثل هذه الشحنة في ارتكاب جرائم حرب في غزة".

 

وتابع التقرير: "وفقًا لحكومة ناميبيا ووزير الخارجية البرتغالي، فإنّ شحنة السفينة أم في كاثرين تشمل متفجرات متجهة إلى إسرائيل. وقد رفضت السلطات الناميبية السماح للسفينة بدخول مينائها الرئيسي في أغسطس/آب، نقلًا عن معلومات من مُشغِّل السفينة تفيد بأن حمولتها تتضمن ثماني حاويات من متفجرات آر دي إكس هيكسوجن (RDX Hexogen) متجهة إلى إسرائيل. وتشير البيانات، الصادرة عن مكتب رئيس وزراء سلوفينيا ووزير خارجية البرتغال إلى أن السفينة تتجه إلى الجبل الأسود وميناء كوبر السلوفيني، حيث ستقوم بتفريغ حمولتها. من غير الواضح كيف ستصل الشحنة بعد ذلك إلى إسرائيل".  

 

 

وبحسب المصادر المفتوحة التي تتبع مسارات الملاحة البحرية، فقد وصلت السفينة كاثرين Kathrin إلى ميناء الإسكندرية بالفعل، ثم تحركت حتى وصلت بتاريخ 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2042 في بحر مرمرة بتركيا، وذلك لإنزال حمولة في ميناء haydarpasa port (حيدر باشا) بإسطنبول.

 

 

وتأكيدا على ما سبق، فقد أعلنت وزارة النقل المصرية في بيان رسمي على حسابها بموقع فايسبوك بتاريخ 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2042، أنه تم السماح للسفينة كاثرين "KATHRIN" برتغالية الجنسية وترفع العلم الألماني بالرسو بميناء الإسكندرية لتفريغ شحنة خاصة بوزارة الإنتاج الحربي، وأن السفينة تقدمت بطلب رسمي للسماح لها بمغادرة الميناء في اتجاه ميناء حيدر باشا بدولة تركيا لاستكمال خط سيرها.

 

 


 

وما سبق يؤكد أن السفينة Kathrin رست بالفعل في ميناء الإسكندرية، ولكن لتفريغ شحنة تابعة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية، وليست لصالح إسرائيل، كما زعمت العديد من الحسابات والمواقع، أن هناك تعاونا عسكريا بين القاهرة وتل أبيب.

 

وهو ما أكده البيان الرسمي للمتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية على الحساب الرسمي بموقع فايسبوك، بتاريخ 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2024.

 

وجاء في البيان: "تنفي القوات المسلحة المصرية بشكل قاطع ما تم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعى والحسابات المشبوهة وما يتم ترويجه من مساعدة إسرائيل فى عملياتها العسكرية جملة وتفصيلاً. وتؤكد على أنه لا يوجد أي شكل من التعاون مع إسرائيل".

 

 

وتابع البيان: "تهيب القوات المسلحة بالجميع تحرى الدقة في ما يتم تداوله من معلومات، وتؤكد على أنها درع الوطن وسيفه لحماية مقدراته والزود عن شعبه العظيم".

 

 

 

والسؤال الآن: هل كانت ميناء الإسكندرية المحطة الأولى للسفينة كاثرين؟

"النهار" تتبعت مسار السفينة، عبر المصادر المفتوحة، وكشف موقع vessel tracker أن السفينة التي تحمل الرقم الملاحي 9570620، شوهدت في منطقة بحر مرمرة اليوم 3 تشرين الثاني (نوفمبر) 2024.

 

 

واللافت أنه وفق بيانات الموقع، فقد رست السفينة في العديد من الموانئ والمنافذ البحرية، بينهم 5 منافذ وموانئ بحرية مجهولة لم يفصح عنها، في الفترة من 3 حزيران (يونيو) 2024 حتى 22 تموز (يوليو) 2024.

 

 

كذلك، كشفت البيانات أن السفينة وصلت ميناء بانتيليريا إيست في إيطاليا (Pantelleria East) بتاريخ 27 أيلول (سبتمبر) 2024، في طريق رحلتها.

 

 

ويتضح مما سبق أن السفينة رست بالفعل في موانئ قبل ميناء الإسكندرية. كذلك، أفرغت حمولتها – وفق بيان وزارة النقل المصرية – لحساب وزارة الإنتاج الحربي، ثم أكلمت طريقها نحو تركيا.

 

تدفق المساعدات العسكرية إلى إسرائيل

 

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، نشرت تقريرا في 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، بعنوان: "ما يجب معرفته عن الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل بعد عام من الحرب".

 

وقال التقرير إن إسرائيل تلقت مساعدات عسكرية أميركية أكثر من أي دولة أخرى منذ الحرب العالمية الثانية. وأوضح على سبيل المثال أنه في نيسان (أبريل) 2024، شاركت الولايات المتحدة وحلفاء آخرون في عملية للدفاع عن إسرائيل بعد أن أطلقت إيران أكثر من 100 صاروخ باليستي على البلاد، بالإضافة إلى حوالي 30 صاروخ كروز وأكثر من 150 طائرة بدون طيار متفجرة، حسبما قال مسؤولون في وقت لاحق لصحيفة واشنطن بوست.

 

 

واستخدمت الولايات المتحدة طائرات إف-15 إي سترايك إيغلز لإسقاط نحو 70 طائرة هجومية بدون طيار متجهة إلى إسرائيل، في حين أسقطت المدمرات يو إس إس كارني ويو إس إس أرلي بيرك، المنتشرتان في شرق البحر الأبيض المتوسط، ما بين أربعة وستة صواريخ باليستية. استخدمت القوات الأميركية في العراق نظام الدفاع الصاروخي باتريوت لإسقاط نظام آخر، حسبما قال المسؤولون للصحيفة.

 

كذلك، تدخل الجيش الأميركي عندما هاجمت إيران إسرائيل مجددا هذا الشهر، وأطلقت ما لا يقل عن عشرة صواريخ اعتراضية على الصواريخ الباليستية الآتية، حسبما قال الميجور جنرال باتريك رايدر، السكرتير الصحافي للبنتاغون، في 1 تشرين الاول/ أكتوبر.

 

ولم يقدم البنتاغون تقديرات لتكلفة الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل في هذه الفترة. وفي تقدير صدر في وقت سابق من هذا الشهر، قبل نشر نظام ثاد، قال مشروع تكاليف الحرب بجامعة براون، إن تكلفة العمليات الأميركية الإضافية في الشرق الأوسط منذ تشرين الاول الماضي بلغت 4.86 مليارات دولار.

 

وكشفت الصحيفة الأميركية أيضاً أنه وفقا لتحليل للصور التي نشرتها القوات الإسرائيلية، ربما استخدمت إسرائيل ذخائر أميركية الصنع تزن 2000 رطل لقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت الشهر الماضي.

 

وكثير من تفاصيل الصادرات العسكرية الأميركية ليست علنية مما يجعل من غير الواضح عدد الأسلحة المستخدمة أو عمليات النقل الأخيرة التي تمثل إمدادات روتينية بدلا من تصعيد يهدف إلى تجديد الذخائر المستخدمة في القصف الإسرائيلي لغزة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه تم الإعلان عن بعض مبيعات المعدات العسكرية: في نهاية عام 2023، وافق البيت الأبيض على بيع ما يقرب من 14000 خرطوشة ذخيرة دبابات ومعدات إلى إسرائيل، بقيمة 106.5 مليون دولار، وبيع قذائف مدفعية من عيار 155 ملم والمعدات ذات الصلة بقيمة 147.5 مليون دولار.

 

وتمت الموافقة على مبيعات أخرى منذ بدء الحرب، ولكن سيستغرق تحقيقها سنوات. ففي آب (أغسطس) 2024، على سبيل المثال، وافقت إدارة بايدن على بيع أسلحة إضافية بقيمة 20 مليار دولار إلى إسرائيل، بما في ذلك مركبات تكتيكية و50 ألف خرطوشة هاون من المقرر تسليمها ابتداء من عام 2026، وخراطيش ذخيرة دبابات تبدأ في عام 2027، وحوالي 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 بدءا من عام 2029.

 

وما سبق يشير إلى أن الامتدادات العسكرية إلى إسرائيل مستمرة من جانب الولايات المتحدة الأميركية، بما فيها القنابل والمتفجرات، اضافة الى الأسلحة المتنوعة، ما يشير إلى أنها لا حاجة لها بدولة أو ميناء وسيط لإفراغ شحنة متفجرات ثم نقلها إلى تل أبيب.

 

الخلاصة: الفيديو المتداول لأدرعي مفبرك، ويعود المقطع الأصلي إلى 2022. كذلك، وصلت السفينة الألمانية كاثرين إلى ميناء الإسكندرية بالفعل، لكنها أفرغت حمولة تابعة لوزارة الإنتاج الحربي المصرية، ولا علاقة لها بإسرائيل.

إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/4/2024 12:32:00 AM
لا يقل انزال البترون أيضا في وصفه وطبيعته عن خرق فضائحي للسيادة واحتقار لها في قلب منطقة لبنانية نائية عن جبهة القتال

اقرأ في النهار Premium