النهار

هذه الصورة ليست لضبط خلية إخوانيّة تنشر الشائعات في مصر FactCheck#
هذه الصورة ليست لضبط خلية إخوانيّة تنشر الشائعات في مصر FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+   A-

تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس (تويتر سابقا) صورة بمزاعم أنها لضبط خلية إخوانية تعمل على نشر الشائعات في مصر. الا ان هذا الزعم مضلل تماما. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 


فقد تداولت حسابات على موقع التدوينات القصيرة إكس صورة لمجموعة من الأشخاص أمامهم عدد من الهواتف. وكتب أحدهم تعليقا (من دون تدخل): "تم القبض على 11 من العناصر الاخوانية الارهابية ووجد معهم 473 موبيل مختلف الانواع ومبالغ مالية كبيرة من الدولارات وعملات أخرى، فتحوا 22 حساب زائف لنشر الشائعات والكذب والتحريض والفتن والفوضى. وبالتحقيق معهم، تبين الدعم المالي الكبير من القيادات".

 

 

حقيقة الصورة

ولكن البحث العكسي كشف أن الصورة لها سياق مختلف تماما، إذ تعود إلى تشكيل عصابي تخصص بسرقة الهواتف المحمولة.

 

فقد نشرت القناة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية على موقع يوتيوب مقطع فيديو، بتاريخ 18 كانون الأول (ديسمبر) 2018، بعنوان: ضبط عناصر تشكيل عصابي تخصص بسرقة الهواتف المحمولة"، وتظهر فيه هذه الصورة المتداولة.

 

 

وجاء في التفاصيل المرفقة بمقطع الفيديو، بيان بالواقعة يقول: "أكدت معلومات إدارة شرطة الاتصالات بالإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات وتحرياتها قيام كلٍ من بيتر س. ف سن23، مُقيم بدائرة قسم شرطة ثان شبرا الخيمة بالقليوبية "له معلومات جنائية"، وأحمد م. ع سن24، مُقيم بدائرة قسم شرطة الزيتون بالقاهرة، ومحمد ع. س سن 26، صاحب محل هواتف محمولة، مُقيم بدائرة قسم شرطة أول شبرا الخيمة "له معلومات جنائية"، ومحمود ش. م سن27، طالب مُقيم بدائرة قسم شرطة البساتين بالقاهرة، ومحمد خ. ع سن 19، طالب، مُقيم بدائرة قسم شرطة شبرا الخيمة، وأحمد ج. ع سن23، طالب مُقيم بدائرة قسم شرطة حلوان، بتكوين تشكيل عصابي تخصص بسرقة الهواتف المحمولة من المواطنين".

 

 

وأوضح البيان أن المتهمين يستخدمون دراجة نارية "بدون لوحات معدنية"، ويعيدون تغليف الهواتف المسروقة داخل علب مُقلدة مُطابقة للأصل وطبع رقم المسلسل الخاص بالهاتف عليها لإيهام المواطنين بأنها حديثة وبيعها عبر مواقع الإنترنت.

 

وعقب تقنين الإجراءات بالاشتراك مع قطاع الأمن العام ومديريتي أمن القاهرة والقليوبية تم ضبطهم، عدا الثاني، وبحوزتهم 39 هاتفا محمولا من ماركات مختلفة- 54 علبة هاتف محمول - 2 جهاز لاب توب- طابعة- 2 ماكينة طباعة وتغليف- مبلغ مالي- كمية من الشواحن وسماعات الأذن المقلدة.

 

وبمواجهتهم اعترفوا بنشاطهم الإجرامي وقرروا ارتكابهم 9 وقائع بالأسلوب ذاته بالاشتراك مع المتهم الهارب.

 

موجة عالية من الشائعات 

وشهدت مصر خلال الأيام الماضية ما يمكن وصفه بـ"موجة عالية من الشائعات"، أبرزها مزاعم بشأن تفريغ السفينة كاثرين الألمانية لحمولة عسكرية بميناء الإسكندرية لحساب إسرائيل، وهو ما تم نفيه رسميا من الدولة المصرية، بجانب تحقيق موسع من "النهار".

 

اقرأ ايضا- "سفينة الاسكندرية" و"تسليح إسرائيل"... مصر تواجه حرب شائعات غير مسبوقة

 

فيديو أفيخاي أدرعي بشأن السفينة كاثرين وتوجيه الشكر لمصر مفبرك FactCheck#


ويقول الخبير البحري لـ"النهار": "جزء من الشائعات المتداولة حالياً بُني على عدم المعرفة وغياب المنطق. على سبيل المثال، هم يقولون إن السفينة رست في الإسكندرية كي تفرغ حمولتها ويتمّ إرسالها إلى إسرائيل. علينا أن نفكر ونتساءل: لماذا يحدث ذلك وإسرائيل على بعد 20 ساعة فقط من ميناء الإسكندرية، لو تحركت السفينة بسرعة متوسطة؟ هذه المدة لا تكاد تُذكر بمقياس الرحلات البحرية التي تستغرق أسابيع وشهوراً".

 

ويضيف: "لماذا تُفرغ السفينة شحنتها في الإسكندرية ثم يتمّ نقلها براً؟ هذا له تكلفة عالية جداً، ومخاطر كبيرة للغاية خلال عملية التفريغ والنقل عبر طريق بري يتجاوز طوله 850 كيلومتراً. هذا أمر غير عقلاني. أضف إلى هذا الكلام المتناقض الذي نشرته تقارير إعلامية أجنبية عن جنسية السفينة، والعَلَم المرفوع عليها، وخط سير رحلتها العجيب، كي تصل أخيراً لميناء الإسكندرية. أي شخص لديه خبرة في المجال البحري سوف يدرك أن تلك المعلومات مفبركة وغير صحيحة".

الخلاصة: الصورة المتداولة هي لتشكيل عصابي تحصص بسرقة الهواتف المحملولة. وتعود إلى عام 2018.

اقرأ في النهار Premium