تداولت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك صورة لنقل قطع أثرية مصرية قديمة مكتشفة في الإسكندرية بواسطة عربات نقل أخيراً. الا ان الصورة ليست حديثة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
فقد تداولت حسابات على موقع فايسبوك صورة لنقل قطع أثرية مصرية بواسطة سيارات نقل مكشوفة. وكتبت معها (من دون تدخل): "صورة لنقل قطع أثريـة تم العثور عليها في البحر أثناء اكتشافات مدينة هيراكليون الغارقة، بالإسكندرية".
حقيقة الصورة
ولكن البحث العكسي قاد إلى أن الصورة قديمة، إذ تعود إلى أيار (مايو) 2016، وهي لعملية نقل تماثيل المدينة الغارقة "ناوكراتيس" في شوارع الإسكندرية.
وقد نشر موقع صدى البلد (محلي - مستقل) تقريرا في 15 أيار (مايو) 2016، تضمن صورا عدة، ضمنها عملية نقل تماثيل مدينة "ناوكراتيس" الغارقة بالإسكندرية.
كذلك نشر موقع صحيفة The Guardian البريطانية تقريرا في 15 أيار (مايو) 2016، تضمن الصورة ذاتها، وكتب عليها تعليقا: "فرعون بطلمي يتجول في شوارع الإسكندرية".
تصوير: المتحف البريطاني.
وتناول التقرير تاريخ مدينة ناوكراتيس. وقال إن هيرودوت أوضح أنها اشتهرت كمدينة ترفيهية. ولفتت الصحيفة إلى أن هناك الكثير من هذا الاختلاط الثقافي المثير للاهتمام في مصر ، وهو يمتد مباشرة إلى الرومان.
ففي سراديب الموتى في كوم الشقافة في الإسكندرية، دفنت عائلة رومانية في مقبرة متقنة مرتبة مثل معبد مزخرف مع منافذ للتوابيت، مزينة بأكاليل الزهور والأقنعة المأساوية - كلاسيكية للغاية.
لكن النبتة نُحتت عليها الصقور المصرية، ويصور الزوجان الرومانيان على أنهما مصريان من الرقبة إلى أسفل، والمنحوتات البارزة فوق مقابرهما هي مشاهد مصرية، بما في ذلك أنوبيس يترأس التحنيط.
وفي مكان قريب، في الحرم أسفل معبد سيرابيس - نسخة صديقة لليونان من أوزوريس - كرس الإمبراطور الروماني هادريان ثورا برونزيا غير عادي بالحجم الطبيعي يمثل الإله المصري أبيس.
وبحسب الموقع الرسمي للمتحف البريطاني، فإن مدينة ناوكراتيس القديمة في دلتا النيل تأسست في القرن 7 قبل الميلاد كبوابة للتجارة المتوسطية، وكانت موطنا لأقدم مستوطنة يونانية في مصر وظلت محور الاتصال والتبادل حتى القرن 7 الميلادي.
وحتى وقت قريب، لم يكن يعرف سوى القليل عن ناوكراتيس Naukratis. وأعيد اكتشاف الموقع الأثري في أواخر القرن 19. ووصلت اكتشافات التنقيب إلى المتحف البريطاني والعديد من المتاحف الأخرى حول العالم ولكن معظمها لم يدرس أبدا.
وتبرز ناوكراتيس كمدينة ميناء دولية حيث عاش المصريون جنبا إلى جنب مع اليونانيين والقبارصة وأشخاص من جنسيات أخرى. ويظهر العمل الميداني الجديد أنها مدينة ممتدة على طول النهر وكان لها جانب مصري في الغالب.
وكشفت بعثة المتحف البريطاني وجود سكان منخرطين في ممارسات ثقافية متنوعة، من العبادة في المعابد اليونانية والمصرية إلى طقوس محلية تستحضر خصوبة النيل. وتشهد لذلك تماثيل عارية صريحة أعيد اكتشافها منذ فترة طويلة مخبأة في مخازن المتاحف.
الخلاصة: الصورة المتداولة نُشرت للمرة الأولى في أيار 2016. وتعود إلى نقل تماثيل مكتشفة من مدينة ناوكراتيس الغارقة في الإسكندرية.