المتداول: تصريح منسوب الى الامين العام لحلف شمال الاطلسي مارك روته جاء فيه، وفقا للمزاعم، "إذا سلم ترامب أوكرانيا لبوتين، فسأطرد الولايات المتحدة شخصياً من الحلف".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا التصريح مفبرك، ولا دليل على أن روته أدلى به. ولا توجد آلية رسمية في المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي لطرد أي دولة عضو منه. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
منذ ساعات، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بكلام منسوب الى الامين العام لحلف الاطلسي مارك روته، حصد مشاركات واسعة وتفاعلا بين المستخدمين. ووفقا لمنشورات بالعربية والانكليزية، قال روته، زعما: "إذا سلم ترامب أوكرانيا لبوتين، فسأطرد الولايات المتحدة شخصياً من الحلف".
التصريح مفبرك
الا ان هذا التصريح مختلق، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحته.
فالبحث عنه، باستخدام كلمات مفاتيح، بالانكليزية والعربية والهولندية، يعطي نتيجة واحدة: لا اثر لهذا الكلام في اي وكالات أنباء ومواقع اخبارية. لو كان هذا التصريح صحيحا، لما غابت عنه وسائل الاعلام العالمية، نظرا الى اهميته. اما غيابه، فيثير شكوكا حقيقية حول صحته.
كذلك لا اثر له في حساب روته في اكس، وموقع حلف الاطلسي ومختلف حساباته.
وعلاوة على ذلك، لا توجد آلية رسمية في المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي لطرد أي دولة عضو.
وسبق أن صرح الامين العام السابق للحلف ينس ستولتنبرغ، في تشرين الثاني 2021، قبل اجتماع لوزراء خارجية التحالف الأمني في ريغا عاصمة لاتفيا، بأنه "لا توجد لدى الحلف أي آلية لطرد الأعضاء. ولن أوصي بإدراج ذلك في معاهدتنا التأسيسية".
وتابع: "حتى لو أوصيت بذلك، فلن يحدث ذلك أبدا، لأننا بحاجة إلى الإجماع للقيام بذلك"، في إشارة إلى الحاجة إلى الإجماع في صنع القرار داخل حلف شمال الأطلسي، والذي يمنح كل دولة عضو حق النقض بحكم الأمر الواقع، وفقا لما ذكرت وكالة "اسوشيتد برس".
في المقابل، الانسحاب (وليس الطرد) من الحلف عملية قانونية وسياسية ترد إجراءاتها الرسمية في المادة 13 من المعاهدة. وتنص على الآتي: "بعد أن تصبح المعاهدة سارية المفعول لمدة عشرين عاماً، يجوز لأي طرف أن يتوقف عن كونه طرفاً بعد مرور عام واحد على إرساله إشعاراً بالانسحاب إلى حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي ستبلغ حكومات الأطراف الأخرى بإيداع كل إشعار بالانسحاب".
يشار الى ان الصحافية في BBC Verify أولغا روبنسون توصلت الى النتيجة ذاتها. وكتبت في حسابها في أكس انه "لا يوجد دليل على أن الامين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته قال إنه سيطرد الولايات المتحدة من التحالف إذا سلم ترامب أوكرانيا الى روسيا". ولاحظت ان "الاقتباس يقود إلى مواقع وقنوات مؤيدة للكرملين على تيليغرام".
كذلك، تقصى كل من موقعي Verify This ونيوزويك التصريح المنسوب الى روته. وخرجا بالنتيجة ذاتها اعلاه: روته لم يدل بهذا الموقف.
في الواقع، هنّأ روته، الأربعاء 6 تشرين الثاني 2024، دونالد ترامب الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكّدا أن عودته إلى السلطة ستساعد في إبقاء الحلف "قويا". وقال في بيان إن "قيادته ستكون مجددا أساسية لإبقاء تحالفنا قويا"، مضيفا: "أتطلع إلى العمل معه مجددا لنشر السلام (...) عبر تعزيز حلف شمال الأطلسي" (أ ف ب).
وأعلن روته، الخميس 7 منه، أنه يريد أن يبحث مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب "التهديد" الذي يشكله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية. وقال عند وصوله للمشاركة في قمة المجموعة السياسية الأوروبية التي تضم نحو أربعين من قادة الدول في بودابست :"أتطلع إلى الجلوس مع الرئيس ترامب ورؤية كيف سنضمن بشكل جماعي أننا نواجه هذا التهديد" (أ ف ب).
وأعرب عن قلقه خصوصا بشأن التقارب بين روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين. وقال للصحافيين: "على روسيا أن تدفع ثمن ذلك. أحد الأشياء التي تقوم بها هو تقديم التكنولوجيا إلى كوريا الشمالية التي تهدد الآن مستقبل القارة الأميركية وقارة أوروبا، وكذلك شركاءنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مؤكدا أن هذه "تطورات خطيرة".
من جهته، تحدث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الأحد 10 منه، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحضه على عدم تصعيد الحرب في أوكرانيا، وفقا لما أفادت صحيفة "واشنطن بوست".
وأوردت وكالة "فرانس برس" ان الصحيفة ذكرت أن ترامب تحدث إلى بوتين من منتجعه في مارالاغو في فلوريدا الخميس، بعد أيام فقط على فوزه في الانتخابات الرئاسية على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص عدة على اطلاع على المكالمة لم يكشفوا هوياتهم، أن ترامب ذكّر بوتين بالوجود العسكري الأميركي الكبير في أوروبا. وقالوا إن ترامب أعرب أيضا عن اهتمامه بإجراء مزيد من المحادثات للبحث في إيجاد "حل للحرب في أوكرانيا قريبا".
الا ان الكرملين نفى، الاثنين 11 منه، ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست". وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن ما أوردته الصحيفة "لا يمت للواقع بأي صلة على الإطلاق".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحدث الى ترامب الأربعاء، وكان لافتا انضمام الملياردير إيلون ماسك الداعم للجمهوريين إليهما في المكالمة.
ووصف زيلينسكي المكالمة بأنها "ممتازة"، قائلا إنه وترامب اتفقا على "الإبقاء على الحوار الوثيق وتعزيز تعاوننا".
وأكدت إدارة الرئيس الديموقراطي المنتهية ولايته جو بايدن أنها سترسل أكبر قدر ممكن من المساعدات إلى أوكرانيا قبل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني.
تقييمنا النهائي: اذا، ليس صحيحا ان الامين العام لحلف شمال الاطلسي مارك روته صرح بأنه "إذا سلم ترامب أوكرانيا لبوتين، فسأطرد الولايات المتحدة شخصياً من الحلف". في الحقيقة، هذا التصريح مفبرك، ولا دليل على أن روته أدلى به. ولا توجد آلية رسمية في المعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي لطرد أي دولة عضو منه.