المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "احتراق وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل أبيب من جراء هجوم لحزب الله" أخيرا.
إلّا أنّ هذا الادعاء خاطئ.
الحقيقة: هذه الصورة قديمة، اذ تعود الى 22 آذار 2024. وتظهر حريقا في قاعة الحفلات الموسيقية بكروكوس سيتي هول في ضواحي العاصمة الروسية موسكو، بعد وقوع إطلاق نار. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة حريقا مشتعلا ليلا في موقع ما، بينما تصاعد دخان كثيف. وقد نشرتها أخيرا حسابات ارفقتها بمزاعم، بالعربية والانكليزية (من دون تدخل): "وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل ابيب تحترق بقوة الله على ايادي حـزب الله"، وايضا "أجمل صورة لهذا اليوم. تل أبيب تحترق".
حزب الله يعلن استهداف مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية
تزامن انتشار الصورة مع إعلان حزب الله، الأربعاء 13 تشرين الثاني 2024، استهداف قاعدة الكرياه، حيث مقر وزارة الدفاع وهيئة الأركان الإسرائيليتين في مدينة تل أبيب بصواريخ بالستية، بعدما أفاد في وقت سابق بأنّه شنّ عليها "هجوما جويا" بطائرات مسيّرة، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وقال الحزب في بيان إنّه استهدف "عند الساعة 06,15 من مساء الأربعاء (...) للمرّة الثانية قاعدة الكرياه (...) بصواريخ باليستية من نوع قادر 2، وأصابت أهدافها بدقّة".
كذلك أعلن الحزب، الأربعاء، استهداف شركة صناعات عسكرية في رمات هشارون في ضواحي مدينة تل أبيب، وذلك للمرة الأولى منذ تصعيد النزاع بينه وبين الدولة العبرية في نهاية أيلول.
وقال في بيان إنّه استهدف "عند الساعة 06,25 من مساء الأربعاء للمرّة الأولى شركة صناعات الأسلحة العسكرية آي دبليو آي (...) في رمات هشارون في ضواحي مدينة تل أبيب"، برشقة من "الصواريخ النوعية".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ستة جنود في جنوب لبنان، ما يرفع إلى 47 حصيلة العسكريين الذين سقطوا في المعارك الدائرة مع حزب الله منذ بدء الهجوم البرّي على الأراضي اللبنانية في 30 أيلول. وواصلت اسرائيل غاراتها على لبنان.
حقيقة الصورة
الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث العكسي يوصلنا اليها مؤرشفة في وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، في 22 آذار 2024. وكتبت معها: "حريق في قاعة الحفلات الموسيقية في كروكوس سيتي هول، حيث وقع إطلاق نار".
كذلك عثرنا عليها، وعلى صورة أخرى مماثلة، مؤرشفتين في وكالة "سبوتنيك"، في 22 آذار 2024. وكتبت معهما الوكالة: "في لقطة الفيديو هذه، يتصاعد الدخان فوق قاعة الحفلات في كروكوس سيتي هول، بعد وقوع إطلاق نار بالقرب من موسكو بروسيا".
وتابعت الوكالة: "اقتحم مسلحون عدة يرتدون زيًا قتاليًا قاعة الحفلات الموسيقية في 22 آذار وأطلقوا النار من أسلحة آلية على الحشد، مما أدى إلى إصابة عدد غير محدد من الأشخاص".
ما نعرفه عن هجوم كروكوس
في ذلك اليوم، أدى إطلاق نار أعقبه حريق ضخم في قاعة للحفلات الموسيقية بضواحي موسكو بعدما اقتحمها عدد من المسلحين، إلى مقتل 144 شخصا وإصابة 360 آخرين، مساء الجمعة 22 آذار 2024.
ووفقا لما أرخت وكالة "فرانس برس" بشأن "بداية الهجوم وإطلاق النار والحريق"، "قالت أجهزة الطوارئ إن "مجموعة من شخصين إلى خمسة أشخاص مجهولي الهوية يرتدون زيا تكتيكيا ومسلحين بأسلحة رشاشة... فتحوا النار على عناصر الأمن عند مدخل قاعة الحفلات الموسيقية" في كروكوس سيتي هول في كراسنوغورسك بالضواحي الشمالية الغربية للعاصمة الروسية، ثم "بدأوا إطلاق النار على الجمهور"، على ما نقلت عنها وكالة إنترفاكس للأنباء.
ووفقا لصحافي من وكالة أنباء "ريا نوفوستي" العامة، اقتحم أفراد يرتدون ملابس مموهة قاعة الحفلات قبل أن يفتحوا النار ويلقوا "قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، ما تسبب في نشوب حريق". وقد اجتاح المبنى حريق كبير، وتصاعدت أعمدة من الدخان الأسود من سطحه.
اقرأ ايضا- تحذيرات أميركية واتّهامات... ما نعرفه عن الهجوم المسلح في موسكو
وقال صحافي ريا نوفوستي "ارتمى الأشخاص الموجودون في القاعة أرضا للاحتماء من إطلاق النار لمدة 15 إلى 20 دقيقة، وبعد ذلك بدأوا بالزحف للخروج. وتمكن كثيرون من الخروج".
وبحسب وزارة الطوارئ الروسية، تمكن عناصر الدفاع المدني في بادئ الأمر من إجلاء نحو مئة شخص كانوا في الطبقة السفلية من القاعة خلال حفل موسيقي لفرقة الروك الروسية بيكنيك. ثم جرت متابعة العمليات "لإنقاذ أشخاص من سطح المبنى باستخدام معدات الرفع"، وفق المصدر نفسه.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، في بيان أصدره مساء الجمعة، مسؤوليته عن الهجوم. وقال على تطبيق تلغرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا (...) في محيط العاصمة الروسية موسكو"، مشيرا إلى أنهم "عادوا بعد ذلك إلى قاعدتهم".
ونفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم. كذلك نفت وحدة من المقاتلين الموالين لكييف الذين كانوا نفذوا في الآونة الأخيرة عمليات توغل مسلحة داخل الأراضي الروسية أي مسؤولية لها.
واتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الكرملين وأجهزته الخاصة بتدبير الهجوم لإلقاء اللوم على أوكرانيا وتبرير "تصعيد" الحرب.
وأكد الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف أن موسكو ستقضي على القادة الأوكرانيين إذا تبين تورطهم في هذا الهجوم.
وأُلقي القبض على أكثر من 20 شخصاً، بينهم المهاجمون الأربعة المشتبه فيهم والذين يتحدّرون من طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى المجاورة لأفغانستان.
وفي نهاية آذار، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ "إسلاميين متطرّفين" نفّذوا الهجوم، لكنّه استمرّ في الإشارة إلى أنّ كييف دفعت باتجاه تنفيذه.
وأقرت روسيا، للمرة الأولى، الجمعة 24 ايار، بوضوح بمسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية في الهجوم على قاعة الحفلات. وقال مدير جهاز الأمن الفدرالي الروسي ألكسندر بورنيكوف: "خلال التحقيق (...) تبيّن أنّ التحضيرات والتمويل والهجوم وانسحاب الإرهابيين تم التنسيق لها عبر الإنترنت من جانب أعضاء في جماعة ولاية خراسان" الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "احتراق وزارة الدفاع الإسرائيلية وسط تل ابيب من جراء هجوم لحزب الله" أخيرا. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 22 آذار 2024. وتظهر حريقا في قاعة الحفلات الموسيقية بكروكوس سيتي هول في ضواحي العاصمة الروسية موسكو، بعد وقوع إطلاق نار.