النهار

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد دخوله في غيبوبة" أخيرا. 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح. 

الحقيقة:  الصورة قديمة، اذ تعود الى 8 ايلول 2014. وتظهر خامنئي يرقد على سرير في أحد المستشفيات الحكومية في طهران، بعد خضوعه لعملية جراحية للبروستات. ونشر موقع خامنئي فيديو وصورة له، امس الأحد 17 تشرين الثاني 2024، ظهر فيهما مع السفير الايراني في بيروت مجتبى أماني، وذلك دحضا لخبر غيبوبته. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

منذ ساعات، يضجّ خبر في مواقع اخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي يدّعي ان "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي البالغ 85 عاما، دخل في غيبوبة منذ ايام عدة"، و"سيتم اعلان وفاته في الساعات المقبلة". وذهب بعضهم الى ترويج ادعاء عن "تعرضه للتسميم". وأرفقت حسابات هذا الخبر بصورة تظهر خامنئي راقدا على سرير، بينما وضعت كمامة اوكسجين على وجهه، وكتبت معها: "خامنئي يدخل في غيبوبة". 

حقيقة الصورة 

الا ان للصورة سياقا مختلفا، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 

فالبحث العكسي يوصلنا اليها منشورة في وكالات انباء ايرانية ومواقع اخبارية عالمية في 8 ايلول 2014، ضمن تقارير عن خضوع خامنئي يومذاك لعملية جراحية للبروستات في احد المستشفيات الحكومية في العاصمة الايرانية طهران. 

ووفقا لوكالة "تسنيم" الايرانية، فقد عاده رئيس الجمهورية حسن روحاني الذي وصف الحالة الصحية لقائد الثورة الاسلامية بعد الجراحة بانها "جيدة جدا، والاعراض بعد الجراحة طبيعية جدا"، قائلا إن "الفريق الطبي المعالج اجرى الجراحة بافضل شكل ممكن ويتابع العلاج بدقة بالغة، وليس هناك اي داع للقلق". 

صورة وفيديو لخامنئي بعد انتشار خبر غيبوبته 

بعد انتشار خبر دخول خامنئي في غيبوبة، نشر موقع خامنئي وحسابه في اكس،  أمس الاحد 17 تشرين الثاني 2024، مشاهد تجمع خامنئي بالسفير الايراني في بيروت مجتبي أماني، تأكيدا انه بخير ودحضا للانباء المتعلقة بتدهور صحته.  

ظهر امروز یکشنبه ۲۷ آبان ۱۴۰۳؛ دیدار و گفت‌وگو با آقای مجتبی امانی، سفیر جانباز جمهوری اسلامی ایران در لبنان pic.twitter.com/ctIRbi9bVA

— KHAMENEI.IR | فارسی 🇮🇷 (@Khamenei_fa) November 17, 2024

وافادت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا" بأن "خامنئي استقبل، على هامش لقاءاته اليومية،  الاحد، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى لبنان مجتبى أماني. وفي هذا اللقاء قدّم أماني، الذي أصيب في عينه ويده من جراء العمل الإرهابي الذي نفذه الكيان الصهيوني والمتمثل في تفجير اجهزة البيجر، تقريرا عن حالته الصحية إلى قائد الثورة".

وكان أماني ظهر، للمرة الاولى، منذ تفجيرات البيجر، في لقاء رسمي مع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، في 12 تشرين الثاني. ونشرت له صور بينت اصابته في عينه اليمنى ويده اليسرى. 

ولم تنشر اي وكالات انباء ايرانية وعالمية ومواقع اخبارية ذات صدقية الخبر المزعوم عن دخول خامنئي في غيبوبة. 

مرشحون لخلافة خامنئي

وجاء تداول هذه الشائعة في وقت نشر موقع "ايران اينترناشيونال" تقريرا عن "المرشحين الثلاثة لخلافة خامنئي"، وذكر ان "إمام الجمعة الموقت في أصفهان عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، أبو الحسن مهدوي، أعلن أن مجلس الخبراء اختار ثلاثة أشخاص لخلافة خامنئي، بحسب الأولوية، لكن أسماءهم ظلت سرية، وذلك وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، والمخاوف من احتمالية اغتيال خامنئي على يد إسرائيل".

وقال التقرير: "قبل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، كان الحديث عن خلافة خامنئي مطروحًا بالفعل. لكن هذا الموضوع اصبح الآن أكثر جدية. حتى خامنئي نفسه، في جلساته الأخيرة مع أعضاء مجلس خبراء القيادة، دعاهم إلى الاستعداد لاختيار قائد جديد سريعًا. ويرى بعض المراقبين أن هذه الدعوات تشير إلى قلق خامنئي من احتمال اغتياله على يد إسرائيل".

واضاف: "أكد أبو الحسن مهدوي، في خطبة الجمعة الماضية، أن خامنئي يتمتع بصحة جيدة، ولا يعاني أي مرض. ومع ذلك، يرى المحللون أن القلق الرئيس لدى النظام ليس من وفاة خامنئي الطبيعية، بل من التهديدات الخارجية واحتمال اغتياله".

وتابع: "ذكر إمام جمعة أصفهان أن ثلاثة أشخاص تم اختيارهم لخلافة خامنئي، لكن أسماءهم لم تُعلن. ومع ذلك، يُعتقد أن مجتبى خامنئي، الابن الثاني للمرشد علي خامنئي، وأكثر أبنائه انخراطًا في السياسة، هو المرشح الأكثر حظًا".

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي بعد دخوله في غيبوبة" أخيرا. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 8 ايلول 2014. وتظهر خامنئي يرقد على سرير في أحد المستشفيات الحكومية في طهران، بعد خضوعه لعملية جراحية للبروستات. وقد نشر موقع خامنئي فيديو وصورة له، امس الأحد 17 تشرين الثاني 2024، خلال لقائه السفير الايراني في بيروت مجتبى أماني، وذلك دحضا لخبر غيبوبته.