حيدر الموسوي
تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنَّها تظهر "الزعيم العراقي صدام حسين حيا يرزق اليوم في ولاية حفريلانكا باميركا". إلا أن هذا الادعاء خاطئ، والصورة مفبركة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وتم اقتطاعها من مقابلة سابقة مع صدام حسين تعود إلى أكثر من 20 عاماً. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة الزعيم العراقي السابق صدام حسين "حيا يرزق"، بتعبير ناشريها، وتبدو عليه ملامح التقدم بالعمر. وكان يتحدث، وفقا للمزاعم، في لقاء إعلامي في الولايات المتحدّة الأميركية، في ولاية ادّعى الناشرون أن اسمها "حفريلانكا".
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه مضلل وغير صحيح:
1- الصورة مفبركة لصدام حسين، وليست حقيقية، إذ تم إنشاؤها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، مع تلاعب يتّضح من خلال الستارة التي تظهر خلف حسين، والكرسي، والميكروفون، والعلم العراقي القديم، اذ تم أخذ هذه العناصر من لقاء قديم أجراه الوزير البريطاني السابق توني بن قبل أكثر من 20 عاماً، ونشر في قناة Aljazeera Media Library مكتبة الجزيرة المرئية على منصّة يوتيوب قبل ثمانية أعوام.
2- تظهر في الصورة المتناقلة علامات تشوّه عادةً ما ترافق الصور المعدّة بالذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال الأصابع، والميكروفون، وربطة عنق حسين التي تظهر بلونين مختلفين هما الأسود والأحمر.
3- وتجدر الإشارة إلى أن لا وجود لولاية أميركية اسمها "حفريلانكا".
لقاء خاص مع صدام حسين
وقد أجرى توني بن المقابلة الصحافية مع صدام حسين "في أحد القصور الرئاسية في بغداد خلال نهاية الاسبوع، وتم بثها على قناة الرابعة الإخبارية البريطانية الثلثاء 4 شباط 2003"، وفقا لما ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتطرقت المقابلة الى مفاصل عدة حسّاسة، منها علاقة العراق بتنظيم "القاعدة"، ومزاعم امتلاكه أسلحة دمار شامل. وكانت أبرز ردود حسين على هذين الموضوعين: "هناك حقيقة واحدة، ولذلك أقول لك كما قلت في مناسبات عديدة من قبل إن العراق ليس فيه أي أسلحة تدمير شامل أبداً. ونحن نتحدى من يقول عكس هذا، أن يقدم أبسط الأدلة للرأي العام على ما يقول".
و"لو كانت لدينا علاقات بتنظيم القاعدة وكنا مقتنعين بها لما خجلنا بها. لذلك أحب أن أخبرك بوضوح، ومن خلالك أيضاً كل من يسمع ويريد أن يعرف، أن ليست لدينا علاقة بتنظيم القاعدة".
شائعة عودة صدّام حسين
وتأتي هذه الصورة الزائفة في اطار شائعات متواصلة مرتبطة بعودة صدام حسين منذ إعدامه عام 2006. وقد انتشرت، خلال الاعوام الماضية، العديد من الصور والفيديوهات المفبركة، التي يكون هدفها عادة إثارة الجدل وجذب التفاعلات الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي سياقات أخرى، يتم تداولها بهدف إحداث توتر مجتمعي وسياسي، لتحقيق غاية معينة خلال أزمة طارئة أو حدث كبير.