النهار

هذه الصورة لا تظهر طبقاً طائراً فرعونياً تم العثور عليه أخيراً لأنها غير حقيقيّة FactCheck#
هذه الصورة لا تظهر طبقاً طائراً فرعونياً تم العثور عليه أخيراً لأنها غير حقيقيّة FactCheck#
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+   A-

نشرت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في مصر فايسبوك صورة مع ادعاء أنها لـ"طبق طائر فرعوني تم العثور عليه اخيرا". الا ان هذا الزعم غير صحيح تماما. FactCheck# 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

 


فقد تداولت حسابات على فايسبوك صورة لـ"مجسم طبق طائر" داخل ما يشبه مقبرة أثرية في مصر. وكتبت تعليقا (من دون تدخل): "العثور على طبق طائر فرعوني، وهو ما يثبت أن الفراعنة كائنات فضائية هبطت على الأرض بنت الحضارة.. موضوع مثير للجدل".

 


 

حقيقة الصورة

ويأتي هذا المنشور متسقا مع مزاعم بشأن بناء كائنات فضائية للحضارة المصرية، وتحديدا الأهرامات والمعابد والتماثيل الكبرى، التي يروج لها البعض بزعم "نظريات الفضائيين القدامى".


ولكن بعد فحص الصورة المتداولة عبر موقع Truemedia (أحد المصادر المفتوحة للكشف عن حقيقة الصور)، اتضح أنها مفبركة تماما وانه تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي.

 

 

في الواقع، يقودنا التعمق في البحث الى مصدر الصورة، حساب JS | UFOs & Beyond في انستغرام (js.ufo.art@)، الذي نشرها مع صور أخرى في 5 آذار 2024، بعنوان: "الكشف عن كنوز الفراعنة المحرمة...".

 

وقد ارفقها بوسوم عدة تبين انها منشأة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي، مثل AI، وDigital art، بينما أضاف عبارة: "هذا فن الذكاء الاصطناعي... التشابه مع الأحداث الحقيقية هو مجرد مصادفة". 



 

 

كذلك، اعد الحساب فيديو بواسطة هذه الصور. 

 

 

 

ويمكن ايضا العثور على الصورة في موقع هذا الفنان الرقمي، jsdigital.art، لا سيما في القسم المخصص لمصر. ويقول ان "رحلته الفنية الرقمية، التي غذاها تدريب مكثف في تحرير الصور والتلاعب ثلاثي الأبعاد، تمثل مزيجًا من البرامج المتطورة والابتكار في الذكاء الاصطناعي".

 

ويزخر حسابه في انستغرام بصور وفيديوات انشأها بالذكاء الاصطناعي، على ما يكتب معها بوضوح. 

 

الحضارة المصرية ونظريات المؤامرة 

وتعد الحضارة المصرية، بآثارها المختلفة، لغزا كبيرا حتى اليوم مع استمرار محاولات فك أحد أكبر ألغازها وهو الهرم الأكبر، ما جعلها مرتكزا للعديد من مزاعم نظريات المؤامرة.

 

فقد ناقش موقع historyextra، المنصة الرسمية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC للتاريخ، هذه المزاعم في تقرير بتاريخ 4 كانون الثاني (يناير) 2023، بعنوان: هل بنى الفضائيون الأهرامات؟ التاريخ الحقيقي يفضح نظرية المؤامرة.

 

وأوضح التقرير أن نظرية المؤامرة تقول إن الأهرامات لم تكن نتيجة لمشاريع بناء استمرت عقودا شملت عشرات الآلاف من الأشخاص، وجهود لوجستية وإدارية عملاقة، وإمدادات لا تنضب تقريبا من الحجر، ومهندسين معماريين ومهندسين رئيسيين، بل بناها "الفضائيون"، أو على الأقل ساعدوا البشر في بنائها.

 

ولفت إلى أن المزاعم حول دور الفضائيين في بناء الأهرامات لم تكن الجانب الأوحد لنظرية المؤامرة، بل هناك من يدعي أن سكان ما يسمى "أتلانتس" بنوا هذه الصروح.

 

وهناك أيضاً ادعاءات أن الأهرامات بناها العبيد، بحسب ما جاء في الكتاب المقدس، الذي ذكر أن المصريين القدماء استعبدوا بني إسرائيل، وهو ما تم تفنيده بأن مصر لم تكن مثل حضارتي روما واليونان، اللتين كانتا تستخدمان العبيد. كذلك لا يوجد ما يشير إلى هذا الأمر، أكان على جدران المقابر أم المعابد.

 

 

ويؤكد التقرير، على لسان جويس تيلديسلي، عالمة المصريات في جامعة مانشستر، أنه من الخطأ تخيل جلد العبيد وجرهم من بلدان أخرى لبناء الأهرامات وغيرها، ومن قاموا بهذا الأمر كانوا مصريين أصليين وليسوا سجناء.

 

وتقول البروفسورة تيلديسلي: "إذا أخذنا الهرم الأكبر في الجيزة مثالا، فإننا نعلم أن مجموعات من العمال بنته بعدما تم استدعاؤها بموجب نوع من الخدمة الوطنية أو نظام السخرة".

 

وأوضحت أنه "كانت لديهم أدوات أساسية إلى حد ما، ولكنها فعالة، وكان العمال قادرون على قطع كتل الحجر ونقلها إلى موقع البناء وإقامة الهرم تدريجيا".

 

واشارت الى أن "هناك العديد من الدلائل التي تؤكد استخدام أدوات تقليدية وغير متقدمة في نباء الهرم الأكبر، منها وجود مقلع للحجر الجيري بالقرب من موقعه، بالإضافة إلى أدلة على مواقع معسكرات للعمال، فضلا عن أدلة على كيفية إطعام العمال ومقابرهم التي دفنوا فيها".

 

وقالت أيضاً إن بناء الأهرامات لم يشجع على استخدام تقنيات البناء المتاحة فحسب، إنما ايضا شجع على عملية التطوير، أكان في بناء القوارب لشحن الأخشاب أو الأحجار، أم تطوير المهارات الطبية للتعامل مع الحوادث.


الخلاصة: الصورة المتناقلة ليست حقيقية، لكونها منشأة بالذكاء الاصطناعي. ونشرها، بهذا الوصف، الفنان الرقمي JS | UFOs & Beyond في انستغرام (js.ufo.art@) في 5 آذار 2024.  

اقرأ في النهار Premium