النهار

حيدر الموسوي

تتداول العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم أنَّها تظهر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان محمد علي الحسيني مع الحاخام الإسرائيلي – المولدافي زفي كوغان، الذي قُتل في الامارات أخيراً. إلا أن هذا الادعاء خاطئ، والصورة تعود للقاء جمع الحسيني ومدير منظمة "معاً من أجل الإنسانية" الحاخام زلمان عام 2018. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم

تظهر الصورة الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان محمد علي الحسيني مصافحا رجلا ببدلة رسمية بينما وقفا أمام لافتة تعود للملتقى الخامس لـ"منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة". وقد نشرتها حسابات خلال الساعات الماضية بكونها تظهر (من دون تدخل) "محمد علي الحسيني مع الحاخام الضابط الاسرائيلي تسفي كوغان الذي عُثر على جثته في الامارات". 

وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه مضلل وغير صحيح:

الصورة المتناقلة تعود للقاء جمع الأمين العام للمجلس العربي الإسلامي محمد علي الحسيني، والمدير الوطني لمنظمة "معاً من أجل الإنسانية" رابي (الحاخام) زلمان. وقد نشرت في 22 كانون الاول/ ديسمبر 2018، في الموقع الرسمي للمجلس الإسلامي العربي.

وجاء لقاء الحسيني وزلمان يومذاك على هامش مؤتمر "حلف الفضول" الذي انعقد في أبوظبي. وناقشا "سبل تقريب العلاقات بين الأديان الابراهيمية التي جاءت من أجل تحقيق السلام للإنسانية قاطبة".

ودعا الحسيني إلى "تكثيف الجهود بين أتباع الدين الاسلامي واليهودي المعتدلين منهم، لتجنيب الإنسانية الكثير من المآسي بسبب الأحقاد والكراهية، وضرورة تعميق أهمية نشر قيم المحبة والسلام بين كل الأديان"، وفقاً لما أورد موقع المجلس الإسلامي العربي.

وقد انطلق "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، في دورته الخامسة في 5 كانون الاول/ديسمبر 2018 في فندق "جميرا -أبراج الاتحاد" في أبوظبي، بعنوان: "حلف الفضول- فرصة للسلم العالمي".

وتواصلت فعالياته على مدى ثلاثة أيام برعاية إماراتية، وبمشاركة نحو 800 شخصية من العلماء والمفكرين وممثلي الأديان من 120 دولة، بينهم وزراء الشؤون الإسلامية والمفتون في العالم الإسلامي، وممثلون للمجالس الإسلامية في أوروبا وأميركا، ومستشار الرئيس الأميركي للحريات الدينية، ووفد رفيع المستوى من الأمم المتحدة ومن منظمات حقوقية وهيئات دولية وإنسانية، وفقا لما ذكرت وكالة انباء الامارات (وام). 

مقتل الحاخام  زفي كوغان في الإمارات وتوقيف 3 مشتبه فيهم  

وجاء تداول الصورة بالمزاعم الخاطئة في وقت أعلنت الإمارات، الأحد 24 تشرين الثاني 2024، مقتل الحاخام الإسرائيلي- المولدافي زفي كوغان بعدما فقد أثره منذ الخميس في الإمارات حيث كان يقيم. وقالت إنها أوقفت ثلاثة مشتبه فيهم على خلفية الواقعة التي وصفتها إسرائيل بأنها "هجوم إرهابي معاد للسامية"، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس". 

وأعلنت وزارة الداخلية الإماراتية، في بيان، أن "السلطات الإماراتية المختصة تمكنت في وقت قياسي من إلقاء القبض على الجناة في حادثة مقتل" زفي كوغان. ووصفت كوغان بأنه "يحمل الجنسية المولدافية بحسب الأوراق الثبوتية التي دخل فيها إلى دولة الإمارات" التي أقام فيها.

وأضافت أن عائلته تقدمت ببلاغ عن اختفائه، مما دفع إلى تشكيل "فريق بحث وتحر" تمكن من العثور على الجثة وتحديد هوية المشتبه فيهم "وعددهم ثلاثة أشخاص".

وذكرت الوزارة، اليوم الاثنين، أن "السلطات الأمنية المختصة كشفت هوية الجناة الثلاثة الذين يحملون الجنسية الأوزبكية، وهم أولمبي توهيروفيتش (28 عاما)، محمود جون عبد الرحيم (28 عاما)، وعزيز بيك كاملوفيتش (33 عاما)".

وكان كوغان مبعوثا لحركة حاباد لوبافيتش الحسيدية، وهي حركة متشددة ومتزمتة تهدف إلى تعزيز الهوية اليهودية وتقريب اليهود من عقيدتهم، ولا سيما من خلال مراكزها المجتمعية. ووفقا لحركة حاباد لوبافيتش، انضم كوغان إلى شقيقه الأكبر رؤوفين ومجموعة من الحاخامات الذين انتقلوا إلى الإمارات.

وقالت الحركة على موقعها الإلكتروني إن كوغان كان يدير محل سوبرماركت كوشير في دبي افتتح عام 2022.