تزامناً مع الجدل الذي أثارته تصريحات وزير الداخلية الليبي المتعلّقة بسعيه الى فرض الحجاب على النساء في ليبيا قبل أيام، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لطالبات منقّبات في مدرسة، زاعمة أنه يُظهر بدء سريان قرار فرض الحجاب في المدارس الليبية. إلا أن الادّعاء خطأ، والفيديو مصوّر في مدرسة قرآنية في مدينة إدلب في الشمال السوريّ.
تظهر في الفيديو فتيات تضعن نقاباً وأخريات بالحجاب في ساحة. وعلّق الناشرون بالقول إن المشاهد مصوّرة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وحقق هذا الفيديو أكثر من 20 ألف مشاركة وسبعة ملايين مشاهدة من هذه الصفحة وحدها أياماً قليلة بعد تصريحات لوزير الداخلية الليبي في حكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي بشأن سعيه لفرض الحجاب وتفعيل شرطة الآداب.
ففي السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عُقد مؤتمر صحفي خصص لاستعراض وزير الداخلية الليبي مستجدات عمل لجنة معالجة أزمة الوقود والغاز، الذي قال فيه إنه سيتحدث الى وزير التعليم ورئيس الوزراء لفرض الحجاب رسمياً.
وأثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية الليبيّة، وكذلك أدانتها منظمة العفو الدولية وقالت إنها “تُعد (...) تصعيداً خطيراً في مستويات القمع الخانقة أصلاً في ليبيا بوجه الذين لا يمتثلون للمعايير الاجتماعية السائدة".
من جهة أخرى، أشاد مستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي بتصريحات الطرابلسي ورأوا فيها إجراءات "للحدّ من الانحراف".
في هذا السياق لاقى هذا المنشور الذي يدّعي فرض الحجاب في المدارس الليبية انتشاراً واسعاً.
فيديو من سوريا
إلا أن الفيديو لا شأن له بليبيا.
فالتفتيش عنه، بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة، يُرشد إليه منشوراً على حساب إنستغرام لشخص يُدعى رامي المحمد ويعرّف بنفسه أنه مصور في إدلب شمال سوريا.
ونشر رامي الفيديو في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وذكر أنه مصوّر في مدرسة في إدلب (شمال غرب سوريا)، مع الإشارة إلى مؤسسة دار الوحي الشريف.
وفي تواصل مع وكالة فرانس برس، أكد رامي أنه هو من صوّر الفيديو في إحدى المدارس القرآنية التابعة لمؤسسة دار الوحي الشريف.
وقال رامي لوكالة فرانس برس: "صورت الفيديو بتاريخ 12 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في مدرسة الخنساء أم الشهداء في بلدة حزانو شمال إدلب".
ويرشد التفتيش عن اسم المدرسة إلى صفحتها على فايسبوك حيث نشرت مقطع الفيديو المتداول إضافة لمقاطع سابقة لأنشطة تظهر فيها الطالبات في الساحة ذاتها التي ظهرت في الفيديو المتداول.
كذلك يمكن العثور على صفحة مؤسسة دار الوحي الشريف على فايسبوك، والتي سبق أن نشرت صوراً لأنشطة مدرسة الخنساء أم الشهداء التابعة لها.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس