النهار

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة تعرّض جنود اسرائيليين لهجوم في جنوب لبنان"، خلال المواجهات مع حزب الله أخيرا.  

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى ايار 2016. ويظهر تعرّض "عناصر من الميليشيات الشيعية المتحالفة مع القوات السورية لهجوم بواسطة صاروخ تاو في خان طومان بحلب في سوريا"، وفقا لما تم تداوله. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

تظهر المشاهد رجلا يستعد لاطلاق صاروخ على ما يبدو. وتركز الكاميرا على مجموعة أشخاص آخرين تجمعوا في شارع، قبل ان يستهدفهم انفجار. وقد نشرت حسابات أخيرا الفيديو بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "شاهد كيف تم اصطياد عدد من جنود الكيان في جنوب لبنان".

حقيقة الفيديو

الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي صحتها. 

فالبحث عن المقطع، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا اليه منشورا في حساب قناة "أورينت نيوز" بيوتيوب، في 11 ايار 2016، بعنوان: "صاروخ تاو يخترق تجمعاً لعناصر الميليشيات الشيعية في حلب". 

وكتب الموقع يومذاك ان "المكتب الإعلامي لـ"جيش المجاهدين" المنضوي في "غرفة عمليات فتح حلب"، بث شريط فيديو يظهر لحظة استهداف مجموعة من عناصر الميليشيات الشيعية بصاروخ تاو، وذلك على جبهة الراشدين في محيط مدينة حلب".

و"بموازاة ذلك، أفاد مراسل أورينت بمقتل عشرة عناصر من الميليشيات الشيعية على الأقل خلال احباط الثوار محاولة جديدة للحرس الثوري الإيراني لاستعاد منطقة خان طومان الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، إلى جانب تدمير الثوار لثلاث دبابات في محيطِ قرية الحْمِيرَة".

كذلك يشار الى انه عثرنا على المقطع منشوراً في موقع Haber7 التركي في 12 ايار 2016، مرفقا بالشرح ذاته اعلاه. 

يومذاك، شهد الريف الجنوبي لمدينة حلب اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلّحة، ترافقت مع قصف الطائرات الحربية للنظام السوري لبلدة خان طومان التي استعادت المعارضة السيطرة عليها وكبّدت القوات النظامية والقوات الإيرانية خسائر بشرية كبيرة، وفقا لتقارير اعلامية.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن "قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها اشتبكت مع مقاتلي المعارضة قرب مدينة حلب (في 8 ايار 2016)، وشنت طائرات حربية المزيد من الغارات حول بلدة خان طومان الاستراتيجية التي سيطرت عليها المعارضة واعتبرت أكبر انتكاسة لجيش النظام والقوات الإيرانية المتحالفة معه في ريف حلب منذ أشهر على تكبدها خسائر كبيرة في القتال".

و أعلنت ايران، السبت 7 ايار 2016، مقتل 13 "مستشارا عسكريا" ايرانيا من الحرس الثوري واصابة 21 آخرين خلال الايام الماضية، في معارك في بلدة خان طومان، مع جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة وفصائل اسلامية متحالفة معها. وجميع المستشارين القتلى من محافظة مازندران، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس". 

وتقع خان طومان جنوب غرب مدينة حلب مباشرة، وكانت إحدى المناطق الاستراتيجية الأساسية التي احتدم حولها القتال في الحرب في سوريا. 

اشتباكات في محيط الخيام بجنوب لبنان 

وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة، في وقت تدور اشتباكات ضارية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في محيط مدينة الخيام، بعدما تقدّمت دبابات الميركافا من جهة الشاليهات والمعتقل في الأطراف الجنوبية تحت غطاء جويّ وقصف مدفعي وفوسفوري على وسط الخيام وعلى أطرافها لناحية بلدات إبل السقي وجديدة مرجعيون، وفقا لما ذكرت "النهار". 

كذلك، تقدّمت دورية مؤللة إسرائيلية  من شمع باتجاه  البياضة غرباً.

وكانت القوات الإسرائيلية توغّلت في دير ميماس وتقدّمت منها نحو مثلث تل النحاس كفركلا القليعة، حيث استهدفها "حزب الله"في كروم الزيتون في دير ميماس، ومثلث تل النحاس ديرميماس القليعة، بصليات صاروخية.

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة تعرّض جنود اسرائيليين لهجوم في جنوب لبنان"، خلال المواجهات مع حزب الله أخيرا. في الحقيقة، الفيديو قديم، اذ يعود الى 11 ايار 2016. ويظهر تعرض "عناصر من الميليشيات الشيعية المتحالفة مع القوات السورية لهجوم بواسطة صاروخ تاو في خان طومان بحلب في سوريا"، وفقا لما تم تداوله.