يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة غريبة يدّعي ناشروها أنها تظهر أفراد عائلة لهم أطول الأعناق على الإطلاق. إلا أنّ هذه الصور وليدة الذكاء الاصطناعي بحسب خبراء سلطوا الضوء على التناقضات البصرية الظاهرة فيها.
"لقطات نادرة من عام 1860". بهذه العبارة علّق مستخدمون على صور يظهر فيها عدد من الأشخاص أعناقهم طويلة بشكل يفوق الخيال. وأضافوا معقّبين "عائلة ذات أطول عنق تعيد التاريخ المنسي إلى الحياة".
حصدت الصورة تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عبر العالم فانتشرت بالعربيّة، والانكليزية والهندية واليابانية والتايلاندية.
وقد شكك بعض المستخدمين في صحّة هذه الصور ودعوا مروّجيها للكفّ عن الأكاذيب كي لا "تعلق برؤوس الأطفال"، في حين صدّقها آخرون وأعربوا عن صدمتهم من وجود ناس بهذه الأعناق.
فما حقيقتها؟
يرشد التفتيش عن الصور بواسطة محركات البحث إلى مقطع منشور على حساب في تيك توك في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
ويحمل هذا الحساب اسم "FUNNY AI" ويقول في خانة التعريف إنّه يصمّم "محتوى فنياً مضحكاً وغريباً بواسطة الذكاء الاصطناعي".
في ما يلي مقارنة بين صور المنشور المضلّل وصور الفيديو:
في ضوء ذلك تواصل صحافيّو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس مع رئيس قسم التعلم الآلي وفحص المحتوى الإعلامي في جامعة بوردو في الولايات المتحدة شو هو لتحديد أي علامات تشير إلى أنّ الصور مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشار هو شو في حديثه لفرانس برس إلى بعض التناقضات على المستوى البصري في الصور مسلّطاً الضوء على الوجوه المشوهة، غياب حدقة العين والجدران غير المتوازية في أحد الأكواخ وغياب رأس أحد الأفراد... وعلّق بالقول "هذه الصور قادرة على دفع انتشار المعلومات المضلّلة بسهولة".
وعند فحص هذه الصور بواسطة أداة vera.ai التي تعمل عن طريق التعرّف على بعض العلامات التي تتركها برامج الذكاء الاصطناعي، يتبيّن انّها مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
خدمة تقصي صحة الأخبار، وكالة فرانس برس