يتداول العديد من المستخدمين فيديو بمزاعم أنَّه يظهر "توجيه حزب الله توجيه ضربات صاروخية ضد الجيش الاسرائيلي"، بعد اعلان الاتفاق على وقف اطلاق النار بين الجهتين أخيراً. إلا أن هذا الادعاء خاطئ، والفيديو يظهر رشقات صاروخية أطلقتها قوات تركية على سوريا عام 2020. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يظهر الفيديو الذي تم تصويره ليلاً رشقات صاروخية كثيرة يتم إطلاقها من منصة صواريخ. وقد انتشر في العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر مجموعات على تطبيق المراسلة "واتساب". وكتب معه ناشروه ( من دون تدخّل): "هكذا تكون النهايات المقاومة للنفس الأخير. من الجنوب نحو العدو"، في إشارة إلى أن هذه الرشقات أطلقها حزب الله في نهاية الحرب مع إسرائيل، بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار.
وقد تحقّقت "النّهار" من صحة الادّعاء، واتّضح أنَّه مضلل وغير صحيح:
الفيديو له سياق مختلف، إذ تناقلته وسائل إعلام عربية وتركية، وحسابات روسية، في 3 شباط/فبراير 2020، على أنَّه لإطلاق تركيا قذائف ضد قوات النظام السوري بإدلب، الامر الذي ينفي ارتباط الفيديو بالأحداث الدائرة في لبنان.
VIDEO — Turkish forces retaliate against the Assad regime attack in Syria’s northwestern Idlib province, footage by local sources showshttps://t.co/lOvAwEYNKQ pic.twitter.com/1uF5JOpPOQ
— Daily Sabah (@DailySabah) February 3, 2020
يومذاك، شهدت محافظة إدلب تبادلاً لإطلاق النار بين القوات السورية والتركية، في تصعيد خطير أوقع قتلى من الطرفين، في وقت واصلت دمشق بدعم روسي انتزاع مناطق خاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في شمال غرب سوريا، وفقا لتقارير اعلامية.
وقد أوقعت غارة جوية، الاثنين 3 شباط 2020، تسعة قتلى مدنيين خلال نزوحهم، وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت أنقرة الاثنين مقتل أربعة من جنودها وإصابة تسعة آخرين في قصف مدفعي شنته قوات النظام ضد قواتها المتمركزة في محافظة إدلب، الامر الذي دفعها سريعاً إلى الرد عبر استهداف مواقع الجيش السوري، ودعوتها موسكو الداعمة لدمشق إلى "عدم عرقلة" ردها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، إن "طائراتنا من طراز إف-16 وقطع مدفعيتنا تقوم حالياً بقصف أهداف حددتها أجهزة استخباراتنا"، ما أسفر، على قوله، عن مقتل ما بين 30 و35 عنصراً من قوات النظام السوري، الأمر الذي نفته دمشق. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنّ الرد التركي لم يسفر "عن أي إصابة أو ضرر".
إلا أنّ مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أكّد لوكالة "فرانس برس" "مقتل 13 جندياً سورياً وإصابة نحو 20 آخرين بجروح في الرد التركي"، الذي استهدف بعشرات الصواريخ مواقع لقوات النظام في جنوب إدلب ومحافظتي اللاذقية وحماة المحاذيتين.
وعُدّ هذا التصعيد "المواجهة الأخطر" بين الطرفين منذ بدء التدخل العسكري التركي المباشر في سوريا منذ عام 2016، وفقا لعبد الرحمن.
وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة في وقت نشر الجيش اللبناني قوات ودبابات في جنوب البلاد اليوم الخميس مع ثبات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله إلى حد كبير لليوم الثاني على التوالي، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأنهى وقف إطلاق النار حربا بدأت مع إعلان حزب الله فتح "جبهة إسناد" لقطاع غزة غداة هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل الآلاف في لبنان، وتسببت بنزوح جماعي على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار الأربعاء، عاد عشرات آلاف النازحين إلى مدنهم وقراهم، ليجدوا مشاهد الدمار.
كذلك أصيب شخصان اليوم الخميس من جراء استهداف إسرائيلي لقرية حدودية لبنانية، وفقا للوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، غداة سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
ودخل وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ الأربعاء. وجدد مجلس الوزراء اللبناني تأكيد قراره الرقم 1 تاريخ 11/10/2024، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة تنفيذ قرار مجلس الامن 1701 بتاريخ 11 آب 2006 الصادر عن مجلس الامن الدولي بمدرجاته كافة والالتزامات ذات الصلة.
وأفادت الوكالة الوطنية بإصابة "شخصين في بلدة مركبا" في جنوب لبنان "من جراء استهداف العدو للساحة فيها".
وكان المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي باللغة العربية افيخاي ادرعي نشر على موقع إكس تحذيرا لسكان قرى حدودية عدة من وجوب عدم الدخول إليها.