المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "مروحيات في الجيش السوري تدك تجمعات لميليشيات تدعمها تركيا بالبراميل المتفجرة" أخيرا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 24 نيسان 2018. وتظهر مروحية تابعة للجيش السوري من طراز MI24 تلقي براميل متفجرة على جنوب دمشق في منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة مروحية تلقي قنابل. وقد انتشرت خلال الساعات الماضية في حسابات عربية وأجنبية ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "سلاح المروحيات بالجيش العربي السوري يدك تجمعات ميليشيات العدو التركي بالبراميل المتفجرة".
حقيقة الصورة
الا ان هذا الادعاء خاطئ.
فالبحث العكسي يوصلنا فورا الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images في 24 نيسان 2018، مع شرح انها تظهر "مروحية تابعة للجيش السوري من طراز MI24 تلقي براميل متفجرة على جنوب دمشق في منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين".
تصوير: رامي السيد RAMI AL SAYED/ وكالة فرانس برس.
وكانت قوات النظام السوري بدأت يومذاك حملة قصف عنيف على منطقة مخيم اليرموك الفلسطيني للاجئين جنوب دمشق ، وعلى الأحياء القريبة التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ الخميس 19 نيسان 2018، وفقا لتقارير اعلامية.
وجاءت هذه الحملة سعيا لاستعادة النظام السوري كامل العاصمة بعد سيطرته على الغوطة الشرقية وبدء انسحاب مقاتلي المعارضة من منطقة القلمون الشرقي، في إطار اتفاقات الإجلاء التي تم خلالها إخراج مدنيين ومقاتلين من المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل المسلحة.
وقد اثار تصعيد القصف على اليرموك قلق المنظمات الإنسانية. وأبدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في دمشق "قلقها الشديد إزاء مصير المدنيين" مع استمرار "القصف وإطلاق قذائف الهاون والاشتباكات العنيفة داخل المخيم وفي محيطه".
وكان اليرموك حيا مكتظا بالسكان في العاصمة. لكن العنف مزقه منذ اندلاع النزاع السوري في 2011. وفرض النظام السوري حصارا عليه في 2012 فيما أنهك القتال بين الفصائل المعارضة والجهاديين السكان.
وفي 2015، سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم أجزاء الحي، فيما وافق مقاتلون من المعارضة وجهاديون من خارج تنظيم "الدولة الإسلامية" كانوا موجودين بأعداد أقل في اليرموك، على الانسحاب قبل أسابيع...
هجوم على مقاتلين موالين لتركيا
وجاء تداول الصورة بالمزاعم الخاطئة في وقت تشهد المناطق الفاصلة بين قوات سوريا الديموقراطية، ومناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا تصعيدا لافتا في عمليات تسلل بين الطرفين، الامر الذي يسفر غالبا عن سقوط خسائر بشرية، وفقا لما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد، في تقرير نشره الاربعاء 27 تشرين الثاني 2024، بأن قوات سوريا الديموقراطية نفذت عملية تسلل على مواقع عسكرية تابعة لفصائل "الجيش الوطني" الموالية لتركيا، في قرية الويبدي بريف تل أبيض الغربي ضمن مناطق سيطرة "نبع السلام"، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين استخدمت خلالها الأسلحة الرشاشة والثقيلة، قبل انسحاب "قسد" إلى مواقعها، من دون تسجيل خسائر بشرية.
وفي 26 منه، نفذت قوات مجلس منبج العسكري عملية تسلل إلى مواقع سيطرة فصائل "الجيش الوطني" على محور قرية أم جلود في ريف منبج شرق حلب، ضمن مناطق عملية "درع الفرات". ودارت اشتباكات مسلحة بين الطرفين على محور قرية الحمران بريف منبج الغربي.
في غضون ذلك، قُتِل أكثر من 150 جنديا سوريا ومقاتلا من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب سوريا، بحسب حصيلة جديدة للمرصد اليوم الخميس، في وقت أفادت وزارة الدفاع السورية من جهتها عن التصدي "لهجوم كبير" في ريفي حلب وإدلب، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وأفاد المرصد عن ارتفاع عدد القتلى "خلال المعارك المستمرة منذ فجر الأربعاء" إلى 153، هم 80 من هيئة تحرير الشام، و19 من فصائل الجيش الوطني، و54 عنصرا من قوات الجيش السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها "عملية عسكرية" منذ الأربعاء على مناطق النظام في حلب.
وتعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب "الأعنف" في المنطقة منذ سنوات، وفقا للمرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحا ان الصورة المتناقلة تظهر "مروحيات في الجيش السوري تدك تجمعات لميليشيات تدعمها تركيا بالبراميل المتفجرة" أخيرا. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 24 نيسان 2018. وتظهر مروحية تابعة للجيش السوري من طراز MI24 تلقي براميل متفجرة على جنوب دمشق في منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.