المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "لحظة تعرض مستودعات ضخمة للمعارضة في إدلب بشمال غرب سوريا لقصف جوي روسي".
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى انفجار في محطة غاز بالمنصورة بعدن في اليمن، في 30 آب 2024. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد الليلية انفجاراً ضخماً اضاء السماء، بينما ساد هلع بين مارة في شارع وبدأوا يركضون. وقد انتشر الفيديو خلال الساعات الماضية في حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "فيديو جنوني- قوات الفضاء الروسية تستهدف مستودعات ضخمة للجهاديين الإرهابيين الأتراك في إدلب".
🎖️ 🎖️
— اخبار روسيا الاتحادية (@Su_35m) December 1, 2024
فيديو جنوني ⚡ ⚡
قوات الفضاء الروسية تستهدف مستودعات ضخمة الجهاديين الإرهابيين الأتراك في إدلب. pic.twitter.com/o8NBOMwDsJ
حلب خارج سيطرة السلطات السورية للمرة الأولى منذ بدء النزاع
جاء تداول الفيديو في وقت أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، حسبما أفاد المرصد.
وذكرت وكالة "فرانس برس" ان الرئيس السوري بشار الأسد سعى الأحد للحصول على دعم حلفائه بعد فقدان قواته السيطرة على حلب إثر هجوم لفصائل معارضة خلّف أكثر من 410 قتلى وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تشديده خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج".
وأعلنت روسيا أن قواتها الجوية تساعد الجيش السوري في "صد" فصائل معارضة بمحافظات إدلب (شمال غرب) وحماة (وسط) وحلب (شمال).
منذ الأربعاء الماضي، بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة)، مع فصائل معارضة أقل نفوذا، هجوما مباغتا يُعدّ الأعنف منذ سنوات بمحافظة حلب حيث تمكّنت من التقدّم بموازاة سيطرتها على عشرات البلدات بمحافظتَي إدلب وحماة.
والأحد، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إن هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة "باتت تسيطر على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية" بشمالها. وبذلك أصبحت المدينة "للمرة الأولى خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع" عام 2011.
وتقود الهجوم هيئة تحرير الشام، المصنفة "إرهابية" من الأمم المتحدة والتي تعدّ إدلب معقلها الرئيس مع فصائل سورية أخرى أقل نفوذا. وتمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بإدلب وحماة "مع انسحاب قوات النظام منها"، وفقا للمرصد.
وشنّ الطيران الروسي الأحد، وفقا للمرصد، غارات على ساحة قرب جامعة مدينة حلب أوقعت خمسة قتلى، لم يحدد إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين. واستهدفت غارات مماثلة مخيما للنازحين بمدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين، بينهم طفلان، وإصابة أكثر من خمسين آخرين.
اقر أ ايضا- بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام"... طائرات روسية وسورية تُكثّف قصفها على إدلب وحلب
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذا.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يضعنا أولا امام حسابات نشرته في أيلول 2024، بكونه يعود الى انفجار في محطة غاز باليمن، في 30 آب 2024.
ونركز بحثنا على مراجعة العديد من المشاهد التي بثتها مواقع اخبارية وقنوات يمنية، عن هذا الانفجار، فنقع على هذه اللقطات المتداولة في تقرير مصوّر عنه عرضته قناة عدن الفضائية في 31 آب 2024 (من التوقيت 0.56 الى 1.15 في الفيديو أدناه).
ووفقا لتقارير اعلامية، لقي 10 أشخاص حتفهم وأصيب أكثر من 20 آخرين في الانفجار في محطة غاز في شارع التسعين التابع لمديرية المنصورة في مدينة عدن جنوب اليمن.
وذكر شهود عيان ان حريقا هائلا اندلع إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة شمال مدينة عدن. واشاروا الى أن الانفجار خلّف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة.
وقالت إدارة أمن عدن في بيان أولي إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن "بلغ 18 جريحا، إصابات بعضهم بالغة". وأوضحت أن الأجهزة الأمنية طوقت مكان الانفجار وباشرت إجراء تحقيق حول أسباب الحادث.
وافادت مصادر طبية يمنية بأن "عدداً من الأشخاص لقوا حتفهم، وأصيب آخرون في انفجارين متتاليين، الأول وقع في محطة لتعبئة الغاز في مديرية المنصورة شمال مدينة عدن، وتبعه انفجار آخر أكثر قوة لصهريج محمل بالغاز كان على مقربة من موقع الانفجار الأول، وخلّف كرة من اللهب".
وقال رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك إن حادث انفجار محطة الغاز في مديرية المنصورة جرس إنذار لتصحيح الاختلالات القائمة وإنهاء حالة العشوائية التي سادت خلال الفترة السابقة في هذا الجانب، ومحاسبة المتهاونين في حياة وأرواح المواطنين، وضمان عدم تكرار أي حوادث مماثلة.
يشار الى انه سبق ان انتشر الفيديو بمزاعم خاطئة، ونشرت "النهار" مقالة تدقيق بشأنه في 27 ايلول 2024.
اقرأ ايضا- هذا الفيديو مصوّر في عدن اليمنيّة ولا علاقة له بالقصف في لبنان أو إسرائيل FactCheck#
تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "لحظة تعرّض مستودعات ضخمة للمعارضة في إدلب بشمال غرب سوريا لقصف جوي روسي". في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى انفجار في محطة غاز بالمنصورة بعدن في اليمن، في 30 آب 2024.