المتداول: مشاهد تظهر، وفقاً للمزاعم، الر ئيس السوري بشار الأسد متفقدا القوات السورية "خلال معركة التصدي للإرهاب" أخيراً.
الا أن هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد قديمة. الجزء الأول منها يعود الى 22 تشرين الاول 2019. وتظهر الأسد متفقداً القوات السورية في خطوط الجبهة الأمامية في بلدة الهبيط بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا. والجزء الثاني يعود الى 16 ايلول 2018، وتظهر الاسد خلال زيارته الغوطة الشرقية. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر المشاهد الرئيس السوري بشار الاسد وسط عسكريين، مصافحا اياهم، متبادلا معهم الحديث، ومستمعا اليهم... وقد تكثف التشارك فيها خلال الساعات الماضية عبر حسابات ارفقتها بالتعليق الآتي (من دون تدخل): "بشار الأسد في معركة التصدي للإرهاب... فارس لا يهاب الأعداء".
بشار الأسد في معركة التصدي للإرهاب ..
— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) December 2, 2024
فارس لا يهاب الأعداء، pic.twitter.com/VnaMRQtQUK
حقيقة الفيديو
الا ان الاعتقاد ان هذه المشاهد التقطت للأسد حديثاً، اعتقاد خاطئ.
*الجزء الأول من المشاهد:
البحث عنها، بتجزئتها الى صور ثابتة (Invid)، يوصلنا اولا الى الجزء الاول منها (من التوقيت 0.00 الى 1.05) منشورا في حساب الرئاسة السورية في يوتيوب، في 22 تشرين الاول 2019، بعنوان: "زيارة إدلب- الهبيط 2019 (3)، #إدلب اليوم على خطوط النار".
في ذلك اليوم، زار الأسد خطوط الجبهة الأمامية في بلدة الهبيط في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، على ما أعلنت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت هذه الزيارة الأولى له، منذ اندلاع النزاع قبل ثماني سنوات، إلى إدلب التي تخضع ومحيطها لوقف اطلاق نار أعلنته موسكو، الداعمة لدمشق، منذ نهاية آب 2019 ، بعد أشهر من عملية عسكرية واسعة ضد المنطقة التي تسيطر هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا على الجزء الأكبر منها.
وأكد الأسد أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب المستمرة في بلاده منذ أكثر من ثماني سنوات. وقال وفقا لتصريحات نشرتها حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال زيارته لبلدة الهبيط جنوب محافظة إدلب: "كنا وما زلنا نقول إن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سوريا".
ووصف الأسد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باللص، قائلا: "عندما نقول على أردوغان إنه لص لانه سرق المصانع والمعامل وسرق القمح وسرق النفط بالتعاون مع داعش والآن يسرق الأرض".
وقد نشرت الرئاسة السورية مشاهد مصورة أخرى لزيارة الأسد للهبيط بإدلب يومذاك.
*الجزء الثاني من المشاهد:
اما الجزء الثاني من المشاهد المتناقلة (من التوقيت 1.06 الى 7.10)، فنعثر عليه منشورا في حساب الرئاسة السورية في 16 ايلول 2018، بعنوان: "
في ذلك اليوم، زار الأسد جنودا سوريين في الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، التي استعادت القوات الحكومية السيطرة على أكثر من 80 في المئة من مساحتها، على ما ذكرت تقارير اعلامية.
ونقلت الحسابات الرسمية للرئاسة السورية صورا للأسد وقد تجمع حوله جنود أمام دبابة في شارع بدت عليه آثار المعارك، وأرفقت الصور بتعليق: "على خطوط النار في الغوطة الشرقية... الرئيس الأسد مع أبطال الجيش العربي السوري".
وكانت هذه الزيارة الأولى له للمنطقة منذ سنوات، بعدما كانت قد تحولت معقلا للفصائل المعارضة عام 2012.
كذلك، نشرت الرئاسة السورية، في حسابها في يوتيوب، مشاهد مصورة أخرى لتلك الزيارة.
اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في محافظة حماه
جاء تداول هذه المشاهد في وقت تخوض هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، اليوم الثلثاء، معارك عنيفة ضد قوات النظام مع محاولتها التقدم باتجاه مدينة حماه الاستراتيجية في وسط سوريا، وفقا لما نقلت وكالة "فرانس برس" عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار هجومها غير المسبوق.
وأفاد المرصد عن "اشتباكات في الريف الشمالي لحماه، حيث تمكنت الفصائل خلال الساعات الأخيرة من السيطرة على مدن وبلدات عدة في المنطقة، بينها طيبة الإمام وحلفايا وصوران". وتزامنت مع "تنفيذ الطيران السوري والروسي عشرات الضربات على المنطقة".
وتُعدّ الاشتباكات، وفقا للمرصد، "الأعنف" بين الطرفين، منذ بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا الأربعاء الماضي ضد القوات الحكومية في محافظة حلب (شمال).
وجاءت الاشتباكات بعدما كان الجيش السوري أرسل تعزيزات عسكرية الى المنطقة، ساهمت خلال اليومين الماضيين في إبطاء تقدم الفصائل. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري الثلثاء إن "الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على الريف الجنوبي لإدلب والريف الشمالي لحماه ويوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين".
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، الاثنين، إن "ما يحصل من تصعيد إرهابي يعكس أهدافاً بعيدةً في "محاولة تقسيم المنطقة" و"تفتيت دولها" وإعادة رسم الخرائط من جديد، وفقاً لمصالح وغايات أميركا والغرب.
وأضاف في اتصال هاتفي بنظيره الإيراني مسعود بزشكيان أن "هذا التصعيد لن يزيد سوريا إلا إصراراً على المواجهة للقضاء على الإرهاب في كل الأراضي السورية"، وفقا للرئاسة السورية عبر حسابها على "إكس".
الرئيس #الأسد خلال استقباله عراقجي: #سورية ماضية في محاربة الإرهـاب بكل قوة وحزم وعلى كامل أراضيها، ومواجهة الإرهـاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه لا يخدم سورية وحدها بقدر ما يخدم استقرار المنطقة كلها وأمنها وسلامة دولها. pic.twitter.com/EX2zUu1GWV
— Syrian Presidency (@Presidency_Sy) December 1, 2024
اقرأ ايضا- بشأن التطورات في سوريا... أين بشار الأسد؟
تقييمنا النهائي: اذاً، من الخطأ الاعتقاد ان المشاهد المتناقلة للرئيس السوري بشار الاسد وسط عسكريين التقطت له أخيرا "خلال المعارك في شمال سوريا". في الحقيقة، هذه المشاهد قديمة. الجزء الأول منها يعود الى 22 تشرين الاول 2019. وتظهر الأسد متفقداً القوات السورية في خطوط الجبهة الأمامية في بلدة الهبيط بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا. والجزء الثاني يعود الى 16 ايلول 2018، وتظهر الاسد خلال زيارته الغوطة الشرقية.