النهار

المتداول: صورة تظهر، وفقاً للمزاعم، "مطار كويرس في ريف حلب بشمال سوريا، بعد سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة عليه" أخيرا. 

 

 

الا أنّ هذا الادعاء غير صحيح.

 

 

الحقيقة: الصورة قديمة، اذ تعود الى 11 تشرين الثاني 2015. وتظهر طائرات تابعة للقوات الجوية السورية في قاعدة كويرس الجوية العسكرية في محافظة حلب شمال سوريا، وذلك بعد خرق قوات النظام السوري حصار تنظيم "الدولة الاسلامية" عليه. FactCheck#

 

 

"النّهار" دقّقت من أجلكم

 

 

تظهر الصورة ثلاث طائرات عسكرية توقفت في مكان ما. وقد انتشرت أخيرا في حسابات، عربية وانكليزية، بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مطار كويرس العسكري بريف حلب وطائرته بيد الثوار الآن". 

 

 

 

الفصائل المسلحة تعلن السيطرة على مطار كويرس في حلب

جاء تداول الصورة في وقت أعلنت الفصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا، في 30 تشرين الثاني 2024، سيطرتها على مطار كويرس العسكري في ريف حلب بشمال سوريا. وبينت أن السيطرة تحققت بعد "انسحاب القوات السورية من المطار"، على ما أوردت تقارير اعلامية. 

وقالت الفصائل المسلحة إنها سيطرت على مطار كويرس والفوج 111 والكلية الجوية ومساكن الضباط وأحكمت السيطرة على أوتستراد حلب- الرقة.

 

ويقع مطار كويرس إلى الشمال الشرقي من بلدة كويرس بالريف الشرقي لحلب، ويضم مدرجا أساسيا و10 حظائر للطائرات.

 

وتم تداول مشاهد مصورة لانتشار مقاتلي المعارضة السورية في مطار كويرس والكلية الجوية في حلب. 

 

 

 

كذلك، أعلنت الفصائل سيطرتها على مطار منغ العسكري في ريف حلب من الجهة الشمالية، ليكون رابع المطارات التي تقع تحت قبضتها في عمليتها العسكرية المستمرة منذ الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024. 

 

حقيقة الصورة

الا ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بكل هذه التطورات.

 

فالبحث العكسي يوصلنا الى خيوط تقودنا الى الصورة مؤرشفة في موقع وكالة غيتي ايماجيز Getty Images، في 11 تشرين الثاني 2015، مع شرح انها تظهر طائرات تابعة للقوات الجوية السورية في قاعدة كويرس الجوية العسكرية في محافظة حلب شمال سوريا، في 11 تشرين الثاني 2015". 

 

تصوير: جورج أورفاليان GEORGE OURFALIAN/ وكالة فرانس برس. 

 

 

وكتبت الوكالة مع الصورة: "تمكّن الجيش السوري من كسر حصار الجهاديين على قاعدة جوية عسكرية في شمال البلاد استمر أكثر من عام، محققاً بذلك أول اختراق كبير له منذ بدء الحملة الجوية الروسية".

 

الثلثاء 10 تشرين الثاني 2015، سجّلت قوات النظام السوري اختراقا كان الاهم منذ بدء الحملة الجوية الروسية الداعمة له، اذ نجحت بخرق الحصار الذي فرضه تنظيم "الدولة الاسلامية"، منذ ربيع 2014، على مطار كويرس العسكري في الريف الشرقي لحلب في شمال البلاد، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".  

 

وقال مصور يتعاون مع الوكالة في المكان انه تم فك الحصار من الجهة الغربية، اذ دخلت مجموعة من الجنود مطار كويرس العسكري، وبدأت اطلاق النار في الهواء ابتهاجا. واشار الى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية".

 

وافاد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل بان “وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقضي على اعداد كبيرة من ارهابيي داعش وتلتقي مع القوات المدافعة عن مطار كويرس في الريف الشرقي لحلب”.

 

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن للوكالة الفرنسية ان “العملية العسكرية لفك الحصار عن مطار كويرس بدأت في اواخر ايلول بدعم من مقاتلين ايرانيين وحزب الله وقوات الدفاع الوطني، وترافقت ايضا مع غارات للطائرات الحربية الروسية”.

 

ونشرت يومذاك وكالة "فرانس برس" العديد من الصور من داخل المطار بعد خرق حصار تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عليه. 

 

وتخوض هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، اليوم الثلثاء، معارك عنيفة ضد قوات النظام مع محاولتها التقدم باتجاه مدينة حماة الاستراتيجية في وسط سوريا، وفقا لما نقلت وكالة "فرانس برس" عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار هجومها غير المسبوق.

وأفاد المرصد عن "اشتباكات في الريف الشمالي لحماه، حيث تمكنت الفصائل خلال الساعات الأخيرة من السيطرة على مدن وبلدات عدة في المنطقة، بينها طيبة الإمام وحلفايا وصوران". وتزامنت مع "تنفيذ الطيران السوري والروسي عشرات الضربات على المنطقة".

وتُعدّ الاشتباكات، وفقا للمرصد، "الأعنف" بين الطرفين، منذ بدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا الأربعاء الماضي ضد القوات الحكومية في محافظة حلب (شمال).

وجاءت الاشتباكات بعدما كان الجيش السوري أرسل تعزيزات عسكرية الى المنطقة، ساهمت خلال اليومين الماضيين في إبطاء تقدم الفصائل. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري الثلثاء إن "الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على الريف الجنوبي لإدلب والريف الشمالي لحماه، ويوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين".

 

تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الصورة المتناقلة تظهر "مطار كويرس في ريف حلب بشمال سوريا، بعد سيطرة الفصائل المعارضة المسلحة عليه" أخيرا. في الحقيقة، الصورة قديمة، اذ تعود الى 11 تشرين الثاني 2015. وتظهر طائرات تابعة للقوات الجوية السورية في قاعدة كويرس الجوية العسكرية في محافظة حلب شمال سوريا، وذلك بعد خرق قوات النظام السوري حصار تنظيم "الدولة الاسلامية" عليه.