تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول نحو 200 مقاتل من فصيل عراقي مسلّح موالٍ لإيران، من العراق إلى سوريا، فيما يتواصل الهجوم الواسع الذي تشنّه الفصائل المعارضة المسلّحة في الشمال السوري. في هذا السياق ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه لأسرى من الفصائل العراقيّة بيد الفصائل السوريّة المعارضة في حلب. إلا أنّ الفيديو في الحقيقة منشور عام 2016.
يظهر الفيديو أسرى يقولون إنّهم ينتمون لحركة النجباء (فصيل عراقيّ مسلّح موالٍ لإيران) أتوا ليقاتلوا في سوريا ويطالبون بالإفراج عنهم. وجاء في التعليق المرفق "أسر العديد من مسلحي عناصر ميليشيا النجباء العراقية على يد ثوار سوريا الأحرار".
يأتي انتشار هذا المقطع بالتزامن مع الهجوم الذي تشنّه هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها في شمال سوريا والذي أدّى إلى خروج مدينة حلب عن سيطرة النظام بالكامل.
وأثار الهجوم قلقاً واستنفاراً في أوساط المسؤولين السياسيين والأمنيين في العراق. وأرسل الجيش العراقي الاثنين مدرّعات لتعزيز الأمن على حدوده مع سوريا.
وشدّد كبار مسؤولي الأمن العراقي في الأيام الأخيرة على أن الحدود المشتركة مع سوريا والتي يزيد طولها عن 600 كيلومتر، مؤمّنة بالكامل.
تزامناً، تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول نحو 200 مقاتل من فصيل عراقي مسلّح موال لإيران، من العراق إلى سوريا "لنقلهم لاحقاً إلى خطوط القتال في مدينة حلب لدعم قوات النظام".
لكن مسؤولين من فصائل كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء قالوا لوكالة فرانس برس إن مجموعاتهم لم ترسل أي مقاتلين إلى سوريا في هذه الفترة.
وقال مسؤول في كتائب حزب الله طالباً عدم الكشف عن هويته "لا يزال من المبكر اتخاذ مثل هذا القرار".
حقيقة الفيديو
إلا أنّ الفيديو المتداول على أنّه لأسر عناصر من حركة النجباء حديثاً في سوريا يعود في الحقيقة للسنوات الماضية.
فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إلى مقاطع منه نشرتها وسائل إعلام محليّة معارضة وعربيّة عدّة عام 2016.
ونقلت هذه المواقع الفيديو عن حساب يحمل اسم "الفاروق أبو بكر"، وهو كان قيادياً في حركة "أحرار الشام" آنذاك واسمه الحقيقي علاء الدين أيّوب، وفقاً لمراسلي فرانس برس في الشمال السوريّ.
ونشر أيوب المقاطع الثلاثة المستخدمة في الفيديو المتداول على حسابه في موقع أكس بين الأوّل والرابع من تشرين الثاني 2016. وأشار في التعليقات المرفقة الى أنّ المشاهد تعود لأسرى من حركة النجباء في مدينة حلب.
خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة، وكالة فرانس برس