النهار

الشيخ نعيم قاسم لم يقل إنّ الخسائر مؤلمة وإيران تخلّت عنا FactCheck#
المصدر: النهار
الشيخ نعيم قاسم لم يقل إنّ الخسائر مؤلمة وإيران تخلّت عنا FactCheck#
لقطة من فيديو اطلالة الشيخ قاسم الثلثاء.
A+   A-

المتداول: تصريح منسوب الى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن "الضربات والخسائر مؤلمة، وإيران تخلّت عنا". 

 

 

الحقيقة: هذا التصريح غير صحيح، مختلق، ولم يدل به الشيخ قاسم خلال إطلالته اليوم الثلثاء. FactCheck#

 

 

"النّهار" دققت من أجلكم 

 

 

ينتشر الخبر منذ ساعات قليلة في حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي. وجاء فيه (من دون تدخل): "نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: الضربات والخسائر مؤلمة وإيران تخلت عنا". 

 

 

 

 

حقيقة التصريح 


تزامن انتشار التصريح المزعوم مع إطلالة الشيخ قاسم، في كلمة مصورة اليوم الثلثاء، في ذكرى طوفان الأقصى. 

 

وقد راجعنا، من أجلكم، خطابه بالكامل المصوّر، والذي ارشفته قنوات اخبارية عدة، وكتبنا نصه. وكانت نتيجة بحثنا: لا اثر للتصريح المنسوب اليه.

 

 

 

 

باختصار، ما قاله الشيخ قاسم بشأن إيران (التوقيت 11.20) هو: "إيران قدمت دعماً واضحاً ومعروفاً عند كل العالم للمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وهذا ما تفاخر به وهذا شرف لها وكرامة لها أنها تساعد الفلسطينيين من أجل أن يستعيدوا حقوقهم. هذه القدرة الأسطورية في المواجهة مجموعة الإرادة الصلبة الموجودة عند الفلسطينيين والتصميم على المقاومة، والأمر  الثاني توفّر الإمكانات التي تساعد على أن يواجه هذا التحدي. 

إذن إلى كل المشككين بعطاء إيران ودعمها، إيران هي تقرر كيف تدعم ومتى تدعم ومتى تعطي. على كل حال هي أعطت كل هذه السنوات... إيران واجهت بالوعد الصادق. الوعد الصادق الأول. الوعد الصادق الثاني. من أكثر من 1500 كيلومتر، صواريخ تأتي وتصيب في داخل تل أبيب. هذا يعني أن إيران مصممة على أن تكون إلى جانب هذه المقاومة بالطريقة التي تراها مناسبة لهذا الدعم....". 

 

 

خطاب قاسم


وهنا النص الكامل لكلمة الشيخ قاسم (من دون تدخل): "هذا الاجتماع الكبير من قبل العدو الإسرائيلي، ومعه اميركا ودول غربية، كلهم يحاولون ان يضغطوا علينا من أجل ان نخشى وان نخاف، لكننا لن نخشى ولن نخاف. نحن أبناء الامين العام المفدى الشهيد سيّد شهداء محور المقاومة السيّد حسن نصرالله رضوان الله عليه. بكل صراحة، في الموقف الذي اعجز معه عن وصف حالنا دونك يا سماحة الأمين العام، لكن في الوقت نفسه اشعر بطيفك يظللنا ويشدّ عزيمتنا، وارى المقاومين يستلهمون عنفوانك وثقتك، والناس واثقين بزمن الانتصارات. عشقتك قلوبنا وقويت نفوسنا وشحنتنا بالإيمان والمقاومة، وطمأنتنا إلى ان الله معنا ولن يتركنا، وأنت تخيف الآن الصهاينة الآن في عليائك بما تركت من مقاومة ممتدة في جبهة طويلة عريضة، لمواجهة الاحتلال والإجرام والانحراف. هنا، أنت امام شعوب آمنت بخط المقاومة وفلاحها. أهديك يا سيدي تحية حب وإيمان ومقاومة، مني ومن اخواني ومن المقاومين المجاهدين ومن شعبك الأبيّ ومن المحبين لك على امتداد محور المقاومة ومن كل الشرفاء والأحرار.


ثلاثة أمور سأتعرض لها في هذا اللقاء. اولا، حول طوفان الأقصى. مرت سنة على طوفان الأقصى. هذا الطوفان هو حدث غير عادي. هو حدث استثنائي، استطيع ان أقول بانه بداية تغيير وجه الشرق الأوسط بما يعني حضور المقاومة وتأثير المقاومة. عمل طوفان الأقصى وجهاد المجاهدين من حماس والجهاد الإسلامي والمقاومين والشعب الفلسطيني في غزة هو عمل مشروع مئة بالمئة لانه ضد الاحتلال الرازح منذ 75 سنة. وبالتالي هذه المواجهة العظيمة مباركة، وهي خط سليم من أجل التغيير. 


اما هدف الاحتلال، فلم يكن رد الفعل على طوفان الأقصى، وإنما له هدفان أساسيان. أولا، إنهاء المقاومة بشكل كامل حتى لا تعود هناك مقاومة لإسرائيل. والهدف الثاني إبادة الشعب الفلسطيني بما يجعله منزوع القدرة على توليد المقاومة مجددا او على المطالبة بحقوقه. هذا هو الهدف. اما جرائم الاحتلال التي قام بها هي جرائم موصوفة وواضحة، وكل العالم رآها رأي العين. لا مثيل لهذه الجرائم في كل هذا التاريخ. جرائم قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمسعفين والأطباء وتدمير المستشفيات وقتل الصحافة وكل كائن يتحرك، وتدمير كل بيت موجود وكل شارع. 


هذا ليس قتالا. هذا قتل، قتل للإنسانية، وهذا قتل للشعوب الحرة. طبعا كل هذا في إطار الدعم الأميركي المفتوح بلا حساب من اللحظة الأولى. نحن نعتبر أن اميركا شريكة أساسية في كل الجرائم وفي كل ما حصل، وكذلك قسم من أوروبا الذين ايدوا وساندوا ودعموا وشاركوا عسكريا وسياسيا وإعلاميا. لولا هذا الدعم الاميركي الغربي، لتوقفت الحرب خلال شهر، لأن إسرائيل ليست قادرة على مواجهة هذه المقاومة. 


أما الآن، فهي لا تواجه. هي تقتل. وهذا القتل لا يعتبر مواجهة. 42 الف شهيد ما عدا من هم تحت الأنقاض. 96,500 جريح. أغلب الشهداء، 60 بالمئة من النساء والأطفال. هل هذا قتال؟ على كل حال، المقاومة في غزة كانت مقاومة أسطورية صمدت لمدة سنة، وهي قادرة على ان تصمد أكثر وأكثر وأكثر. مقاومة غزة والضفة والعمليات التي تحصل داخل الأرض المحتلة في أراضي 48، كلها تبين أن المقاومة والشعب الفلسطيني لا يمكن هزيمتهما مهما طال الزمن ومهما كانت التضحيات. 


هذا شعب جدير بالحياة. هذا شعب جدير بالتحرير. هذا شعب جدير بأن يعطي وسام الإنسانية لأي شعب على وجه الأرض، خصوصا أنه يواجه وحوشا بشرية يعملون للإبادة. تحية إلى الشهداء، وعلى رأسهم الأمين العام إسماعيل هنية رضوان الله تعالى عليه، الذي كان رمزا وفخرا وعطاء. تحية إلى هذا الرئيس المبارك. تحية إلى كل الشهداء، إلى كل الأحرار، إلى الجرحى، إلى المعذبين، إلى النازحين، إلى المعطاءين في كل غزة وفلسطين. على كل حال بعد سنة، يأتي رئيس الأركان الإسرائيلي هيلفي ويقول بالحرف الواحد: عام كامل وفشلنا في أداء مهمتنا في الدفاع عن مواطنينا. يا هيلفي، ستفشل ما دمت مستمرا أكثر فأكثر، وهذا درس لك ولنتنياهو. 


هذا الكيان الإسرائيلي ثبت بالدليل انه خطر على البشرية والإنسانية، وخطر على لبنان وعلى المنطقة. نحن أعلنا جبهة المساندة من لبنان تحقيقاً لهدفين. الأول المساعدة في المواجهة للتخفيف عن غزة ومساعدتها في الانتصار في هذه المعركة. والهدف الثاني المضمر الدفاع عن لبنان وشعبه. 


على كل حال، بدأت تتكشف الأمور، وأن لبنان كان مستهدفاً. لكن لم يكن قد حان الأوان، وكلكم يعلم ذلك. ألم يعلن نتنياهو أنه يريد شرق أوسط جديدا؟ ألم يقل غالانت عن ضرب حزب الله في لبنان، اسمعوا ماذا قال: ضربات حزب الله تفتح الباب على التغيير، ليس في لبنان فقط، بل لصياغة الشرق الاوسط الجديد. "صارت طموحاتو واصلة للشرق الأوسط. هلق هوي يقلّع بالأول بغزة ولبنان، ويقدر ينقذ وضعو ويقدر يعمل سيطرة على حالو، ما رح يقدر". على كل حال، هؤلاء هم يريدون إبادة كل من يقف في وجههم، كل من يقول بأن لنا حقوقا. هؤلاء يريدون اخضاع كل المحيط من الدول والشعوب لسياساتهم وأوامرهم. وهذا أمر لن يحصل. 


أما إيران الإسلام، إيران الإمام الخميني، الذي أعلن أول سفارة فلسطينية مع أول انتصار للثورة الإسلامية المباركة وأزاح السفارة الإسرائيلية، هو الذي كان يوجّه باتجاه إزالة هذه الجرثومة السرطانية، قولا وعملا. جاء الإمام الخامنئي ليتابع ويؤسّس ويدعم. 


إيران قدمت دعماً واضحاً ومعروفاً عند كل العالم للمقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة، وهذا ما تفاخر به وهذا شرف لها وكرامة لها أنها تساعد الفلسطينيين من أجل أن يستعيدوا حقوقهم. هذه القدرة الأسطورية في المواجهة مجموعة الإرادة الصلبة الموجودة عند الفلسطينيين والتصميم على المقاومة، والأمر  الثاني توفّر الإمكانات التي تساعد على أن يواجه هذا التحدي. 

إذن إلى كل المشككين بعطاء إيران ودعمها، إيران هي تقرر كيف تدعم ومتى تدعم ومتى تعطي. على كل حال هي أعطت كل هذه السنوات. قولوا لي أنتم ماذا اعطيتهم أيها المشككون أيها المطالبون. هل قدمتم للمقاومة شيئا؟ هل قدمتم لشعب فلسطين شيئا؟ على كل حال التاريخ يسجل والمستقبل سيسجل أيضا. إيران واجهت بالوعد الصادق. الوعد الصادق الأول. الوعد الصادق الثاني. من أكثر من 1500 كيلومتر، صواريخ تأتي وتصيب في داخل تل أبيب. هذا يعني أن إيران مصممة على أن تكون إلى جانب هذه المقاومة بالطريقة التي تراها مناسبة لهذا الدعم. أستطيع أن استخلص أمرا مهما. ليست المعركة معركة إيران ونفوذ إيران في المنطقة كما يقول نتنياهو خداعا وكذبا. المعركة معركة تحرير فلسطين من قبل الفلسطينين. وايران وحزب الله وكل الآخرين يساعدون الفلسطينيين ليحرروا ارضهم . هذه هي المعركة. من هنا يجب أن نبدأ وأن نقيّم. 


أما عطاءات اليمن، فهي عظيمة. اليمن استطاع أن يكبل التجارة الإسرائيلية، وأن يرسل الطائرات ليهدد الكيان الإسرائيلي. وهذا الحشد المليوني الذي نراه دائما هو دليل على وفاء شعب اليمن وعظمته. وكذلك المقاومة العراقية قدمت الكثير وستقدم أيضا وهي مشكورة ومأجورة، بحشدها وشعبها ومرجعيتها، على هذا التقديم العظيم لمصلحة فلسطين.


الامر الثاني جبهة لبنان هي جبهة مساندة استنزفت العدو 11 شهرا، واخرجت المستوطنين بعشرات الآلاف من مستوطناتهم، ليكونوا عبئا على الكيان الإسرائيلي. وكذلك هناك مئات آلالاف من الذين يعيشون القلق وأجواء غير آمنة في كل الشمال الفلسطيني. الوضع الاقتصادي متدهور، وكذلك الوضع الاجتماعي. خسائر العدو العسكرية في داخل الشمال كبيرة، لكن هو لا يعلن عنها. لديه رقابة شديدة على الإعلام كي لا ينكشف في حقيقته وواقعه، لكن خسائره كبيرة. 


لقد فتح هذا العدو الحرب مع لبنان، مستفيدا من الدعم الأميركي اللا محدود ومن الفترة الفاصلة عن الانتخابات الأميركية، التي يكون فيها حرا أن يتلاعب بهذه الانتخابات وبمصير هذه المنطقة بجنونه. لكن هذه الحرب لم تمس بإرادتنا، ولن تمس بإرادتنا وتصميمنا على المقاومة والمواجهة. بإمكان نتنياهو أن يقول إنه يريد حربا ويقوم بهذه الحرب، لكن ليس بإمكانه أن يحقق أهدافه منها. 


نحن نضربهم ونؤلمهم ونتوسع في مدايات الصواريخ والطائرات، وسنطال المكان في الزمان الذي نقرره، وفق خطتنا العسكرية الميدانية لتحقيق أهدافنا. أنتم ترون أن انجازاتنا اليومية كبيرة جدا. مئات الصواريخ، وكذلك عشرات الطائرات، ويوجد عدد كبير من المستوطنات والمدن في الشمال تحت مرمى صواريخ المقاومة. 


أنا أحب أن أطمئنكم . امكاناتنا بخير، وما قاله العدو إنه طال إمكاناتنا وهم. الآن إذا كان العدو، خلال يوم واحد وساعة واحدة، عندما حصل الرد على اغتيال الشهيد (فؤاد) شكر، قال بأنه قام بعملية استباقية وضرب 6 آلاف فوهة صاروخ في ليلة واحدة. ومع ذلك كل العملية حصلت بـ320 صاروخا في هذه الليلة، كما كان مخطط له. يعني ماذا ضرب هذا العدو؟ انه يكذب ويحاول أن يدعي. كم ضرب الحافة الحدودية؟ الآن ماذا يحصل له عندما يريد الدخول إلى الحافة؟ أقول لكم إن امكاناتنا بخير، ومقاومينا على الجبهة متماسكون، والإدارة متماسكة، وعلى كل حال الآثار ترونها. لاحظوا ماذا حصل خلال العشرة أيام. العمليات ازدادت، والتأثير والألم على إسرائيل ازدادا. لقد اثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان. هؤلاء أبناء السيد حسن نصر الله، لا يمكن إلا أن يكونوا كذلك. 

 

يقول نتنياهو بأنه يريد إعادة المستوطنين. نقول لهم سيتهجر أضعاف هؤلاء الذين تتحدث عنهم. أجروا استطلاعا للرأي العام الإسرائيلي وهو يقول ان 61 بالمئة لا يشعرون بالأمان في البلاد، و86 بالمئة غير مستعدين للعيش في مستوطنات غزة بعد الحرب. أنا متأكد إذا كان يجري هذا الاستطلاع بعد يوم او يومين، فستزداد النسب والاعداد. اتمنى إن يقوموا باستطلاع عن الشمال، لأنه ما كان هناك من استطلاع عن الشمال. 


كلما طالت الحرب، سيزداد مأزق إسرائيل. على  كل حال نحن أبناء الآية الكريمة: ان تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون. هنا كل محاولات اسرائيل من الحرب على لبنان هي لقتل المدنيين وتدمير الأماكن التي يسكن فيها الناس. لم يتركوا قرية لها علاقة ببيئة المقاومة إلا وضربوا فيها شيئا، كي يربكوا كل البيئة والساحة. هدفهم الأساسي الضغط ليوجدوا حالة من المشكلة بين بيئة المقاومة والمقاومين المجاهدين. على كل حال، محاولاتكم فاشلة، وبيئة المقاومة متماسكة، ونحن لدينا اشرف الناس وأعظم الناس وأهل العزم والبأس. 


صحيح أن النزوح الكبير يشكل أزمة وضغطا، وأنا أعلم أن اهلنا النازحين، بمئات الآلاف، يعيشون حياة صعبة. هذا جزء من التضحية والمعركة. نحن نحاول بالتعاون مع أجهزة الدولة والمجتمع المدني أن نساعد ما أمكن. لكن حتى لو كان يصل إلى النازح هو أفضل ما يمكن أن يصل إليه، فالنزوح بحد ذاته مشكلة وعبء وتضحية. نحن نعلم ذلك، وسمعنا بعض تصريحاتكم في وسائل الإعلام، كيف أنكم أبديتم استعدادكم للتحمل والاستمرار، شرط الثبات والانتصار. نحن ثابتون وسننتصر إن شاء الله. وأنتم بنروحكم، تدفعون ثمنا مشابها للثمن التي تدفعه المقاومة ليكون الرصيد ان شاء الله واحداً لنا جميعا. 


هنا أحيي الوحدة الوطنية التي تجلّت لدى كل الطوائف والمذاهب والمناطق والبلديات والجمعيات والمؤسسات، خلافا لما كان يظن العدو او يعمل عليه بأن يوجد خلافات داخلية وازمة داخلية بوجه المقاومة. لا، تحول الأمر إلى التفاف وطني. نحن نشكركم على هذه الوقفة، واعتبر أنها تساعد في تمكين هذه الوحدة في المستقبل إن شاء الله. 


هنا اسمحوا لي أن اخصص. حزب الله وحركة أمل على قلب واحد في السراء والضراء. ومن يتوقع غير هذا من أبناء الإمام موسى الصدر؟ الإمام موسى الصدر أعاده الله سالما هو إمام المقاومة في لبنان. كلنا تلاميذه. هو صاحب مدرسة إنّ شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين. 


اذا من الطبيعي ان نكون معا، وان نكون متلاحمين، وان نصفع العدو صفعة كبيرة كي لا يتمكن من شيء. نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري. أنت الأكبر بنظر سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، واعلم انك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله. هذا أمر لا يمكن أن يتخطاه أحد. نحن نؤيد الحراك السياسي الذي يقوم به الرئيس بري، بعنوانه الأساس، وهو وقف إطلاق النار. وعلى كل حال، بعد أن يترسخ موضوع وقف إطلاق النار وتستطيع الديبلوماسية أن تصل اليه، كل التفاصيل الأخرى تُناقَش وتُتخذ فيها القرارات بالتعاون. لا تستعجلوا على تفاصيل، والمبدأ لم ينته بعد. وقبل وقف إطلاق النار، أي نقاش آخر لا محل له بالنسبة إلينا. 


ان تابع العدو حربه، فالميدان يحسم. ونحن أهل الميدان ولن نستجدي حلا. اعلموا أن هذه الحرب هي حرب من يصرخ اولا. نحن لم نصرخ. سنستمر وسنضحي وسنقدم، وإن شاء الله تسمعون صراخ العدو الإسرائيلي. 


الأمر الثالث. أبشركم وأكرر ما قلته في المرة السابقة. القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وبحسب ما هو معمول به في حزب الله. وقد تخطينا الضربات الموجعة التي أصابتنا، وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء. ليس لدينا موقع شاغر. كل المواقع مملوءة، وحزب الله يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه. 


ربما ينزعج الإسرائيلي إذا فهم أن بعض البدائل والنواب في المواقع الجهادية، التي استشهد مسؤولوها هم في الحقيقة أيضا من الرعيل الأول الذي كان في سنة 1982. القسم الآخر هم من إخوة قريبين من فترة التأسيس ويمتلكون خبرات وقدرات ومعرفة واطلاعا واسعا جدا. وكل ما كان عند القائد الذي استشهد، توجد معلومات ومعطيات ونسخ ومتابعة من قبل النائب الأول والمساعد الثاني. وبالتالي لا خوف من المتابعة، التي تجري بانتظام بحمد لله تعالى. أحيلكم على الجبهة، جبهة الجنوب لتروا. ألم تزدد عمليات المقاومة في الجنوب بشكل ملحوظ؟ ألم تزدد عمليات الصليات الصاروخية وطالت مدنا ومستوطنات كثيرة؟ ألم تتوسع الجبهة؟ هذا كله لا يحصل لولا أنه يوجد أكفاء واستمرارية، وكذلك يوجد تواصل مع القيادة وتنسيق دائم في ما بين الوحدات المختلفة وقوى الميدان. 


سننجز انتخاب الأمين العام، وفق الآليات التنظيمية. وسنعلن عن ذلك عند الإنجاز. لا تنسوا أن الظروف صعبة ومعقدة بسبب هذه الحرب، ونحن نريد أن ننجز استحقاقنا بطريقته التنظيمية الصحيحة، وإن شاء الله هذا سيحصل. 

العدوان على الضاحية والبقاع والجبل مؤلم جدا، ولكنه سلاح العدو أن يبطش بالمدنيين وهو يعتقد أنه سينتصر. الحل الوحيد بالنسبة إلينا هو المقاومة والصمود والتفاف أهلنا حولنا. هذا هو خيارنا للنصر. سنهزم إسرائيل إن شاء الله، ولن تحقق أهدافها. ألم يقل قائدنا الشهيد السيد حسن نصر الله ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات؟ ألا تصدقونه وهو شخص ملهم؟ وهذا أمر سيحصل إن شاء الله. 


كما اثبتم في عدوان تموز سنة 2006 أنكم أهل  الصمود، وكما اثبتم خلال سنة أنكم أهل الصمود والصبر، أيها الناس نحن نثق بالنصر، بثبات المقاومة، وصبر اهلنا ومساندتهم. يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن النصر مع الصبر والفرج مع الكرب وإن مع العسر يسرا. 


المواجهة البرية في الجنوب بدأت منذ سبعة أيام. وفي هذه المواجهة لم يتقدم العدو الإسرائيلي، وأُذهل الصهاينة كيف لم يستطع جيشهم أن يتقدم إلى الأمام في مواجهة المقاومة، وهو يدعي ويعتبر أنه قادر على كل شيء. 
هذا دليل على ثبات المقاومة وقدرات المقاومة. من الآن أقول لكم. لا قيمة للأمتار التي يمكن أن يحصل عليها. نحن نريد أن يحصل الالتحام مع العدو إسرائيلي، سواء في الحافة الأمامية أو بعد ذلك. تبين أنه حتى في الحافة الأمامية هو لمدة أسبوع لم يستطع أن يفعل شيئا. على كل حال، بالالتحام سنثبت في الميدان أنّ الجيش الإسرائيلي سيتكبد الخسائر الكبيرة. لعل هذه الخسائر تكون هي المقدمة لإنهاء الحرب. 

 

ستتزلزل الأرض إن شاء الله تحت أقدامهم. وهنا ارسل تحية كبيرة إلى الشهداء، وعلى رأسهم سيد شهداء محور المقاومة السيّد حسن نصر، والشهيد العظيم القائد قائد محور المقاومة الحاج قاسم سليماني، والشهيد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وكذلك كل الشهداء القادة وكل الشهداء على طريق القدس وكل من عمل في هذا الدرب. وتحية إلى الجرحى، ونسأل الله تعالى لهم الشفاء العاجل. وإلى كل اهلنا الأحبة، إلى الأسرى، إلى كل من يعاني بأي شكل من الاشكال. وإن شاء الله يكون الفرج قريباً. إن مع العسر يسرا، علينا أن نبقى صامدين في الميدان. نحن أهل الصمود. لا يفكرن أحد أننا سنغادر مواقعنا وبنادقنا وستسقط اسرائيل". 

 

تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للتصريح المنسوب الى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بأن "الضربات والخسائر مؤلمة، وإيران تخلّت عنا". هذا التصريح مختلق، ولم يدل به الشيخ قاسم خلال إطلالته اليوم الثلثاء. 

 

 

 

 

 

اقرأ في النهار Premium