يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم أنه "يتضمن رسالة تحذيرية وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يدعوه فيها الى عدم التدخل في الحرب ضد إسرائيل بحجة عدم وجود عداوة بين الجانبين"، وأن "الصدر ظهر بعد تلقي هذه الرسالة ليعلن اعتزاله السياسة". غير أنّ هذا الزعم غير صحيح، والترجمة التي أُرفقت بمشاهد نتنياهو مفبركة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
مدة الفيديو 1:22 دقيقة. ويظهر فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يوجه "رسالة تحذيرية إلى مقتدى الصدر"، وفقا للمزاعم. وفي الجزء الثاني من الفيديو، يظهر الصدر معلناً اعتزاله السياسة. وقد أُرفق الفيديو بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): " رسال نتنياهو لمقتدى، والتي بعدها جن جنون مقتدى وهرب من السياسة وتبرأ من الفصائل المسلحة العراقيه".
بدأ تداول الفيديو بهذه المزاعم منذ 20 أيلول (سبتمبر) 2024، بالتزامن مع مواصلة الفصائل العراقية المسلحة الموالية لإيران، والمنضوية ضمن ما يعرف بـ"محور المقاومة"، استهدافها لإسرائيل.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق أخيرا تنفيذ هجمات منسقة ضد 5 أهداف عسكرية، وذلك عبر عمليات منفصلة جرت يوم الثلثاء الماضي في وسط إسرائيل وشمالها، وذلك "ردا على المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين".
وقالت إن العمليات الأخيرة جزء من إستراتيجيتها الهادفة إلى "دك معاقل العدو بوتيرة متصاعدة". وأكدت أن الفصائل ستواصل استهداف الأهداف الإسرائيلية في ظل الظروف الراهنة.
وأشارت الى أن هذه العمليات تعكس التزامها الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم للأهالي المتضررين في لبنان وفلسطين. وقالت إن عملياتها ستستمر ما دام الاحتلال قائما، وإنها ستعمل على تعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات المتزايدة.
حقيقة الفيديو
غير أنّ للفيديو المتناقل سياقا مختلفا، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته إلى مشاهد ثابتة (Invid)، يوصلنا الى المقطع الأول من منه منشورا في حساب رئيس وزراء إسرائيل على فايسبوك، في 19 آب (أغسطس) 2024، ليتبين أن نتنياهو كان يتحدث عن دور الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة إيران، وجهودها المشتركة لإطلاق الرهائن الإسرائيليين داخل قطاع غزة.
وبالبحث عن المقطع الثاني من الفيديو لاعتزال الصدر، نصل إلى حساب قناة "الحدث" على يوتيوب، والذي نشره في 30 آب (أغسطس) 2022، ليتبين انه لمؤتمر صحافي عقده الصدر في محافظة النجف لإعلان اعتزال السياسة وتوجيه متظاهري التيار الصدري بالانسحاب من المنطقة الخضراء، إثر سقوط عدد من القتلى في اشتباكات اندلعت حينها داخل المنطقة المحصنة أمنيًا.
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الفيديو المتداول "يتضمن رسالة تحذيرية وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يدعوه فيها إلى عدم التدخل في الحرب ضد إسرائيل بحجة عدم وجود عداوة بين الجانبين"، وأن "الصدر ظهر بعد تلقي هذه الرسالة ليعلن اعتزاله السياسة". في الواقع، الترجمة المرفقة بالفيديو مفبركة، ولم يوجه نتنياهو أي رسالة إلى الصدر.