"النّهار" دقّقت من أجلكم
تظهر الصورة مجموعة من الشاحنات وهي تحترق. وقد أُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "قصف المساعدات العراقية وهي في طريقها إلى جنوب لبنان".
بدأ تداول الصورة بهذه المزاعم، أمس الاحد 6 أيلول (سبتمبر) 2024، بالتزامن مع استمرار ارسال المساعدات العراقية للشعبين الفلسطيني واللبناني، فيما لا يزال يحظى موقف العراق الداعم للقضايا العربية بالإشادة والثناء.
ومنذ بدء الأزمة في لبنان، سارعت بغداد، على المستويين الحكومي والخاص، إلى إطلاق حملات إغاثة تشمل مواد غذائية ومحروقات، وأرسلت مئات الأطنان من المساعدات إلى لبنان.
ونقلت وسائل إعلام عراقية عن المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي إن "بغداد اتخذت خطوات عديدة لدعم لبنان، لا سيما منذ 7 تشرين الاول (أكتوبر) 2023، من خلال تزويده بالوقود شهرياً".
ووصل إلى العراق حتى الآن أكثر من 5 آلاف لبناني خلال الأيام العشرة الماضية، عبر مطاري بغداد والنجف ومنفذ القائم الحدودي مع سوريا، وفقاً لوزارة الداخلية العراقية.
وتأتي الغارات الإسرائيلية على لبنان في اطار التصعيد العسكري المستمر بين حزب الله وإسرائيل، والذي أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين من مناطقهم، في ظل تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
حقيقة الصورة
غير أنّ الصورة المتناقلة لها سياق مختلف، وفقاً لما توصل إليه تقصي حقيقتها.
فبواسطة البحث العكسي، نصل إلى الموقع الالكتروني لقناة "العربية" التي نشرت الصورة في 3 كانون الاول 2022، بعنوان: "ليبيا... قصف يستهدف شاحنات تهريب الوقود".
كذلك، نشرها حساب اللواء 444 قتال التابع للجيش الليبي مع مجموعة صور أخرى، في 2 كانون الاول 2022، ليتبين أن الصورة تُظهر قصفًا صاروخيًا استهدف قافلة شاحنات كانت تنقل الوقود لتهريبه خارج ليبيا.
النتيجة: إذاً، لا صحة للمزاعم أن الصورة المتناقلة تظهر "قصف مجموعة من الشاحنات التي كانت تنقل مساعدات عراقية خلال توجهها إلى جنوب لبنان". في الواقع، الصورة قديمة اذ تعود الى 2 كانون الاول 2022، وتظهر قصف قافلة من الشاحنات التي كانت تقل وقودا لتهريبه خارج ليبية.