المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "إصابات مباشرة في صفوف الجنود الاسرائيليين، عند الحدود اللبنانية" ، خلال تصدي حزب الله لمحاولات تسلل إسرائيلية أخيراً.
الا أن هذا الزعم خاطئ.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 20 آب 2016. ويظهر "استهداف فصائل سورية معارضة لمجموعة موالية للنظام السوري بصاروخ موجه، خلال محاولتها التسلل إلى الكلية الفنية الجوية في الراموسة بحلب في سوريا"، وفقاً لما تم تداوله. FactCheck#
النّهار" دقّقت من أجلكم
المشاهد بنوعية رديئة، وقصيرة. 20 ثانية تظهر اشخاصا تجمعوا قرب جدار، ثم يقع انفجار تصاعد اثره الدخان. وقد انتشر الفيديو أخيرا عبر حسابات ارفقته بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "حزب الله يفتك بقوات نخبة الاحتلال (الاسرائيلي) واصابة مباشرة لتجمعه".
حزب الله يعلن تصديه لمحاولات تسلل إسرائيلية
تزامن انتشار الفيديو مع إعلان حزب الله، الأربعاء 2 تشرين الاول 2024، في بيانات متلاحقة، تصديه لمحاولات تسلل إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية وتدميره ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ثمانية من جنوده بعد عبورهم الحدود، على ما أوردت وكالة "فرانس برس".
وقال الحزب في بيان إن مقاتليه دمّروا "ثلاث دبابات ميركافا بِصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس" الحدودية، حيث أعلن في وقت سابق الأربعاء أنه يخوض اشتباكات مع قوات إسرائيلية متسللة.
وفي بيان منفصل، أعلن الحزب أنّ عناصره استهدفوا "قوة صهيونية تسللت إلى منزل في خراج بلدة كفركلا" الحدودية بواسطة "عبوة معدة مسبقا قبل أن يمطروها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح".
كذلك أشار إلى استهداف تجمع للقوات الإسرائيلية "في بساتين المطلة بالأسلحة المدفعية والصاروخية". وأوضح إنّ مقاتليه "أطلقوا صاروخ أرض-جو على مروحية معادية في أجواء مستعمرة بيت هلل، ما أجبرها على المغادرة على الفور".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، ارتفاع حصيلة خسائره إلى ثمانية قتلى في المعارك التي خاضها في جنوب لبنان بعد عبور الحدود لاستهداف مواقع لحزب الله.
حقيقة الفيديو
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بكل هذه التطوارت.
فموجب البحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، نقع على مواقع اخبارية، لا سيما تركية، نشرت لقطات ثابتة منه في 27 آب 2016، ضمن تقارير عن تعرض عناصر من حزب الله وقوات النظام السورية لاطلاق نار في الراموسة بحلب.
كلمات مفاتيح تقودنا الى الفيديو منشورا بنسخة أطول في حساب قناة "أورينت نيوز" في يوتيوب، في 20 آب 2016، بعنوان: "صاروخا "تاو" يحصدان بالجملة عناصر من الميليشيات الشيعية بريف حلب".
ويمكن مشاهدة المقطع في التوقيت 0.44 في الفيديو ادناه.
وكتبت القناة: "بث المكتب الإعلامي لـ"تجمع فاستقم" التابع للجيش السوري الحر، والمنضوي في غرفة عمليات "فتح حلب" شريط فيديو يظهر مقتل مجموعة من ميليشيات إيران، إثر استهدافها بصاروخ موجه، خلال محاولتها التسلل إلى الكلية الفنية الجوية في الراموسة".
واضافت: "يظهر الفيديو محاولة الميليشيات الشيعية مجددا سحب جثث قتلاها، ليتم أيضاً استهدافها بصاروخ موجه جديد، الأمر الذي أدى إلى تكبيد تلك الميليشيات خسائر بشرية كبيرة".
منذ تدور 31 تموز 2016، دارت معارك عنيفة جنوب غرب حلب، بعدما اطلقت الفصائل هجمات عدة ضد مواقع قوات النظام، وفقا لتقارير اعلامية. الا ان اقوى هجومين شهدتهما منطقة الكليات العسكرية يومي الجمعة 5 آب 2016 والسبت 6 منه وتمكنت الفصائل خلالهما من التقدم في منطقة الراموسة لتفك الحصار عن احياء حلب الشرقية وتقطع آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.
وأعلن تحالف يضم فصائل مقاتلة وجهادية مساء الاحد 7 منه بدء معركة “تحرير” كامل مدينة حلب في شمال سوريا، وذلك غداة تمكنه من فك الحصار عن الاحياء الشرقية في المدينة في ضربة كبيرة للجيش السوري.
وقال تحالف “جيش الفتح” الذي يتألف من فصائل عدة، بينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، في بيان: “اننا في جيش الفتح وبعد اسبوع من المعارك المتواصلة (…) نعلن بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة”.
واضاف: “نبشر بمضاعفة اعداد من المقاتلين ليستوعبوا هذه المعركة المقبلة، ولن نستكين باذن الله حتى نرفع راية الفتح في قلعة حلب".
وقد قُتل أكثر من 300 مدني خلال ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل في مدينة حلب بشمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت 20 آب 2016.
وقد وثقت وكالة "رويترز" حصار شرق حلب وقصفه عام 2016 كالآتي:
"أدى تقدم قوات الجيش السوري والقوات المتحالفة معها بدعم جوي روسي إلى قطع الطريق المباشر من تركيا إلى شرق حلب الذي يسيطر عليه المعارضون واستعادة قاعدة منغ الجوية وإنهاء حصار مقاتلي المعارضة لنبل والزهراء والضغط على طرق إمدادهم.
وفي 27 تموز طوقت القوات الحكومية بالكامل شرق حلب للمرة الأولى لكن الحصار كسر بعد عشرة أيام بهجوم مضاد شنه مقاتلو المعارضة على حي الراموسة الذي فتح لفترة وجيزة طريقا محفوفا بالمخاطر إلى داخل شرق حلب من الجنوب.
وساعدت القوة الجوية الروسية ومقاتلون شيعة من العراق ولبنان الجيش على استعادة الراموسة في 8 أيلول ليحكم حصار شرق حلب. وفي 22 أيلول شنت أعنف ضربات جوية منذ شهور على شرق حلب وأعلنت الحكومة عن هجوم جديد لاستعادة المدينة.
وبعد قصف مكثف استمر أسابيع أصاب العديد من المستشفيات والبنية الأساسية المدنية أعلنت روسيا والحكومة السورية وقف حملتهما في 18 تشرين الأول وحثتا مقاتلي المعارضة والمدنيين على مغادرة شرق حلب.
وبدأ آخر هجوم للمعارضة لكسر الحصار في 28 تشرين الأول من ريف حلب إلى غرب المدينة لكن بعد أن أحرز الهجوم بعض التقدم في أول يومين فقد زخمه وتبددت المكاسب خلال أسبوع واحد.
واستؤنفت الضربات الجوية المكثفة على شرق حلب في 15 تشرين الثاني لتوقف عمل جميع المستشفيات بحلول 19 تشرين الثاني. وفي 28 تشرين الثاني انتزعت قوات موالية للحكومة السيطرة على القطاع الشمالي من الجزء الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة لتتقلص مساحته بأكثر من الثلث في هجوم خاطف.
ووقع هجوم خاطف آخر يومي 5 كانون الأول و6 منه سيطرت من خلاله الحكومة على حي الشعار وأغلب مناطق المدينة القديمة وترك مقاتلي المعارضة محاصرين في قطاع صغير في جنوب جيبهم السابق.
وفي 12 كانون الأول تقدم الجيش بعدما سيطر على حي الشيخ سعيد إثر قتال مكثف استمر أياما عدة وتحت قصف جوي مكثف مما لم يترك لمقاتلي المعارضة سوى جزء صغير من المدينة".
يشار الى انه سبق ان انتشر الفيديو بمزاعم خاطئة خلال الاشهر الماضية بكونه يظهر "حزب الله يقصف تجمعا لجنود إسرائيليين، الامر الذي أدى إلى مقتل أكثر من 20 منهم قرب جنوب لبنان".
الخلاصة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "إصابات مباشرة في صفوف الجنود الاسرائيليين، عند الحدود اللبنانية" ، خلال تصدي حزب الله لمحاولات تسلل إسرائيلية أخيرا. في الواقع الفيديو قديم، اذ تعود آثاره الى 20 آب 2016. ويظهر "استهداف فصائل سورية معارضة لمجموعة موالية للنظام السوري بصاروخ موجه، خلال محاولتها التسلل إلى الكلية الفنية الجوية في الراموسة بحلب في سوريا"، وفقاً لما تم تداوله.