النهار

المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلا إن مطارات الإمارات وُضعت تحت تصرفنا، والامارات اكدت لنا انها تساندنا لحماية محيطنا من القوى المعادية لاسرائيل". 

الا أنّ هذا الادعاء لا اساس له.  

الحقيقة: الترجمة المرفقة بالفيديو زائفة، مفبركة. وأبرز ما قاله نتنياهو في الفيديو الاصلي، وهو قديم اذ يعود الى 17 آب 2020، هو ان إسرائيل تستعد لتسيير رحلات مباشرة الى الإمارات عبر الأجواء السعودية. FactCheck# 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

المقطع قصير. 40 ثانية يظهر خلالها نتنياهو متكلما، بينما بدت خلفه طائرة. وجاء في ترجمة بالعربية لكلامه: "اريد ان أؤكد لكم ايها القادة أن مطارات ابوظبي ودبي وُضعت تحت تصرفنا. كذلك اكدت لنا قيادات هذه البلاد انها تساندنا لحماية محيطنا من القوى المعادية لاسرائيل. ونشكر هذه البلاد لمساندتها اسرائيل".  

حقيقة الفيديو

الا ان هذه الترجمة مختلقة، وفقا لما يبيّنه تقصي صحتها. 

في الواقع، يقودنا البحث، عبر محرك Yandex، الى الفيديو الاصلي منشورا في حساب رئاسة الوزراء الاسرائيلية في يوتيوب، في 17 آب 2020، بعنوان (ترجمة من العبرية): "بث مباشر- رئيس الوزراء نتنياهو ووزيرة النقل ريغيف في مطار بن غوريون".

ويمكن مشاهدة نتنياهو مدليا بتصريحاته ابتداء من التوقيت 18:44. 

كذلك نعثر على هذه المشاهد منشورة في حساب قناة Sharjah24 News في يوتيوب، في 17 آب 2020، ضمن تقرير مصوّر شمل اجزاء من كلام نتنياهو يومذاك. وعنونته القناة "نتنياهو: إسرائيل تعمل على تسيير رحلات جوية مباشرة إلى الإمارات عبر السعودية". 

في الواقع، نشر موقع رئاسة الوزراء الاسرائيلية تقريرا يومذاك، عن زيارة نتنياهو لمطار بن غوريون في اللد بالقرب من تل أبيب، برفقة وزيرة النقل ميري ريغيف. ومما جاء فيه قوله: "أجريت للتو جولة سريعة في المطار تمهيدًا لافتتاح الرحلات الجوية من جديد، حيث وقفت خلالها على الترتيبات الأمنية والصحية. إنها بالطبع تجربة أولية ونجاحها يرتبط بمعدلات الإصابة بفيروس كورونا".

وتابع: "إنها بمثابة رحلة جوية قصيرة للغاية كونها لا تستغرق سوى 3 ساعات تقريبا، مثل الرحلة إلى روما مثلا، لكنها ستغيّر وجه الطيران الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي من خلال إضافة حجم هائل من النشاط السياحي بكلا الاتجاهين، وحجم هائل من الاستثمارات".

واردف ان "الإمارات العربية المتحدة معنية جدا بالقيام باستثمارات ضخمة في إسرائيل في مجال التكنولوجيا وفي استيراد المنتجات الرخيصة، إذ يقع هناك من أكبر مراكز التجارة الحرة وأكثرها كفاءة في العالم".

واشار الى أنه "نقدّر أننا سنتوصل إلى اتفاق يسمح حقا بإقامة الرحلات الجوية المباشرة بين تل أبيب ودبي، مما سيفتح سوق السياحة والطيران الإسرائيلي كما سيجذب الاستثمارات بأحجام لم نشهد مثلها قط...".

هذه التصريحات نشرتها مواقع اخبارية، لا سيما اسرائيلية، مع الفيديو 
او مع صور مماثلة تماما لنتنياهو متكلما في مطار بن غوريون في 17 آب 2020، ضمن تقارير عن اعلانه، من المطار، استعداد اسرائيل لتسيير رحلات طيران إلى الإمارات عبر الأجواء السعودية.

وبموجب مراجعة كل هذه التقارير، لا سيما تقرير رئاسة الوزراء الاسرائيلية، يتبين ان نتنياهو لم يقل ما نسبته اليه الترجمة الى العربية في الفيديو المتناقل. وهذا يعني اذاً ان هذه الترجمة زائفة، مفبركة.

نتنياهو يتعهد "مواصلة القتال" على مختلف الجبهات

جاء تداول الفيديو في وقت تعهد نتنياهو "مواصلة القتال" حتى تحقيق أهداف الحرب التي اندلعت في قطاع غزة وامتدت الى لبنان، وذلك مع إحياء الدولة العبرية امس الإثنين ذكرى الهجوم غير المسبوق لحركة حماس في 7 تشرين الأول 2023.

وذكرت وكالة "فرانس برس" ان إسرائيل أقامت الإثنين مراسم لإحياء ذكرى الهجوم. وقال نتنياهو في كلمة مسجلة "ما دام العدو يهدد وجودنا وسلام بلادنا، سنواصل القتال".

وأضاف "طالما بقي رهائننا في غزة، سنواصل في القتال (...) لن أستسلم".

وتابع "لقد حددنا أهداف الحرب ونحن في طور تحقيقها: القضاء على حماس (في غزة)، إعادة كل الرهائن، الأحياء منهم والأموات. هذه مهمة مقدسة، لن نتوقف ما لم ننجزها".

وشدد على أن للحرب أهدافا أخرى هي "القضاء على كل تهديد مستقبلي ضد إسرائيل من قطاع غزة"، و"إعادة كل السكان الى الجنوب والشمال بأمان الى منازلهم"، في إشارة الى الذين نزحوا جراء القتال في الجنوب حيث قطاع غزة، والشمال حيث الحدود مع لبنان.


تقييمنا النهائي: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إن مطارات الإمارات وضعت تحت تصرفنا، والامارات اكدت لنا انها تساندنا لحماية محيطنا من القوى المعادية لاسرائيل". في الحقيقة، الترجمة المرفقة بالفيديو زائفة، مفبركة. وأبرز ما قاله نتنياهو في الفيديو الاصلي، وهو قديم اذ يعود الى 17 آب 2020، هو ان إسرائيل تستعد لتسيير رحلات مباشرة الى الإمارات عبر الأجواء السعودية.