صدر التقرير الأسبوعي لبنك عوده جاء فيه:
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على مختلف الأراضي اللبنانية واحتدام المواجهات على الحدود الجنوبية، فيما اصطدم الحراك السياسي الساعي لانتخاب رئيس توافقي بحائط مسدود، وفي ظل توقف عمل معظم القطاعات داخل الاقتصاد اللبناني بينما يشهد لبنان أكبر عملية نزوح في تاريخه منذ انتهاء الحرب الأهلية في العام 1990، ورغم المخاوف من أن تطول مدة الحرب وأن يتحوّل مسارها نحو حرب إقليمية شاملة، شهدت الأسواق المالية اللبنانية هذا الأسبوع استقراراً نسبياً في سعر صرف الليرة مقابل الدولار هذا الأسبوع، بينما واصلت أسعار سندات اليوروبوندز قفزاتها للأسبوع الثاني على التوالي، وسجلت سوق الأسهم مراوحة في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي لبنك عوده. في التفاصيل، حافظ سعر صرف الليرة مقابل الدولار على استقراره هذا الأسبوع في ظل التدخل الكثيف لمصرف لبنان في السوق عبر سداد ثلاث دفعات للمستفيدين من التعميم 158 و166 وتأمين رواتب القطاع العام بالدولار وتلبية حاجات الأسر للعملة الخضراء. ويأتي هذا الاستقرار في سعر الصرف على الرغم من الأضرار الجسمية التي خلفها الصراع على الاقتصاد الوطني، ورغم المخاوف من أن يتمّ مع الوقت استنزاف احتياطيات مصرف لبنان السائلة بالعملات ولا سيما في حال استمرت الحرب لفترة طويلة، وأن يعاود التضخم قفزاته ليسجّل نسبة بثلاثة أرقام بعد ان كان قد تراجع إلى 20% مؤخراً. وعلى صعيد سوق سندات اليوروبوندز، واصلت أسعار سندات الدين الحكومية قفزاتها للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أقفلت عند 8.375 سنت للدولار الواحد مقابل 7.875 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، وسط إقبال مؤسساتي أجنبي لافت نتيجة الرهان على إمكانية حصول خرق ما في الجدار السياسي المحلي، والذي من الممكن أن يمهّد الطريق أمام المسار الإصلاحي المرجوّ. وفي ما يخص سوق الأسهم، سجلت تحركات متفاوتة في الأسعار، ما انعكس ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.1%، بينما تقلصت أحجام التداول بنسبة 23% إلى 9 مليون دولار.
الأسواق
في سوق النقد: انخفض معدل الفائدة من يوم إلى يوم من 145% في نهاية الأسبوع السابق إلى 80% يوم الجمعة، في إشارة إلى عودة السيولة بالليرة اللبنانية إلى سوق النقد بشكل نسبي بعد أن أعاد صندوق الضمان الاجتماعي جزءاً من ودائعه، بينما ظلت كلفة الكاش بالليرة تناهز الصفر بالمائة. هذا وقد أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 26 أيلول 2024 أن الودائع المصرفية المقيمة سجّلت تقلصاً قيمته 13562 مليار ليرة. ويعزى هذا التقلص بشكل أساسي إلى انخفاض الودائع المصرفية المقيمة بالعملات الأجنبية بمقدار 15743 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 175.9 مليون دولار وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 89500 ل.ل.)، بينما زادت الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 2181 مليار ليرة وسط ارتفاع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 2803 مليار ليرة بينما تراجعت الودائع تحت الطلب بقيمة 622 مليار ليرة. في هذا السياق، سجّلت الكتلة النقدية بمفهومها الواسع (م4) تقلصاً قيمته 15477 مليار ليرة وسط انخفاض حجم النقد المتداول بقيمة 1873 مليار ليرة.
في سوق القطع: فيما يشهد لبنان اعتداءات إسرائيلية مستمرة على مختلف أراضيه، بينما لم يحرز الحراك السياسي أي تقدّم على صعيد انتخاب رئيس توافقي، ووسط تحذيرات دولية من تدحرج الصراع نحو حرب إقليمية شاملة، حافظ سعر صرف الليرة مقابل الدولار على استقراره النسبي هذا الأسبوع. ويأتي ذلك في ظل تدخل مصرف لبنان بائعاً للدولار في السوق، ناهيك عن ضخّ المركزي 180-200 مليون دولار في بداية تشرين الأول لسداد ثلاث دفعات شهرية لكافة المستفيدين من التعميمين 158 و166، إضافة إلى سداد رواتب القطاع العام بالدولار والتي تقدر بنحو 120 مليون دولار، ناهيك عن تلبية حاجات الأسر للعملة الخضراء. في سياق موازٍ، أصدر مصرف لبنان هذا الأسبوع بياناً هذا الأسبوع وسّع فيه مروحة المستفيدين من التعميم 166، إذ أصبح من الممكن للمودعين الذين قاموا بتحويل ودائعهم في المصارف من الليرة إلى العملات الأجنبية بعد 30/10/2019 مهما بلغت قيمتها الاستفادة من التعميم المذكور. وهذا ما من شأنه أن يشكل مزيداً من الضغوط على احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي، علماً أنّ هذه الأخيرة كانت قد بلغت 10665 مليون دولار في نهاية أيلول 2024.
في سوق الأسهم: سجّلت بورصة بيروت هذا الأسبوع تحركات متفاوتة في الأسعار، ما انسحب ارتفاعاً طفيفاً في مؤشر الأسعار نسبته 0.1%. على صعيد أسهم "سوليدير" تراجعت أسعار أسهم "سوليدير أ" بنسبة 0.4% إلى 93.00 دولار. وانخفضت أسعار أسهم "سوليدير ب" بنسبة 0.9% إلى 91.15 دولار. في المقابل، قفزت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 19.0% إلى 1.63 دولار. وقفزت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" بنسبة 23.1% إلى 0.80 دولار. واستقرت أسعار أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" عند 7.00 دولار. وظلت أسعار إيصالات إيداع "بنك لبنان والمهجر" مستقرة عند 3.31 دولار. وبقيت أسعار أسهم "بنك بيبلوس التفضيلية فئة 2009" مستقرة عند 29.99 دولار. وعلى صعيد الأسهم الصناعية، استقرت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" عند 65.30 دولار. أما في ما يخص أحجام التداول، فقد تقلصت قيمة التداول الاسمية بنحو 23.4% أسبوعياً، من 11.6 مليون دولار في الأسبوع السابق إلى 8.9 مليون دولار هذا الأسبوع، علماً أنّ أسهم "سوليدير" استحوذت على 88.9% من النشاط.
سوق سندات اليوروبوندز: واصلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية قفزاتها للأسبوع الثاني على التوالي وسط إقبال مستمر على الشراء من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب، اذ وجد المستثمرون بارقة امل في التغيير الذي يمكن ان يطرأ على المشهد السياسي والاقتصادي في المدى المتوسط، وذلك بعد تجاوز التحديات القصيرة الاجل، ووسط آمال بإحراز تقدّم على صعيد الإصلاحات وإعادة هيكلة الدين. في هذا السياق، ارتفعت أسعار سندات الدين الحكومية من 7.875 سنت للدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق إلى 8.375 سنت للدولار الواحد يوم الجمعة، علماً أنها كانت في حدود 6.500 سنت للدولار الواحد منذ أسبوعين، في إشارة إلى القفزة اللافتة في الأسعار بنسبة 35%، ما جعل سندات اليوروبوندز اللبنانية الأحسن أداء في الأسواق الناشئة خلال الفترة.