النهار

ملامحها تغيّرت... مدينة صور في الحرب بين الصمود والمعاناة
كارلا سماحة
المصدر: "النهار"
ملامحها تغيّرت... مدينة صور في الحرب بين الصمود والمعاناة
صور. (تصوير نبيل مملوك)
A+   A-

لم تسلم معظم القرى الحدودية من الاعتداءات الإسرائيلية خلال الحرب الحالية التي دخلت عامها الثاني، ومنها مدينة صور جنوبي البلاد.


صور الواقعة على الساحل اللبناني تعرّضت لغارات إسرائيلية عدة عند أطرافها، وصولاً إلى مدخلها وداخلها. إذ استُهدفت بلدات السماعية، العباسية، الحوش وطيردبا وغيرها من القرى، ما أدّى إلى سقوط أكثر من 15 ضحية وعدد من الجرحى في غضون 18 يوماً.

 

تصوير الزميل نبيل مملوك

 

تحوّلت هذه المدينة السياحية الجميلة إلى "مدينة أشباح". فخلت من معظم سكانها، أُغلِقت محالها التجارية وفرغت شوارعها وشواطئها وقواربها ومقاهيها، ولم يبقَ فيها سوى الفقر والحزن وانتظار بارقة من الأمل.

إذ تأمل ثريا الأشقر، كغيرها من النساء الصامدات في مدينة صور، من أن تنتهي هذه الحرب بأسرع وقت ممكن، فهي تريد البقاء داخل المدينة التي ترعرعت فيها، وترى في النزوح الوجع والمذلّة وخدمة لأهداف إسرائيل.

 

 

وتؤكّد في حديثٍ لـ"النهار" عزمها على  الصمود في مدينتها رغم كل الصعوبات التي تواجهها، والأصوات المرعبة الناجمة عن القصف الإسرائيلي شبه اليومي.

بدوره، وصف رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق الوضع في صور بالمأساوي لما تعانيه هذه المدينة من انعزال وفقر.

 

 

فعلى صعيد النزوح، أفاد دبوق لـ"النهار" بأن "أكثر من 70 في المئة من سكان صور نزحوا بسبب القصف المتواصل على أطراف المدينة وصولاً إلى داخلها، وبقي عدد قليل جداً، ومنهم نازحون من البلدات الجنوبية التي تتعرض بدورها لاستهدافات إسرائيلية يومية".

أما على الصعيد المعيشي، أوضح أن "الوضع كارثي جداً، إذ تعاني هذه المدينة أولاً من شحّ في المواد الغذائية بسبب إقفال المحال فيها، بالإضافة إلى عدم تمكّن المحال التي لا تزال تفتح أبوابها من تجديد بضائعها، فباتت الرفوف فارغة من البضائع"، قائلاً: "كما علت المطالبات لتأمين الحليب والمياه خصوصاً، والجميع صامد حتى اللحظة جراء الحصص الغذائية والمساعدات التي تأتي من المنظمات، ولكنها لا تكفي الجميع".

 

 

وتحدّث دبوق عن المشكلة الأكبر في صور المتمثلة بانقطاع الكهرباء بسبب النقص الحاد في مادة المازوت. إذ أفاد بأن "الشح في الكهرباء أدّى إلى انقطاع المياه في المدينة، وإلى عمل المستشفيات بشكل جزئي، كما حالت هذه المشكلة دون التمكن من عمل شبكات "ألفا وتاتش" لأيام، علماً أن الأدوية أيضاً تواجه شحاً كبيراً في ما يحاول الصليب الأحمر تزويد المنطقة بالأدوية الضرورية".

واعتبر في حديثه لـ"النهار"، أن "سيناريو غزة يتكرّر اليوم في لبنان على كافة النواحي مع بعض التعديلات البسيطة فقط، والمشكلة لم تعد آنية إنما الخوف من الأيام المقبلة، خصوصاً إذا طال أمد الحرب لأشهر عدة".

 

 

من جهته، أشار نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن حمود إلى أن "الوضع صعب جداً في المدينة التي تعرضت 4 مرّات للاستهداف، وتسبب القصف بالكثير من الأضرار ولم يعد هناك مكان آمن على الإطلاق خصوصاً أن إسرائيل باتت تستهدف كل الأمكنة... وما من أحد يردعها".

ويضيف لـ"النهار" أن "الموارد في المدينة قلّت جداً خصوصاً المياه، المحروقات والكهرباء، وتغيّرت ملامح صور القديمة المليئة بالحياة، فيما النداء المتواصل يبقى بضرورة تأمين المازوت لتشغيل محطات الخليوي، ولتتمكن المستشفيات من الاستمرار والصمود في ظل هذه الأوضاع الدقيقة والحزينة".

اقرأ في النهار Premium