مركبة لليونيفيل في لبنان (ا ف ب)
أكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو اليوم الخميس أن مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان حيوية لإنهاء الحرب في المنطقة ويجب تعزيزها وليس سحبها من مناطق القتال كما طالبت إسرائيل.
وتتمركز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في جنوب لبنان لمراقبة الأعمال القتالية بمحاذاة خط لترسيم الحدود مع إسرائيل، وهي منطقة شهدت اشتباكات عنيفة هذا الشهر بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي "حزب الله".
وتقول إسرائيل إن قوات الأمم المتحدة توفر درعا بشريا لـ"حزب الله" وأطلقت النار على قواعد لليونيفيل مرارا خلال الأسبوع المنصرم مما أدى إلى إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن اليونيفيل يجب أن "تبتعد عن طريق الخطر" مؤقتا.
وإيطاليا مساهمة كبرى منذ فترة طويلة في القوة متعددة الجنسيات، ونددت بما ارتكبته إسرائيل بحق اليونيفيل، مما أدى إلى توتر علاقات البلدين التي تتسم بالتقارب الوثيق منذ تولي جورجا ميلوني منصب رئيسة وزراء إيطاليا.
وقال كروزيتو أمام البرلمان الإيطالي اليوم الخميس: "يتعين على إسرائيل أن تفهم أن هؤلاء الجنود (التابعين للأمم المتحدة) لا يعملون لصالح أي طرف. إنهم هناك للمساعدة في الحفاظ على السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة".
لكنه أضاف أن آخر مراجعة سابقة لقرار تفويض اليونيفيل تمت في عام 2006 وأنه يحتاج إلى تحديث.
وقال: "اليونيفيل مهمة معقدة لها تفويض يصعب تنفيذه ولديها قواعد اشتباك غير مناسبة وقوات غير مجهزة للصراع الحالي".
ورغم رغبة إيطاليا في بقاء كتيبتها المؤلفة من ألف جندي مشاركة في عمليات اليونيفيل، فإن لديها خطط إجلاء جاهزة تصل إلى سبع خطط إذا اقتضت الحاجة.
ودعا كروزيتو الأمم المتحدة لتعزيز ودعم قدرات اليونيفيل بما يتضمن قوة انتشار سريع لتحسين حريتها في التحرك ومنحها المزيد من الأسلحة النارية.
هجوم على نظام الأمم المتحدة
تتمثل مهمة اليونيفيل في الحفاظ على السلام في جنوب لبنان وضمان عدم وجود قوات أخرى غير الجيش اللبناني النظامي في المنطقة. لكنها لم تتمكن بوضوح من منع "حزب الله" من حشد قواته أو منع التوغلات الإسرائيلية.
وقال كروزيتو: "الانفصال العملي بين المهمة الموكلة والقدرة على تنفيذها يجعل من الضروري أكثر من أي وقت مضى إعادة التفكير بشأن اليونيفيل وتعزيزها".
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الخميس إن اليونيفيل ستبقى وتقوم بعملها وأضاف أن هجمات إسرائيل على اليونيفيل تعني أن "نظام الأمم المتحدة يتعرض للهجوم".
وتابع قائلا: "اليونيفيل لديها مهمة. جنودها في خطر. لكن الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) قررت أن قواتها ستبقى".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الأربعاء إن إسرائيل ترى أن اليونيفيل لها دور مهم لكن في مرحلة "ما بعد" الحرب على "حزب الله".
ومن المقرر أن تتوجه رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني إلى بيروت غدا الجمعة لمناقشة الوضع مع مسؤولين لبنانيين، وستصبح الأولى من زعماء دول الغرب التي تزور لبنان منذ التصاعد الأحدث في العنف في الآونة الأخيرة.
وقال كروزيتو إنه سيتوجه أيضا إلى بيروت وتل أبيب الأسبوع المقبل.
وقال: "أعتقد أن لبنان يشكل عنصرا أساسيا لاستقرار الشرق الأوسط بأكمله... وإذا لم نتمكن حتى من إيجاد القوة اللازمة لاتخاذ إجراء دولي قوي وموحد في مكان مثل هذا فلن ننجح على الأرجح في أي مكان".