من الطبيعي السعي الى إيجاد حلول فعّالة لتأمين مادة المازوت التي أصبحت مراكز الإيواء والمنازل في أمسّ الحاجة إليها لتوفير التدفئة، خصوصاً في البلدات الجبلية أو في المناطق الداخلية.
وبما أن اللبناني لا تعوزه الحيلة من أجل مواجهة شتى أنواع الضغوط الحياتية والمعيشية... وحتى ظروف الحرب وويلاتها، فقد طرحت بلدية القاع حلاً مبتكراً لمواجهة الشحّ في وقود التدفئة وفي الوقت نفسه تلبية حاجة الأهالي الى التدفئة.
هذا الحل المنشود يعكس التزام بلدية القاع حماية البيئة ويوفّر بدائل مستدامة من الوقود النادر والباهظ الثمن، ويتمثل بإنشاء مصنع متخصّص بتحويل مخلّفات الأشجار والنباتات والأوراق والكرتون إلى مكعبات مضغوطة، تُستخدم وقوداً للتدفئة، مما يساهم في المحافظة على البيئة ويعزّز استدامة الموارد.
يوضح رئيس بلدية القاع بشير مطر، في حديث الى "النهار"، إنه "استناداً إلى فكرة طرحت سابقاً ولم تلقَ الدعم المالي لأسباب متعددة، أعيد طرحها من ضمن مشروع على الجهات الفرنسية المانحة بالتعاون مع منظمة المدن المتحدة (المكتب التقني للبلديات)، والمركز اللبناني للطاقة المتجددة (ALMEE) وتجمع TRIVALIS الفرنسي. ورغم الإشادة بالمشروع وإيجابيته، فإن التمويل لا يزال بعيد المنال حتى الآن، ويمكن تنفيذه في كل أنحاء لبنان، وعلى الأخص في المناطق التي تتمتع بغطاء حرجي كثيف، مما يساهم في الحدّ من مخاطر الحرائق".
ويشير الى "أن أهداف المشروع، السعي الى توفير بديل فعّال من مادة المازوت، مما يساهم في تقليص الاعتماد على استيرادها وتعزيز الوضع الاقتصادي.
كذلك تشمل عملية فرز النفايات، للإفادة من الكرتون والورق والخشب في عمليات التصنيع، إضافة إلى تعديل وسائل التدفئة لتعمل على الحطب، مما يجسّد تحوّلاً نحو موارد أكثر استدامة".
وعن الفوائد المرتقبة من هذا المشروع، يلفت إلى أنها "تتمثل بحماية الثروة الحرجية وتحسين البيئة من خلال العناية بالأشجار وتشذيبها، فضلاً عن تشجيع زراعتها مصدراً للرزق، كذلك يساهم في تقليص الانبعاثات الكربونية عبر الاعتماد على مصادر طاقة متجدّدة.
علاوة على ذلك، فإنه يتيح خلق فرص عمل محلية في مجالات التصنيع والتوزيع، ويضمن توفير وقود بأسعار تنافسية للجميع، مما يساهم في التخفيف من استخدام النفايات غير الصالحة".