منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 13 شهرا بقي مخيم الرشيدية ومحيطه المترامي مع شاطئ صور ومساحات لا بأس بها من سهول الحمضيات والأراضي الزراعية تحت "عيون" المسيرات التي لا تفارق أجواء المنطقة ليلَ نهار، وقد نفّذت أكثر من عملية اغتيال لكوادر من "حماس" في هذه المنطقة وعلى مقربة من الرشيدية.
وسبق لفصائل فلسطينية أن اطلقت رشقات من صواريخ الكاتيوشا في اتجاه الجليل من بساتين الموز والحمضيات من خراج القليلة والمعلية. وضبط الجيش اللبناني منصات عدة في هذه البقعة، وتبنت حركة "حماس" مسؤولية تلك العمليات التي انعدمت في الأشهر الأخيرة.
وبعد تصاعد العدوان في الجنوب ونزوح العدد الأكبر من أهله في قضاء صور وسواه، تهدف تل أبيب إلى شل حركة المخيمات أيضا، ولا سيما أن العدد الأكبر من اللاجئين ما زالوا في منازلهم، ولو أن عائلات، ومعظم أفرادها من النسوة والأطفال، قد غادرت الرشيدية وتوجهت إلى مخيمي البص وعين الحلوة (صيدا) ونزلت عند أقرباء لها، علما أن أعدادا كبيرة لا تزال في مخيم برج الشمالي. ولم تصل الأمور بعد إلى إنشاء مراكز إيواء للفلسطينيين.
وتفيد المعلومات من الرشيدية أن المسؤولين على مستوى حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" واللجان الشعبية ما زالوا في المخيم، في إشارة منهم إلى تثبيت عزيمة أهلهم وعدم مغادرة المخيم إلا عند الضرورات القصوى.
وفي قراءة عسكرية لأسباب إقدام إسرائيل على تحذير سكان الرشيدية وإجبارهم على المغادرة، فإن هذا الأمر يأتي من باب تحسب إسرائيل للقيام بإنزالات أو تنفيذ وحدات من جيشها عمليات "كومنودس" على شاطىء صور- الرشيدية، مع خشية تعرضها لفخاخ عسكرية فلسطينية في محيط المخيم. وليس خافيا أن استنفارات عدة تمارس على طول الشاطئ في الجنوب لمنع الإسرائيليين من التسلل.
وتوضح مصادر فلسطينية لـ "النهار" أن العدد الأكبر من أبناء الرشيدية ما زال في المخيم يتشارك المعاناة مع اللبنانيين في قمة كل هذا الجنون من العدوان الإسرائيلي المفتوح، من غزة إلى الجنوب وكل لبنان.