النهار

مراكز الإيواء العكارية فقدت قدرتها الاستيعابية... اللبكي: هاجسنا النفايات والتدفئة ودعم النازحين في المنازل
مراكز الإيواء العكارية فقدت قدرتها الاستيعابية... اللبكي: هاجسنا النفايات والتدفئة ودعم النازحين في المنازل
حلقات ترفيهية تربوية لطلاب نازحين الى عكار
A+   A-

ميشال حلاق

لا تزال أزمة النزوح تتفاقم وتضغط بقوة على المناخ الوطني العام مع استمرار العدوان الاسرائيلي المتمادي على المناطق الحنوبية والبقاعية وغيرها، الأمر الذي يرتّب تداعيات سلبية على أبناء هذه المناطق الذين يهجرون منازلهم وممتلكاتهم هرباً من جحيم النار في اتجاه مناطق آمنة، ومنها عكار التي ارتفع عدد العائلات الوافدة اليها الى قرابة 16 ألف عائلة، مع ما يعني ذلك من متطلبات وحاجات طارئة ينبغي الاسراع في توفيرها لهم .

فموسم المطر والبرد على الأبواب ويطرق بقوة أبواب مراكز الايواء، مما يطرح السؤال إزاء مدى جهوز مؤسّسات الدولة لمواجهة هذه التحديات، في ظل ارتفاع الشكاوى من إدارة المسؤولين المعنيين آذانهم الطرشاء حيال مطالبهم، وممارسة سياسة التخلي والعجز.
كذلك يسأل النازحون أين سيل المساعدات الاغاثية التي وصلت بحراً وجواً من الدول الصديقة والشقيقة، ولِمَ لاتزال أسيرة المستودعات؟ 
ويشير متابعون الى أن من المرجح أن يزداد عدد العائلات الوافدة الى عكار، في ظل تصاعد التهديدات الاسرائيلية لإخلاء مناطق بأكملها على غرار ما حصل في منطقة بعلبك.

ولا شك في أن هذا النزف الجديد والمتواصل، لا بد من أن يرتّب تداعيات كبيرة على هذه المناطق التي باتت تشكو ضعف الامكانات على الصعد المختلفة التموينية والصحية والاغاثية ولجهة تأمين مياه الشرب ومياه الاستخدام المنزلي، مع بروز أزمة النفايات التي باتت تغطي القسم الأكبر من طرق بلدات عكار وعجز البلديات عن معالجتها لضعف إمكاناتها.

في المقابل، تبذل لجنة إدارة الكوارث في المحافظة جهوداً كبيرة جداً في محاولة لتوفير مستلزمات صمود العائلات الوافدة التي تخطى عددها 16 ألفاً، أي حوالى 80 ألف شخص، بينهم 90 في المئة يسكنون منازل ضيافة ويتشاركون والعائلات المضيفة شظف العيش. بينما تشغل نسبة 10 في المئة مراكز الايواء التي يقارب عددها مئة.

اللبكي

 ويؤكد محافظ عكار عماد اللبكي في حديث الى "النهار"، أنه "لم يعد بمقدور عكار استيعاب مزيد من العائلات الوافدة، اذ لدينا حالياً 94 مركز إيواء مكتملة الاستيعاب، وهناك 60 ألف نازح في المنازل، وليس لدينا أي قدرة حالياً على فتح مراكز إيواء جديدة بسبب قرار وزير التربية إعادة فتح المدارس إبتداء من 4 تشرين الثاني الجاري".
 ويتمنى على الأسر الوافدة حديثاً "التوجّه الى مناطق أخرى إلا إذا  صدر قرار جديد  عن وزير التربية  بفتح مراكز إيواء جديدة، فاننا كما دوماً ملتزمون استقباله ونضعهم في عيوننا وقلوبنا".

ويتوقف عند حجم التحديات الكبيرة، مشيراً الى "أننا نسعى الى مواجهتها بصبر وتعاون مع الجميع فقرابة 80 في المئة من مراكز الايواء باتت مجهّزة لجهة الماكولات والبطانيات والفرش، لكن التقصير الكبير يطاول النازحين الذين يسكنون المنازل لجهة تأمين المواد الغذائية. ونحن موعودون مطلع الأسبوع المقبل بتدفّق المواد الغذائية من الدولة لتوزيعها على المنازل" .

ويلفت الى "أن الهواجس  والتحديات الكبرى التي تواجهنا الآن، تتمثّل ببدء فصل الشتاء والانخفاض المتسارع في درجات الحرارة في معظم المناطق العكارية عموماً  والجبلية خصوصاً. فغالبية المدارس المعتمدة مراكز إيواء غير مجهّزة للاقامة والسكن شتاء، ولا تتوافر فيها وسائل التدفئة على النحو المطلوب.

وما نحن في صدده الآن هو أن الشمس باتت  تغيب باكراً، وهذا رتّب صعوبات إضافية لجهة إنارة مراكز الايواء. فالبلديات غير قادرة على دفع أكلاف المحروقات للمولّدات، وصناديق الأهل في هذه المدارس استنفدت مخزونها الشهر الماضي.

والعمل جار الآن لتوفير تمويل من أجل إنارة المراكز بالتنسيق مع بعض الجمعيات والقليل من الدولة، وفق خطة وضعت لهذا الغرض نأمل في أن نوفّق في تتفيذها".

أما بالنسبة الى معالجة أزمة النفايات، فيوضح "أننا نعمل بالتعاون مع معالي وزير البيئة وبالتنسبديق مع بعض المنظمات المعنية، لكي نتمكن من مساعدة البلديات في إتمام هذا الأمر الذي يشكّل هاجساً ضاغطاً.

 

في المبدأ، نحن على السكة الصحيحة وبخطى سريعة لمعالجة هذه الأمور في أقرب وقت، ونتطلع الى تطبيق الخطة الموضوعة بالنسبة الى معالجة أزمة النفايات في حوالى 100 مركز إيواء".

وكان اللبكي عرض مع رئيس صندوق الزكاة في عكار أسامة الزعبي ومدير العلاقات العامة في دار الإفتاء الشيخ وليد اسماعيل والمدير التنفيذي للصندوق مازن الكيلاني، عمل الصندوق في ما يخص ملف النزوح وما يقدمه بعيداً من الأضواء.

مستشفى الحبتور


من جهة أخرى، أعلن مستشفى الحبتورفي بلدة حرار بالتعاون مع الهيئة الطبية الدولية  (IMC)عن تغطية فرق وزارة الصحة العامة وفرق الأمم المتحدة      (UNHCR)  لجميع حالات الولادة الطبيعية أو القيصرية، للنازحات اللبنانيات أو غير اللبنانيات، ممن لديهن الشيفرة الخاصة (البطاقة الخاصة بالأمم المتحدة).

اقرأ في النهار Premium