النهار

العتبة الحسينية العراقية تغيث طبياً من جنوب لبنان إلى شماله
المصدر: النهار
العتبة الحسينية العراقية تغيث طبياً من جنوب لبنان إلى شماله
فرق العتبة الحسينية المقدسة توزّع أدوية على نازحين.
A+   A-

 

سمير صبّاغ

 

أربكت تفجيرات "البيجر" الإسرائيلية في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي الجهاز الصحي في لبنان نتيجة أعداد المصابين التي بلغت أكثر من ثلاثة آلاف بلحظة واحدة، لكن تسارع الأحداث وتوسع رقعة العدوان ليصير حرباً شاملة دفعا باتجاه إنهاك الواقع الطبي برمته. خرجت مستشفيات عدة عن الخدمة جنوباً وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما حصل إرباك كبير على مستوى توافر الأدوية المزمنة للنازحين الذين فاقوا المليون بعدما توزعوا بشكل عشوائي على امتداد لبنان وسط ضعف إمكانات الحكومة اللبنانية. 

من هنا أعطت العتبات المقدسة في العراق بناءً لتوجيهات المرجع الأعلى السيد علي السيستاني أولوية مطلقة للواقع الصحي في لبنان ككل، بحسب ما أكده رئيس بعثة الإغاثة الطبية للعتبة الحسينية الدكتور حسين قبيسي لـ"النهار".

وقال: "بداية كان هدفنا رفع الكفاءة الانتاجية في المستشفيات اللبنانية بعد عملية البيجر عبر تأمين التجهيزات اللازمة، لكننا وجدنا أنفسنا في مهمة أكبر بكثير مع تسارع وتيرة الحرب". 

 

 

 

وشدد على أن "العتبة الحسينية أعطت توجيهاتها لنا بتلبية أي طلب إغاثة من أي جهة في لبنان. فكانت فكرة إقامة صيدلية ميدانية متنقلة على أماكن تجمع النازحين حيث نقوم بإعطاء النازح الدواء المزمن أو أي دواء مطلوب مباشرة له، وانتقلنا بهذه الصيدلية وصولاً الى مراكز النزوح في الكورة - شمال لبنان. وبالتزامن، استحدثنا مركز رعاية صحية أولية في محلة بربور في بيروت بالتعاون مع جهات محلية، وجهزنا وطوّرنا مركزاً طبياً للفحوصات والأشعة والأسنان ليقدم خدماته مجاناً  في منطقة زقاق البلاط في بيروت".

وتوجهت البعثة إلى منطقة النبطية أمس رغم مخاطر القصف لتلبية نداء مستشفى نبيه بري الجامعي الذي كان بحاجة ملحة لمواد غذائية وطبية. ويقول قبيسي: "قمنا بتأمينها مباشرة مع هدايا رمزية لكل ممرض وطبيب لا يزالون هناك مع عائلاتهم، وكنا قبلها قد توجهنا بمساعدات مشابهة الى مستشفى راغب حرب في تول ومستشفى صيدا الحكومي وحيرام جبل عامل في صور ومستشفيات السان جورج والزهراء ورفيق الحريري والساحل في بيروت".

 

 

 

 

ونتيجة غلاء علاج غسيل الكلى قامت البعثة بحسب قبيسي بتغطية "مصاريف 1000 جلسة معالجة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، أي ما يغطي 250 مريضاً شهرياً، فضلاً عن مساهمة اضافية بتطوير وتجهيز المركز بمعدات جديدة لاستقبال الأعداد الطارئة".

وختم قبيسي: "نحن مستمرون بعملنا في الإغاثة الطبية للنازحين على امتداد لبنان وفق توجيهات المرجعية العليا في العراق، كما أننا منفتحون على أي جهة تحتاج المساعدة من الشعب اللبناني الذي يمرّ بمحنة غير مسبوقة انسانياً، حتى على صعيد تأمين مستلزمات طبية، كما تعاونّا مع جمعية مدرار عبر تزويدها بعكازات وكراس متنقلة وفرش مياه طبية وأسرّة وغيرها".

 

 

 

اقرأ في النهار Premium