لا تزال الاعتداءات على الطبيعة والأشجار الحرجية مستمرة بوتيرة تصاعدية في غابات عكار، بهدف الإتجار بالحطب، على أبواب موسم البرد والمطر.
آخر المجازر البيئية التي ارتكبها المعتدون على هذه الغابات، إقدامهم على قطع مئات أشجار الصنوبر في وادي عودين في خراج بلدة عندقت، مما أثار غضب الأهالي والناشطين البيئيين الذين طالبوا الجهات الرسمية المعنية بفتح تحقيق جدي لكشف الفاعلين ومحاسبتهم وردعهم، لأن استمرار هذه الإستباحة يهدّد الغطاء الحرجي والنباتي ويسيء الى البيئة في البلدة والمنطقة.
وفي هذا السياق، ناشد مختار بلدة عندقت جوزف عماد المسؤولين والمعنيين في وزارات الزراعة والبيئة والداخلية والبلديات، "التدخل لوقف المجزرة البيئية" في البلدة، مطالبا الاجهزة المختصة بـ"اتخاذ أقصى الاجراءات في حق العابثين بالطبيعة والبيئة".
وأشار الى أنه "بعد انتهاء الأهالي من نزع الأشجار المحروقة في الحرائق الكارثية التي حصلت سابقاً في عندقت-وادي عودين)، بعد نيلهم موافقة البلدية من دون وضع دراسة مفصّلة وضوابط تلزم الجميع وتحدّد الكميات، دبّت الفوضى، وبدلاً من أن يستفيد الجميع من الحطب المحروق للتدفئة أصبحت التجارة سيّدة الموقف وحكراً على ناس وناس. بعدها لجأ بعض أصحاب الأملاك الخاصة الى الاستحصال على رخص للتشحيل لكن من دون حسيب أو رقيب، مما دفع البعض الى قطع الأشجار الخضراء المعمّرة الملاصقة لأراضيه بهدف التجارة".
ولفت الى "أن القوى الأمنية أوقفت العام الماضي عدداً من المعتدين وصادرت مناشيرهم وسطّرت في حقهم محاضر ضبط، لكن - ياللاسف - عادوا بعد مدة وكأن شيئا لم يحصل".
وشدّد على أن "غياب العقاب الرادع يدفع التجار وأعداء البيئة الى التمادي أكثر وأكثر"، سائلاً: "ما دور مأموري الأحراج والسلطات المحلية في وضع حدّ لما يجري؟".
يذكر أن غالبية التعديات تحصل على أشجار الصنوبر والسنديان والأشجار النادرة في أحراج عودين التي تعتبر من أهم الأحراج في لبنان، نظراً الى غناها بالتنوع البيئي، علماً أنها مقصد لهواة السياحة البيئية من مختلف المناطق اللبنانية.