النهار

ترامب يأمل بإبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل قبيل تنصيبه... ما أبرز بنوده؟
المصدر: "النهار"
ترامب يأمل بإبرام اتفاق بين لبنان وإسرائيل قبيل تنصيبه... ما أبرز بنوده؟
الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب (أ ف ب).
A+   A-

تزمناً مع توسيع إسرائيل نطاق عمليتها البرية في جنوب لبنان، وإرسال قوّاتها إلى قرى أبعد من حدودها، يخشى بعض كبار المسؤولين الأمنيين السابقين من أن تتحوَّل الحرب في لبنان إلى "حرب استنزاف"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".


في الأيام الاخيرة، أعرب مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار عن تفاؤلهم بشأن الجهود الأميركية للتوسط في وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، قائلين إنّ التوصل إلى اتفاق ممكن قبل تولّي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه، على الرغم من أن النقاط الشائكة الرئيسية لا تزال قائمة.

في بداية العملية البرية، قالت إسرائيل إنّ قوّاتها البرية دخلت لبنان بهدف إزالة وجود "حزب الله" على طول حدودها وتدمير سنوات من الاستعدادات التي قام بها "حزب الله" لغزو شمال إسرائيل.


من جهه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس في وقت سابق من هذا الأسبوع: "لقد وسّعنا المناورة البرية في جنوب لبنان ونعمل ضد أهداف حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وحيثما كان ذلك ضرورياً".

 

ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني الإفصاح عن مكان ومدى تقدم القوات الإسرائيلية داخل لبنان. وقال بالأمس: "نحن نتقدم وفقاً للقرى التي تشكل تهديداً مباشراً على المجتمعات الإسرائيلية العاملة بالقرب من الحدود".

وينظر بعض الخبراء الأمنيين إلى العملية البرية الإسرائيلية الموسّعة على أنها خطوة تكتيكية لتحييد خطر هجمات "حزب الله" الصاروخية المضادة للدبابات على البلدات الحدودية الإسرائيلية. ويقولون إنّ هذه الخطوة ضرورية لإقناع حوالي 60 ألف مستوطن بأنهم يستطيعون "العودة بأمان" إلى المناطق التي فرّوا منها خوفًا من اجتياح "حزب الله" في بداية الحرب في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.

 

وبحسب الصحيفة الأميركية، يقول آخرون إنّ التوغلّ بشكل أعمق في لبنان هو مناورة محفوفة بالمخاطر للضغط على "حزب الله" للموافقة على وقف إطلاق النار بشروط إسرائيل. ويقولون إنه إذا لم يلن "حزب الله"، فقد تنجرّ إسرائيل إلى صراع طويل الأمد في عمق لبنان.

 

ولفت تامير هايمان، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية والمدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب لـ"وول ستريت جورنال" إلى أنّ إسرائيل تضيع الفرصة السانحة التي يمكن من خلالها الاستفادة من إنجازاتها الأخيرة ضد "حزب الله"، بما في ذلك قتل جميع قياداته تقريبًا، في أفضل شروط ممكنة لوقف إطلاق النار. وأضاف أنه إذا انتظرت إسرائيل وقتاً طويلاً، يمكن لـ"حزب الله"، بمساعدة إيران، أن يعيد تشكيل نفسه ويرفض وقف إطلاق النار ويغرق إسرائيل في حرب عصابات.

وتقضي الخطوط العريضة للاقتراح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بأن ينقل "حزب الله" جميع قواته وأسلحته إلى شمال نهر الليطاني - وهو ممر مائي يبعد حوالي 18 ميلاً شمال الحدود الإسرائيلية وعلى بعد 8 أميال من الحدود في أقرب نقاطها. وسيكون الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مكلفين بمنع الجماعة المسلحة من العودة.

 

وقدَّم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، يوم الأحد، لترامب إحاطة حول الاقتراح في نادي مارالاغو في فلوريدا. ووفقًا للمسؤولين الإسرائيليين، فقد وافق ترامب على الخطة وأعرب عن أمله في أن يتم إنجازها قبل دخوله المكتب البيضوي في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل.

وكان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قال للصحفيين هذا الأسبوع: "هناك فرصة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قريبًا.

 

ويوم الخميس، سلّم السفير الأميركي في لبنان مسودة اقتراح وقف إطلاق النار إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. 

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنّ نقطة الخلاف الرئيسية هي ضمان قدرة إسرائيل على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إذا فشلت الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في ذلك. وتسعى إسرائيل أيضًا إلى إيجاد طرق لمنع "حزب الله" من تجديد مخزونات الأسلحة التي دمرتها إسرائيل. ويشمل ذلك الحصول على مساعدة السلطات الروسية الموجودة في سوريا لمنع تهريب الأسلحة من هناك إلى لبنان.

 

وعلى الرغم من التفاؤل الإسرائيلي والأميركي، إلا أن الحكومة اللبنانية و"حزب الله" رفضا أخيراً طلب إسرائيل فرض أي وقف لإطلاق النار بنفسها، وفقاً لشخص مطلع على المفاوضات.

وبدلًا من ذلك، اقترحا إضافة ضامن رابع إلى اللجنة المسؤولة عن فرض اتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي والأمم المتحدة، ومن المرجح أن تكون الولايات المتحدة، بحسب الشخص.

وأظهر استطلاع للرأي نشره معهد دراسات الأمن القومي يوم الأربعاء أن 80% من الجمهور الإسرائيلي يعتقد أن الوضع الأمني الحالي ليس آمنًا بما يكفي للسماح لمعظم السكان بالعودة إلى التجمعات السكانية الشمالية.

إعلان

اقرأ في النهار Premium