دعت نحو 300 شخصية ثقافية واجتماعية وسياسية اليونيسكو إلى اتخاذ خطوات لحماية المواقع الأثرية في لبنان، خاصة تلك المدرجة على قائمة التراث العالمي، وذلك بعد ازدياد وتيرة القصف الإسرائيلي والضربات الجوية التي اتسعت رقعتها لتطال مناطق عدة في لبنان.
وتقوم المنظمة الأممية بعقد جلسة طارئة، يوم الاثنين، للجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، بناء على طلب السلطات اللبنانية، في مقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية باريس.
وبمبادرة من منظمة "تشينج ليبانون" (Change Lebanon) غير الحكومية، وقع 300 شخص من بين الشخصيات المعروفة في الوسط الثقافي منهم علماء آثار وفنانين وكتّاب ومتخصصين في التراث وأمناء متاحف، من كل من فرنسا وبريطانيا واإيطاليا والولايات المتحدة، على رسالة موجهة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثاقفة "اليونيسكو"، نشرت المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي نسخة منها يوم الأحد.
وتحثّ الرسالة في مضمونها على "تخصيص جميع الموارد المتاحة" بما في ذلك "اتخاذ تدابير معززة وإذا لزم الأمر فرض عقوبات"، من أجل حماية "هذه الكنوز التي لا يمكن تعويضها".
وشدد المطالبون بضرورة حماية المواقع الأثرية الستة المدرجة على قائمة اليونيسكو التي تشمل آثاراً رومانية، خاصة في مدينتي بعلبك وصور اللتان تتعرضان لقصف إسرائيلي عنيف ومستمر مما أحق أضراراً جسيمة بمحيط المواقع الأثرية.
وأوضح الموقعون في رسالتهم أنه وبفعل القصف الإسرائيلي المستمر فإن "التراث الثقافي للبنان بأسره مهدد اليوم بالفعل".
ودعت الرسالة "جميع الأطراف المعنية في النزاع في الشرق الأوسط، سواء أكانت دولا أو قوى غير حكومية أو منظمات دولية (...)"، إلى "ضرورة التحرّك لإنقاذ مدينة بعلبك ومجمعها الأثري الذي يعد جزءا لا يتجزّأ من التراث العالمي للإنسانية".
ونشرت منظمة اليونيسكو مؤخراً منشورا على صفحتها الرسمية على موقع X ذكّرت من خلاله بأهمية التزام جميع الأطراف باحترام وحماية وسلامة المواقع الأثرية في الشرق الأوسط لأنها "تراث للبشرية جمعاء ولا ينبغي استهدافها أبداً.
وقالت اليونيسكو في منشورها أنه تم الاعتراف باكثر من سبعين موقعاً استثنائياً في الشرق الأوسط وحمايتها باعتبارها تراثاً عالمياً من قبل اليونيسكو، إذ أضحت هذه المواقع مهددة اليوم وخاصة في لبنان وفلسطين وإسرائيل واليمن.