على رغم الاستهداف الاسرائيلي لمقار "كشافة الرسالة الاسلامية" التي أسّسها الزعيم الشيعي المغيّب الامام موسى الصدر عام ١٩٧٧ وسقوط عدد من مسعفيها بين قتيل وجريح، منذ توسّع العدوان في أيلول (سبتمبر) الماضي، لا تزال فرق الاسعاف التابعة لهذه الجمعية الأهلية تعمل بزخم تحت وطأة الخطر في قرى جنوب لبنان ومدنه، وخصوصاً في منطقة النبطية الواقعة شمال نهر الليطاني.
تضم الفرق الاسعافية التي تتكون بغالبيتها من متطوعين، أكثر من ٣٠٠ مسعف في قضاء النبطية، بحسب مفوض الدفاع المدني المركزي في الجمعية ربيع عيسى الذي أشار لـ"النهار" الى "سقوط ٣٦ شهيداً و١٣٦ جريحاً من مسعفي الرسالة جراء العدوان".
وينشط هؤلاء المسعفون في قضاء النبطية الذي يضم أكثر من ٢٩ بلدة إضافة الى مركز القضاء مدينة النبطية. كذلك تنشط فرق الدفاع المدني "الرسالي" في فتح الطرق وإخماد الحرائق الناتجة من القنابل الفوسفورية التي يستعملها العدوالاسرائيلي.
ولم يثن تضرّر ١٤٩ آلية وتدمير ٢٠ مركزاً الجمعية عن العمل بالامكانات المتواضعة المتوافرة، في محور زوطر الشرقية والغربية وكفرتبنيت وميفدون القريب من نهر الليطاني، حيث هناك مناطق يصعب الوصول اليها نتيجة الدمار الكبير والاستهداف المباشر.
وساهم الانتشار الواسع لمتطوعيها في القرى والبلدات بفاعلية في توزيع المساعدات على الصامدين، في كفررمان ودير الزهراني وزفتا والنبطية الفوقا وغيرها، فضلاً عن تعاونهم المطلق مع البلديات في فتح الطرق ورفع الانقاض وتأمين نقل الجرحى الى المستشفيات.