بعد أسابيع من التصعيد العسكري العنيف الذي حصد آلاف الضحايا، تشير الأنباء إلى أن لبنان وإسرائيل يقتربان من اتفاق لوقف إطلاق النار. ويتضمن الاتفاق وقفاً شاملاً للأعمال العدائية وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، مع التزام الجيش اللبناني بتأمين المناطق الحدودية.
وفي هذا الشأن، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنّ وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" سيبدأ غداً الساعة السادسة صباحاً.
كما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان فقط في مجلس الوزراء "الكابينت" (المجلس الأمني المصغر) وليس في الحكومة.
واعترف مسؤول سياسي بأن هذه صفقة هشة، لكنه أشار إلى أنها مصلحة إسرائيلية واضحة.
وقال إنها "ليست نهاية الحرب، إنها اتفاقية وقف إطلاق النار التي ستتمّ مراجعتها كل يوم. يمكن أن تستغرق يومين، ويمكن أن تستغرق عامين أيضاً".
ومن المتوقع أن يُجري نتنياهو محادثة مع رؤساء السلطات في الشمال، ويدلي ببيان لوسائل الإعلام.
ويعقد مجلس الأمن القومي برئاسة نتنياهو اجتماعاً اليوم الثلاثاء لمناقشة المقترح لوقف إطلاق النار.
ومن بين القضايا التي لا تزال عالقة، مطالبة إسرائيل بالحفاظ على حقها في التصرف إذا انتهك "حزب الله" التزاماته بموجب الاتفاق المرتقب. ويسعى الاتفاق إلى دفع "حزب الله" والقوات الإسرائيلية للخروج من جنوب لبنان.
وقال المتحدّث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر لـ"رويترز" إن الاتفاق مع لبنان سيحافظ على حرية إسرائيل في العمل هناك للدفاع عن نفسها وإزالة تهديد جماعة "حزب الله" وتمكين عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم بسلام.
تحذير
إلى ذلك، لفت وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن إسرائيل تطالب بتطبيق فعّال من جانب الأمم المتحدة لاتفاق وقف إطلاق النار المحتمل مع لبنان، محذّراً من أن إسرائيل "لن تتسامح مطلقاً" تجاه أي انتهاك.
سفير إسرائيل في واشنطن
من جانبه، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل هرتسوغ، إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال قد يُبرم "خلال أيام".
اقرأ أيضاً: "حماس" تعلق على "اتفاق" حزب الله وإسرائيل
وأوضح هرتسوغ لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن هناك "نقاطاً يجب إنهاؤها"، وأن أي اتفاق يتطلب موافقة الحكومة، لكنه أضاف: "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق".
وكان وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي يعارض الاتفاق الحالي، قال في مقابلة إذاعية: "الحرب يجب أن تنتهي عندما نهزم الطرف الآخر".
وأضاف: "رؤساء السلطات المحلية في الشمال محقون في معارضتهم للاتفاق. أحد أهداف الحرب هو إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. نحن نفوّت هنا فرصة تاريخية لإجبارهم على الركوع. يمكننا مواصلة سحقهم. هذا اتفاق على الجليد".
اقرأ أيضاً:الأمم المتحدة: لبنان يواجه أعنف فترة منذ عقود وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة
وتابع: "من الواضح أن حزب الله سيعود ويتسلح. لا ننهي الحرب في منتصفها، يجب إخضاع حزب الله تماماً. إنها فقط مسألة سنة أو سنتين قبل أن يعود حزب الله مجدداً إلى الواجهة".
حذر لبناني
بدوره، قال وزير خارجية لبنان عبد الله بو حبيب إنه يأمل في التوصّل إلى اتفاق لوقف القتال.
خامنئي أعطى الضوء الأخضر لحزب الله لوقف النار
ونقلت "نيويورك تايمز" عن عضوين في الحرس الثوري الإيراني، أنّ طهران تبلّغت أمس بأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكاً.
كما نقلت عن مصادر في الحرس الثوري الإيراني، أن المرشد الأعلى علي خامنئي أعطى الضوء الأخضر لحزب الله لوقف النار.
الاتحاد الاوروبي
من جهته، طالب جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم إسرائيل بالموافقة على اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار في لبنان قال إنه يشتمل على كل الضمانات الأمنية اللازمة لإسرائيل.منع تهريب الاسلحة من سوريا
من جهتها، أشارت إذاعة الجيش الاسرائيلي إن تهريب الاسلحة من سوريا إلى لبنان يعتبر "تهديداً فورياً" يجب إحباطه فوراً، من دون تدخل آلية المراقبة الدولية.
وبموجب الاتفاق، يتعين على الجيش اللبناني وآلية المراقبة الدولية التأكد من عدم تهريب الأسلحة إلى أيدي "حزب الله" من جميع الحدود (الجوية والبحرية والبرية).
يديعوت أحرونوت: لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية
وفي الإطار، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ عدد المنازل المدمّرة في الشمال تجاوز 8800 وأكثر من 7000 مركبة ونحو 300 موقع زراعي تضرّرت.
وأشارت إلى أنّه "لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية مع لبنان ومعظم المنازل بحاجة لترميم أو هدم".
وأضافت: "الدمار في كريات شمونة لا يُصدّق وترميم المدارس المتضررة فقط سيستغرق 4 أشهر".
إلى ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول ديبلوماسي قوله، إن اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان سيكون هشاً لكنه من مصلحة إسرائيل.
وأردف: "الاتفاق لن يكون نهاية للحرب بل هو وقف لإطلاق النار وسيتمّ تقييمه يومياً".
كما نقل إعلام إسرائيلي عن مسؤول، أن إسرائيل ستقبل بهدنة في لبنان وليس إنهاء الحرب.
وذكر إعلام عبري نقلاً عن مسؤول سياسي إسرائيلي أنّ الولايات المتحدة ستنشر قوات لها قريباً في لبنان بهدف مراقبة الاتفاق وليس تطبيق بنود الاتفاق
3 أسباب جعلت الاتفاق ممكناً بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت:
- ضغط الإدارة الأميركية الحالية ودعم الإدارة القادمة، ودون اتفاق كنّا سنواجه قرار بوقف الحرب من قبل مجلس الأمن.
- استراحة القوات في الاحتياط التي استنزفت بين لبنان وغزة على مدار عام كامل، والحاجة إلى التزود بالذخيرة.
- الفصل بين غزة ولبنان وقطع العلاقة بين الساحتين وإبقاء حماس لوحدها في المعركة مع مضاعفة الضغط العسكري وإرسال قوات إلى غزة وبالتالي فتح أفق لصفقة تعيد الأسرى.
كما كشفت الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل لا تنوي الإفراج عن أسرى حزب الله.