ميشال حلاق- عكار
لليوم الثاني على التوالي وقوافل العائدين مستمرّة من عكار إلى منازلهم التي كانوا قد تركوها في الجنوب والبقاع وبيروت هرباً من جحيم الحرب والعدوان الإسرائيلي.
أكثر من 70 بالمئة من العائلات حتى الآن غادرت مراكز الإيواء والبيوت التي كانت قد استضافتهم في عكار، مودّعين من وصفوهم بالأهل الذين استضافوهم بحب وكرم.
وثمة عائلات تستعد للمغادرة تباعاً، كل حسب الظروف التي هي عليها منازلهم المدمّرة في بلداتهم، لترتيب وضعهم موقتاً ريثما يؤمّنون ملاذات آمنة لهم لدى الأقارب، حيث كانوا يسكنون وسط إصرار كبير لديهم بأن العودة أمر ضروري وحتمي لهم. فهناك أرضهم وذكرياتهم ومنبت حياتهم التي لن يتخلّوا عنها مهما كان الثمن.
وتشهد مختلف الطرقات الجبلية والساحلية العكارية، منذ الصباح الباكر وحتى الساعة، زحمة سيارات محمّلة بالفرش والأمتعة، تتّجه باتجاه بيروت عبر الطرقات الساحلية وإلى البقاع عبر الطرقات الجبلية، رغم الطقس العاصف والمثلج، حيث تعمل جرافات وزارة الأشغال العامة على فتح الطرقات الجبلية أمام العائدين وتساعدهم في متابعة طريقهم بأمان.
وعلى صعيد آخر، تتابع ورش شركة الأرز المكلّفة من قبل وزارة الأشغال، عملية تأمين طرقات جانبية موقتة عند المعابر الشرعية الثلاثة التي دمّرتها الطائرات الإسرائيلية، قبل لحظات من موعد البدء بوقف إطلاق النار في العريضة والعبودية وجسر قمار في وادي خالد.
ويشهد معبر العريضة منذ الأمس ورشة عمل كبيرة لتسريع هذه الأعمال، على أن يتمّ فتح الطريق خلال 48 ساعة، وفق ما أوضح ربيع الحلبي مدير شركة الأرز المتعهدة أعمال رفع الأنقاض وردم الحفر الكبيرة التي أحدثتها الصواريخ الإسرائيلية على مجرى النهر الكبير.
وتشير معطيات إلى أن فتح الطريق أمر ممكن حصوله في العريضة، الّا ان ثمة معوقات لوجستية في وجه متابعة الأجهزة الأمنية الحدودية عملها المعتاد، نتيجة الأضرار الكبيرة التي أصابت ابنيتها وكافة التجهيزات فيها.
أما في العبودية، فإنّ هذه المراكز جاهزة للعمل فور إعادة فتح الطريق. كون هذه المراكز لم تتضرّر بشكل كبير بفعل العدوان.
هذا وتقوم شركة خطيب علمي بتكليف من وزارة الأشغال، بإعداد الدراسات العلمية الهندسية تمهيداً للبدء بعملية إعادة بناء الجسور على مجرى النهر الكبير، التي دمّرتها الصواريخ الإسرائيلية على المعابر الشرعية الثلاثة، وسط تأكيدات من مصادر في وزارة الأشغال العامة على أن إعادة بناء هذه الجسور ستتمّ بالسرعة القصوى لإعادة فتح المعابر الشمالية الشرعية مع سوريا، على ما كانت عليه قبل العدوان.