اتّخذت الحرب الإسرائيلية في لبنان منحىً أكثر تصعيداً بالأمس مع ارتكاب إسرائيل سلسلة مجازر متنقّلة من الجنوب إلى البقاع وصولاً إلى العاصمة بيروت، حيث قُتِل 22 شخصاً وجُرِح 117 آخرين، باستهداف مبنى يقطنه مدنيّون ونازحون في منطقة النويري في بيروت.
وفيما كان القصف الإسرائيلي يهدف إلى اغتيال رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا، أفادت مصادر حزبية "النهار" بفشل عملية الاغتيال، وذلك بعد تدمير مبنىً بأكلمه فوق رؤوس قاطنيه.
واتّجهت الأنظار ليلاً إلى مجلس الأمن، الذي عقد جلسة بطلب فرنسي لبحث التصعيد الإسرائيلي في لبنان، وتطرّقت كلّ من فرنسا والولايات المتحدة إلى أهمية تعزيز دور الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب، إلى جانب التأكيد على حماية قوّات "اليونيفيل" خصوصاً بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على مراكزها.
في غضون ذلك، تحتدم المواجهات البريّة المباشرة بين عناصر "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في القرى الحدودية وسط محاولات إسرائيلية حثيثة ومستمرّة في التوغّل أكثر جنوباً.
تابعوا "النهار" بتغطية مباشرةً لآخر التطورات...
قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه سمعت صافرات إنذار في وسط البلاد "بسبب تسلل مسيرة معادية وقد تم إطلاق اعتراضات جوية".
وأضاف أن التفاصيل قيد الفحص وأنه قد يتم سماع دوي انفجارات إضافية، مصدرها الاعتراضات أو السقوطات، طالباً من الجمهور مواصلة الالتزام بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية.
بينما أفادت أنباء أولية عن سقوط الطائرة المسيرة على مبنى بشكل مباشر في هرتسيليا، تل أبيب.
وأفيد عن انقطاع الكهرباء عن "هرتسيليا" بعد دوي انفجار وتفعيل صافرات الإنذار للتحذير من تسلل المسيرة.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، التقرير الأولي يفيد بوقوع أضرار مباشرة في أحد المباني في هرتسليا وأنه حتى هذه المرحلة لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.
ويبدو أنها أكثر من طائرة بدون طيار، ومن المقدر أنها انطلقت من منطقة اليمن، وفقاً لـ "يديعوت أحرونوت".
استهدفت غارة عنيفة وسط بلدة البيسارية - قضاء صيدا.
صدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن "غارة العدو الإسرائيلي على البيسارية قضاء صيدا أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص من بينهم طفلة تبلغ من العمر سنتين وشابة عمرها ست عشرة سنة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح".
وأفيد أن منزل الشيخ عباس الشامي مدير حوزة الامام الصادق في مجمع الزهراء المؤلف من طابقين وسط ساحة بلدة البيسارية - منطقة الزهراني قد استهدف بالغارة.
ندّدت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا اليوم الجمعة باستهداف الجيش الإسرائيلي لقوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان (اليونيفيل) وقالت إنّ مثل هذه الهجمات "غير مبررة" ويجب "أن تنتهي على الفور".
وذكر الجيش الإسرائيلي أنّ جنديين من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أصيبا اليوم الجمعة في غارة إسرائيلية بالقرب من برج مراقبة في جنوب لبنان، بينما هزت انفجارات القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام في المنطقة للمرة الثانية في 48 ساعة وسط مواجهات بين القوات الإسرائيلية وجماعة حزب الله اللبنانية.
وعبرت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وهي أكبر المساهمين الأوروبيين في اليونيفيل من حيث عدد الأفراد، في بيان مشترك عن "غضبها" بعد إصابة عدد من أفراد قوات حفظ السلام في القاعدة الرئيسية لليونيفيل في الناقورة.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك "تمثل هذه الهجمات انتهاكاً خطيراً لالتزامات إسرائيل بموجب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 وبموجب القانون الدولي الإنساني".
وأضافت في البيان "نُذّكر أنه يتعين حماية جميع قوات حفظ السلام ونكرر إشادتنا بالالتزام المستمر والضروري لقوات/أفراد اليونيفيل في هذا السياق الصعب للغاية".
ودعت كذلك إلى "وقف فوري لإطلاق النار".
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل الجمعة إلى الكف عن إطلاق النار على عناصر قوة الأمم المتحدة الموقّتة المنتشرة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
وخلال مشاركته في اجتماع في البيت الأبيض حول الإعصار ميلتون، سئل بايدن "هل تطلب من إسرائيل الكف عن ضرب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة؟"، فإجاب "قطعاً، بكل تأكيد".
رأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن "وقف تصدير الاسلحة" المستخدمة في غزة ولبنان هو "الرافعة الوحيدة" لوضع حد للنزاعات، مع تأكيده أن هذا الامر لا يعني تجريد إسرائيل من السلاح.
وقال ماكرون خلال قمة في قبرص لدول الاتحاد الاوروبي المطلة على البحر المتوسط إن "فرنسا دعت بالحاح الى وقف صادرات الاسلحة المستخدمة على مسرحي الحرب هذين. وثمة قادة آخرون هنا قاموا بالأمر نفسه. نعلم جميعا أنها الرافعة الوحيدة التي يمكنها اليوم وضع حد" لما يحصل، مؤكدا "أنها ليست البتة دعوة الى نزع سلاح اسرائيل في وجه التهديدات التي تمارس ضد هذا البلد وهذا الشعب الصديق".
أكّد الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته هاجمت عدداً من منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله داخل لبنان.
وقال إنه تم إطلاق نحو 80 صاروخاً من لبنان باتجاه شمال إسرائيل، وزعم أنه اعترض عدداً منها بينما سقط بعضها بمناطق مفتوحة.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه تم إطلاق 80 صاروخاً في الرشقة الأخيرة من لبنان نحو عكا والجليل الغربي.
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 20 عسكرياً في قطاع غزة وجنوب لبنان خلال آخر 24 ساعة.
أفاد الجيش الإسرائيلي الجمعة بأنّه أطلق النّار في اتجاه "تهديد" قريب من موقع لقوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان، في سياق "حادث" أسفر عن إصابة جنديين في اليونيفيل.
وأورد بيان عسكري أنّ "جنوداً (إسرائيليّين) ينفّذون عملية في جنوب لبنان رصدوا تهديداً وشيكاً ضدهم وردوا بإطلاق النار في اتجاهه"، مضيفاً أنّ "مراجعة أولية أظهرت (أنّ موقعاً لليونيفيل) يبعد حوالى 50 متراً من مصدر التهديد أصيب خلال الحادث الذي أدى الى سقوط جريحين في صفوف اليونيفيل".
قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الجمعة إنه حض نظيره الإسرائيلي على ضمان سلامة قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) بعد أن قالت إن اثنين من أفرادها أصيبا في جنوب لبنان.
دانت وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات "الاستهداف الممنهج والمتعمّد الذي يقوم به الجيش الاسرائيلي لقوات الأمم المتحدة الموقتة العاملة في جنوب لبنان UNIFIL، وآخر فصوله قصفٌ استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيس لليونيفيل في رأس الناقورة، وفي مقر الكتيبة السري لانكية، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل".
الخارجية: لفتح تحقيق حول الهجمات الاسرائيلية على قوات حفظ السلام
واتهمت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، الخميس، الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار "بشكل متكرّر" على مواقع لها في جنوب لبنان، ممّا أدّى إلى إصابة اثنين من القبعات الزرق وأثار تنديدات دولية.
الصورة للزميل حسام شبارو:
رست أول سفينة من أصل سفينتَين أجلتا مواطنين أتراك وعائلاتهم من لبنان، في ميناء بجنوب تركيا في وقت متأخر الخميس، حسبما أفاد مراسل لوكالة "فرانس برس" في المكان.
وأبحرت سفينة "تي سي جي بيرقدار" من بيروت نحو الساعة 8:00 صباحاً (05:00 توقيت غرينتش)، ووصلت إلى ميناء مرسين نحو الساعة 21:00، وهي تحمل الدفعة الأولى من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وعددهم 966 شخصا.
وكانت مجموعة كبيرة من الصحافيين تنتظر على رصيف الميناء بينما بدأ الركاب في النزول.
يقدّر العدد الإجمالي للنازحين بمليون و300 ألف شخص، وفي آخر تحديث رسمي لها، رصدت هيئة الطوارئ الحكومية أن 179 ألفاً و500 نازح هم مسجلون في مراكز الإيواء، كما أشار التقرير إلى أن عدد مراكز الإيواء بلغ حوالي 973 مركزاً، ويستمر هذا الرقم في الارتفاع مع تواصل النزوح من الجنوب، بالإضافة إلى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
تمكنت "النهار" من الرصد المناطقي، بالأرقام، فيما تسجل النسبة الأعلى في بيروت وجبل لبنان، على الشكل الآتي:
43 ألفاً و510 نازحين في العاصمة بيروت، وفق خلية إدارة الكوارث برئاسة المحافظ القاضي مروان عبود.
في محافظة جبل لبنان، لا وجود للرقم الدقيق، وإن كان الثقل هو في قضاءي الشوف وعاليه.
لم يكن الصدام العلني الأول المباشر بين إسرائيل والقوة الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، منذ شرعت إسرائيل في عملياتها البريّة عبر الحدود الجنوبية تطوراً عادياً، بل شكل المؤشر الأخطر الى احتمالين: الأول مضي إسرائيل في محاولاتها المتقدمة للاندفاع نحو تكثيف توغلاتها في الجنوب، الأمر الذي ترجمته في الاعتداء المتعمد على اليونيفيل بقصد "تطفيشها" ربما. والثاني اختبار الإرادة الدولية أمام خطر اتساع الحرب علماً أن مؤشرات هذا الاتساع تمددت ميدانياً بشكل بالغ الخطورة أمس مع تبادل عمليات القصف الصاروخي البعيد المدى وكثافة الغارات الجوية.
وفي تصعيد إسرائيليّ جديد، أغارت الطائرات الإسرائيلية على أحياء مدنية في العاصمة بيروت للمرة الأولى بعد غارتين سابقتين استهدفت فيهما قيادات الجبهة الشعبية في الكولا ومقر الهيئة الصحية الإسلامية في الباشورة، واستهدفت الغارات الجديدة محيط منطقة رأس النبع، في طلعة النويري تحديداً ومنطقة البسطة. وأدت الغارات إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات استهدفت مسؤول الارتباط في "حزب الله" وفيق صفا.