تصادف اللبنانيين على صفحاتهم منشورات مدفوعة تقول إنها من الموساد، تدعو اللبنانيين إلى الانضمام إلى هذا الجهاز تحت شعارات عدة، منها لتغيير الوضع الحالي وتحرير لبنان من الهيمنة الإيرانية "الشرسة"، ومنها تحمل ايحاءات بإغراءات مالية تغيّر الوضع الاقتصادي للشخص.
الحساب على إنستغرام يحمل اسم themossad_official وهو يطرح علامات استفهام عديدة، أولاً، منذ متى تستخدم أجهزة الاستخبارات وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام لاستقطاب الناس إليها؟ ثانياً، أي مصداقية يحملها هذا الحساب وهو حديث النشأة، إذ لا يتضمن إلا 24 بوستاً ولديه فقط 3127 متابعاً؟ ثالثاً، "الركاكة" في اللغة العربية، فتارة تكون على الطريقة اللبنانية، وتارة على طريقة الدول العربية.
واللافت أن هذا الحساب يزخر بدعايات تتضمن دعوات للبنانيين لرفض الأمر الواقع، باعتبار أنه "صار الوقت لنغيّر الوضع"ـ وأن لبنان بلدنا الغالي مسيطر عليه من قبل القوات الإيرانية الشرسة، وهذا الاخطبوط الإيراني الذي يلف لبنان يمكن أن "يتغيّر بمساعدتكم"، أي بمساعدة اللبنانيين.
والمنشورات تحمل "تذخيراً" لسلوك اللبنانيين العدائي ضد إيران التي سرقت لبنان، فـ"لا تتنازل، ولا تستسلم، وتعال نرجعو سوا"، لأن "ولادك بحقّلن يكبروا بسويسرا الشرق الأوسط ومش بالجحيم اللي عملولنا يا هون". وفي ثنايا العبارة "عملولنا يا هون"، وكأن هناك من يتحدث عن بلده، ما يوحي بأن الحساب مزيّف.
وتُستكمل الدعوة بـ"تعال/ي نرجّع لبنان متل ما كان". وتُمهر بتوقيع الموساد "اتصل/ي فينا".
وتتوجه المنشورات إلى مختلف المكونات اللبنانية، شيعية، سنية، مسيحية ودرزية، للانضمام إلى صفوف الموساد، فـ"لازم نحارب مع بعض". والمستغرب دعوتهم إلى المغتربين، أنه "اذا بدكن ترجعوا للوطن بعد كم سنة، ويكون بعدو وطن نقدر نعيش فيه، فلازم تحكوا معنا".
وتحمل المنشورات إغراءات فيها الكثير من الإيحاءات المادية، "اذا بدكن تضمنوا مستقبل أفضل لإلكن وعيلتكن، توجهوا لنا اليوم قبل بكرا". إضافة إلى إضفاء نوع من الأمان والثقة للمتابعين، "عشان أمنكم لا تعملوا لايك على البوست بس اكتبوا لنا على الخاص".
والأخطر، اذا صح ما كتب أن كثيرا من الناس يتواصلون معهم و"الحقيقة بيلزمنا وقت كتير لحتى نقدر نرد عالكل، بس بإذن الله رح نجاوب الجميع". ثم تضيف العبارة، اتصلوا بنا.
تحمل بعض المنشورات عبارة "ألم تمل من أنه يتم التعامل معك بسخرية؟ تعالَ انضم إلينا إلى المكان الذي يحترمك"...
وقد تكون العبارة الأكثر تفاهة وسخرية وتناقضاً من بين المنشورات، فالتغيير يكون من الداخل وبإرادة وطنية صافية لا من خلال العمالة مع الخارج. من هنا، الدعوة لتجنّب كل الحسابات المزيفة وخصوصاً تلك المتعلقة بالعدو الإسرائيلي.