عُقدت القمة المسيحية الإسلامية في بكركي اليوم، بمشاركة جميع العائلات الروحية اللبنانية، وحضور لافت للجانب الشيعي ممثلاً بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، يرافقه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان.
تميّز الأخير بهجومه المركز في الآونة الأخيرة على عظات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، التي ينتقد فيها "حزب الله" ودوره ومصادرته لقرار الحرب والسلم ومصير اللبنانيين. ورغم وصول العلاقة إلى الذروة أحياناً والمقاطعة التي حصلت مؤخراً إلا ان هذا الموضوع لا يفسد بالود قضية لدى قبلان، الذي يؤكد أنه "لو أن هناك أي أحقاد لما كان موجوداً في بكركي اليوم في ضيافة البطريرك"، لكن "المواقف السياسية يُرد عليها بالمواقف السياسية".
ترأس الكلام داخل الجلسة الشيخ علي الخطيب، وكان قبلان اثناء حضورنا مستمعاً. ولدى إلقاء الشيخ الخطيب كلمته خصوصاً عند الحديث عن "المقاومة ورجالاتها الأبطال وصمودهم وتضحياتهم"، حنى قبلان رأسه لبعض الوقت شارداً متأملاً ربما في ما وصل إليه وضع المقاومة، وربما أيضاً سائلاً نفسه عما أوصله ليكون هنا جالساً على مقعد صرح لطالما نادى عقائدياً وفكرياً بغير ما ينادي به.
يقول في حديث لـ"النهار" عما اذا كان هناك من شروط وضعت من قبلهم للمشاركة في قمة بكركي: "شروطنا كانت التوافق على البيان الختامي مسبقاً وهو ما يجري عادة في أي قمة روحية لتفادي الخلافات. كان هناك حساسية في مسألة انتخاب رئيس توافقي، وقد حُلّت".
وعما اذا كان مطالبة نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في كلمته خلال القمة الروحية بانتخاب رئيس توافقي يعني العدول عن المطالبة برئيس يحمي ظهر المقاومة، يجيب قبلان: "وجود رئيس يحمي ظهر المقاومة أمر مفروغ منه، ويحمي كل اللبنانيين وكل البيئة الاجتماعية الموجودة في لبنان. فرئيس الجمهورية في لبنان ليس رئيساً مارونياً فقط بل رئيس وطني، كذلك رئيس مجلس النواب".
ولماذا لم تتضمن كلمة الشيخ الخطيب انتخاب رئيس وفق الأصول الدستورية، وهل هذا يعني ايضاً التمسك بالحوار كمقدمة لانتخاب رئيس الجمهورية، يقول قبلان: "هيدا لبنان"، القائم على الميثاقية الدستورية أو التوافقية، حل المشاكل والأزمات التي عاشها لبنان منذ عشرات السنين كان يأخذ المنحى التوافقي، "ونحنا ما صدقنا كيف خلصنا من الحرب الأهلية وعم نعيش حالة توافق ووئام"، لذا التوافق والميثاقية والتفاهم بين القوى السياسية وبين اللبنانيين هو الحل الأفضل".
واعتبر ان هناك "ثغرات في الدستور اللبناني وميثاق الطائف في ما يتعلق ببعض الصلاحيات كالمدد وغيرها تحتّم التوافق، وفي المرحلة المقبلة اذا عولج الخلل وحصلت تعديلات للدستور عندها قد تُحل الأمور لكن في الوقت الحالي الأمر يتطلب التوافق".
ورداً على سؤال، أكد التمسك بالحوار والتوافق كمقدمة لانتخاب رئيس. وعما اذا كان هدف الحوار والتوافق تكريس موافقة رئيس مجلس النواب الشيعي على انتخاب رئيس الجمهورية الماروني، يجيب: "ليس فقط رئيس مجلس النواب الشيعي، نحن نتحدث عن توافق بين اللبنانيين، لإعادة بناء بلدهم بشكل سليم وصحيح".
وعما اذا كان سيكون هناك في المرحلة المقبلة إعادة قراءة لدور الطائفة الشيعية لجهة رفع شعار "الدولة أولا" و"لبنان أولا"، يقول قبلان: "نحن لن نعود إلى الوراء، اللبنانيون جميعهم مكوّن واحد في هذا البلد، وكلهم متساوون، في ظل وجود دستور يحميهم ودولة تحميهم من دون تفرقة"، مبدياً أسفه لبعض من يتحدث عن وجود مواطن درجة أولى ودرجة ثانية من طوائف معينة.
وعما اذا ستكون الطائفة الشيعية في المرحلة المقبلة بسلاح أو من دون سلاح، يجيب ضاحكاً: "هيدي عندي؟ أنا رجل دين".