النهار

مدرّعات الجيش الإسرائيلي تبلغ رميش... "تحويل الحافة الأمامية إلى أرض محروقة"
المصدر: النهار
ارتفعت وتيرة الاشتباكات العنيفة بين عناصر "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي على أطراف القرى والبلدات الجنوبية الحدودية، متزامنة مع سلسلة غارات جوية معادية ضمن سياسة "الأرض المحروقة".
مدرّعات الجيش الإسرائيلي تبلغ رميش... "تحويل الحافة الأمامية إلى أرض محروقة"
دبابة إسرائيلية
A+   A-
 

فتحت إسرائيل جبهة برية جديدة تبدأ من مزارع شبعا جنوب شرقي لبنان، على حدود الجولان، تزامنا مع جبهتين واسعتين، أولاهما في القطاع الشرقي حيث يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في القرى الحدودية، مثل مركبا ورب ثلاثين.

وتقدم الجيش الإسرائيلي بمدرعاته في اتجاه بلدة رميش وقطع الطريق المؤدية إلى عيتا الشعب.

 

ووفقا لما يعلنه، فإنه يسعى إلى تحويل الحافة الأمامية إلى أرض محروقة بهدف إبعاد عناصر "حزب الله" وتدمير البنى التحتية والأنفاق ومراكز المراقبة، تمهيدا لإقامة منطقة عازلة، وقد يكتفي بالسيطرة عليها بالنار من خلال التمركز في المرتفعات المشرفة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه "تقرّر بناء على تقييم للوضع، استدعاء لواء احتياط آخر للمهمات العملانية على الجبهة الشمالية، حيث يتيح تجنيد اللواء مواصلة الجهود القتالية في مواجهة "حزب الله"، وتحقيق أهداف الحرب، ومن ضمنها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم".

 

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن فرقة عسكرية خامسة بدأت تشارك في العمليات البرية جنوب لبنان، مشيرة إلى أن "الفرقة 210 بدأت تنفذ عمليات برية محدودة في مزارع شبعا في القطاع الشرقي للحدود مع لبنان".

المدرعات الإسرائيلية مكشوفة
يرّد العميد المتقاعد جان شديد فتح جبهة شبعا إلى ارتفاع المنطقة بالدرجة الأولى وإلى عدم وجود "حزب الله" في الحافة الأمامية، وخصوصاً في منطقة العرقوب التي تسكنها أغلبية سنية ودرزية، "وهذا يسهل مهمة القوات المهاجمة، لكن طبيعة المنطقة تجعل المدرعات الإسرائيلية مكشوفة وعرضة للاستهداف البعيد وليس الاشتباك المباشر".

ومهدت القوات الإسرائيلية لهذه العملية بقصف مدفعي عنيف استهدف المناطق المحيطة بمزارع شبعا، والقرى والبلدات المواجهة لها في العمق.

وبهذا، تكون القوات الإسرائيلية أطلقت عملياتها العسكرية البرية على كل المنطقة الحدودية مع لبنان، لمسافة تمتد على نحو 100 كيلومتر.

وبحسب شديد، فإن "حزب الله" اعتمد في المرحلة الأول الدفاع الثابت، "وهو يتركز في الخطوط الأمامية ويحتاج إلى تنظيم يشبه الجيش النظامي، وهذا ما أثبت امتلاكه، وقد بقي في هذه المهمة أياما طويلة قبل أن ينتقل إلى تكتيك الدفاع المرن واللامركزي، بحيث ينسحب تكتيكيا ثم ينصب الكمائن والألغام، ويقوم بعنصري المباغتة والمهاجمة من دون أن تكون هناك حاجة إلى نقل عناصره من محور إلى آخر، وهذا ما يكبّد الجيش المهاجم خسائر بشرية ومادية ويشّل قدرته على البقاء طويلا في أي منطقة يتوغل فيها".

 

احتلال مرتفعات حاكمة ومسيطرة وقريبة من الحدود

 

في المقابل، يعتبر الخبير العسكري حسن جوني أن "الإسرائيلي فوجئ بالمقاومة الشرسة على طول الحدود، وهو ما دفعه إلى تغيير عملياته واللجوء إلى احتلال مرتفعات حاكمة ومسيطرة وقريبة من الحدود، تكشف المسالك والطرق".

وبحسب جوني، فإن ما يحدث في القطاع الشرقي "يتعلق بتمركز الفرقة 98 التي تنتشر في محيط عديسة ورب ثلاثين وكفركلا ومركبا. وهذه الفرقة تؤدي دورا رئيسيا في العمليات لأنها الأقوى، ولأن هذا المحور هو الأقصر للوصول إلى نهر الليطاني، لكنه يمر عبر وادي الحجير الذي شهد مجزرة الدبابات الشهيرة".

ويرى أن "هذا هو الاختراق الأساسي الذي تسعى إليه إسرائيل في القطاع الشرقي، بينما تبقى الاتجاهات الأخرى ذات أهمية ثانوية".

وفي ما يخص القطاع الغربي، يشير جوني إلى أن "جيش الاحتلال يواجه مقاومة شرسة من الحزب، تدفعه إلى تبنّي تكتيكات تعتمد على التنقل السريع وتغيير مسارات الهجوم".

ويوضح أن "هذا يحدث في مناطق مثل عيتا الشعب حيث تتحرك قوات الاحتلال الإسرائيلية بين ميس الجبل وبليدا لتشتيت جهود الحزب الدفاعية وإرباكه، بينما في  عيتا الشعب وراميا تعتمد أكثر على القصف غير المباشر باستخدام الطائرات والمدفعية والقصف البحري، بدلا من الاشتباك المباشر".