النهار

وزير الثقافة مدافعاً عن روني ألفا زاد الطين بلّة
غدي حداد
المصدر: النهار
وزير الثقافة مدافعاً عن روني ألفا زاد الطين بلّة
وزير الثقافة محمد وسام المرتضى
A+   A-

لم يكن كثيرون تنبهوا الى الحملة "المسيحية" ضد الكاتب روني ألفا المعيّن مستشاراً لوزير الثقافة محمد وسام المرتضى، يستكتبه في كلماته خصوصا تلك التي تتعلق بكل شأن مسيحي، بعدما نشر ألفا شريط فيديو يناصر فيه "حزب الله" في حربه معتبراً ان انتصار الحسين (تشبيه) انما يعتبر انتصاراً للمسيحية، وما شابه من خطاب ذمّية يتكرر في الاونة الاخيرة من مجموعات اعلامية أنشأها "حزب الله" في المحيطين المسيحي والسنّي لمناصرته في مواقفه، وللدفاع عن حروبه التي يفرضها على الواقع اللبناني. وقد تنكّر عدد كبير من هؤلاء للحزب عندما ظهرت عليه ملامح الإنهاك من الضربات الاسرائيلية عليه، وربما انقطاع او تراجع المخصصات الشهرية عنهم. 

وقد اصدر وزير الثقافة بيانا صنّف فيه روني ألفا مسيحياً في الصميم من موقعه ربما كقاض سابق كان يحكم "بالعدل" ولا ينحاز، فإذ به منذ تسلمه منصبه الوزاري يبالغ في تقديم اوراق اعتماد قد تؤهله الى تبوؤ مركز افضل مستقبلاً بعدما اقتحم عالم السياسة كما اقتحم مكتباً واتخذه مقراً في المكتبة الوطنية قرب وزارة الداخلية. ووصف وزير الثقافة روني ألفا بـ"المسيحي حتى النخاع الشوكي، الوطني حتى آخر نقطة دم، الوحدوي حتى أقصى خليّة في روحه وجسده، لن يضيره الصغار الشتّامون ولا الجهلة المتعصبون بشيء".
وقال المرتضى: "نعم، المقاومون على امتداد أرضنا المحتلّة، في فلسطين ولبنان، يدافعون عن الوطن كلّه وطبعاً عن الوجود المسيحي الذي لم يُبْقِ منه الصهاينة إلا 1 % في فلسطين التاريخية. وراية الحسين عليه السلام، التي تحتها يقاتل المجاهدون، لا تفرّق بين المسجد والكنيسة والخلوة والحسينية، والتكيّة والدير. اقرأوا التاريخ أيها الجهلة واسألوا من هو وهب بن عبدالله الكلبي الذي استشهد في كربلاء".
وختم: "ولكن لا أنتم، بل محرضوكم الذين يوغرون صدوركم بالأحقاد وألسنتكم بالمعاصي، فسيأتي يوم، وهو قريب إن شاء الله، يقتنعون فيه أن لا مجال لقيام الدولة وبناء الوطن إلا بمنطق الكرامة والسيادة... ومحبة بعضنا بعضا".
وكان الفا بثّ تسجيلاً مصوّراً قال فيه العبارات الآتية: "روحُ الحسينِ تُقاتلُ اليوم في الجنوب عن إنجيلِ لوقا ومرقسَ ومتى ويوحنا إذا انتصرَ الحسينُ انتصرَ الإنجيلُ ولبنان فادعوا للحسينِ ورفاقِهِ بالنَّصرِ مردِّدين مع انجيل يوحنا فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ. ومع سورة التوبة قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".
لكن محضر الدفاع الذي خطّه المرتضى، قلّب الرأي العام المسيحي اكثر فأكثر، اذ ان اختيار المرتضى عباراته الجارحة والمهينة، والتي تحمل في طياتها التهديد والوعيد، ولو بشعار القانون، لا تنفصل عن خطاب فائض القوة الذي يلازم "حزب الله" والثنائي الشيعي عموماً، منذ زمن بعيد نسبياً، بعدما استباح الحزب الدولة وصادر قرارها، وورطها في حروب الآخرين. 
قد يكون ألفا حراً في إبداء رأيه الشخصي، لكن الحرية ايضاً حق لمخالفيه الرأي في الاعتراض عليه. 

اقرأ في النهار Premium