شمال لبنان - ميشال حلاق
أمور عدة بدأت تضغط على الواقع الحياتي في محافظة عكار، على وقع استمرار تدفق العائلات الوافدة من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بفعل تصاعد العدوان الاسرائيلي التدميري.
لا كهرباء وتقنين في مياه الشرب والاستخدام المنزلي، وشحّ في الموارد الإغاثية والغذائية، وقلق متزايد بشأن الواقع الصحي لهذه العائلات وللمجتمعات العكارية المضيفة على أبواب فصل الشتاء، في غياب أي إمكانات لتأمين المحروقات كما لوسائل التدفئة في مراكز الايواء التي هي بغالبيتها أبنية مدرسية غير مؤهلة للسكن.
هذه الهواجس عبّر عنها "اللقاء الوطني" الطارئ الذي عقد في دار إفتاء عكار في حلبا، في حضور النواب وليد البعريني، جيمي جبور، محمد سليمان، سجيع عطية، أحمد رستم، محمد يحيي، أسعد درغام، والمحافظ عماد اللبكي. المفتي الشيخ زيد بكار زكريا، متروبوليت الروم الأرثوذكس المطران باسيليوس منصور، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، ممثل راعي أبرشية طرابلس للموارنة الخور أسقف الياس جرجس، ممثل مطرانية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك الأب ميشال بردقان، رئيس دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة، عضوي المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى محمد المراد وكفاح الكسار.
بيان "اللقاء الوطني"
وبعد التشاور في التطورات، أصدر المجتمعون بياناً تلاه المفتي زكريا، وجاء فيه:
"ـ نثني على القمة الروحية الاستثنائية التي عقدت في بكركي الأربعاء 16 تشرين الأول 2024 ونلتزم مقرراتها، والتي تعتبر قمة متميزة في شكلها ومضمونها ووقتها، وعلى ساسة البلد التزامها لإنقاذ ما تبقى من هذا الوطن.
ـ نستنكر هذا العدوان الصهيوني على لبنان وندينه، وقبل ذلك على غزة وفلسطين، ونطالب المجتمع الدولي بالقيام بواجبه قانونياً وقضائياً وسياسياً لردع هذا الكيان، وندعو الى وقف فوري للنار من دون قيد أو شرط وتطبيق القرارت الدولية في شأن لبنان.
ـ مع الشكر والتقدير الكاملين لوزارات الدولة ومؤسّساتها وأجهزتها وإدارتها وللجيش وبقية الأجهزة الأمنية على ما تقوم به في هذه المرحلة العصيبة، فإن ذلك لا يعفي المسؤولين من واجباتهم حيال شعبهم، فما وصلنا إليه هو جزء من المماطلة والتسويف بالإصلاح والتغيير منذ إنفجار مرفأ بيروت، ثم الشغور الرئاسي وجو التنازع والانقسام الذي أصاب البلد وشلّه حتى انكشفنا للعدو فاستباح بلادنا.
لذلك، نناشد قيادات البلد الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية لتبدأ عملية الإصلاح وانتظام المؤسسات العامة، وأن يتنازل الجميع لمصلحة الوطن حتى نفوّت الفرصة على الآخرين الذين يتدخلون في الشأن اللبناني الداخلي ويستغلون حالة الإنقسام السياسي. ولا بد من الإشادة بموقف دولة الرئيس نجيب ميقاتي ورفضه التدخلات الخارجية وحرصه على إدارة البلد.
ـ نطالب الحكومة ولجان الإغاثة والطواريء بالاسراع في توزيع المساعدات والإغاثات على المناطق والمراكز التي لجأ إليها النازحون، بالتناسب العادل بناء على الأعداد والإحصاءات المتوافرة في كل محافظة ومنطقة، خصوصاً أننا رأينا جدولا لتوزيع المساعدات الصحية شمل معظم المناطق اللبنانية ولكن لم نجد في الجدول أي اسم لمستشفى في عكار وشمال لبنان,
ـ نشدد على فتح مطار الرئيس رنيه معوض (القليعات) وتشغيله خصوصاً في مثل هذه الظروف الصعبة، وألا نعرّض حياة المسافرين لأي خطر من الطيران الحربي الصهيوني. والجميع يدركون أن المماطلة في افتتاحه سببها سياسي وليس تقنياً ولا لوجيستياً.
ـ نشدد على التنبّه الى الفتن وإشعالها بين المناطق والطوائف. فالحذر الحذر من ذلك، وعلى العقلاء أن يقوموا بواجبهم وأن يقطعوا دابر كل فتنة وفتّان.
ـ نذكّر القائمين على ملف الإغاثة والنزوح بضرورة الحفاظ على كرامة كل نازح، ونرى أهمية حصر استقبال النازحين بالمدارس وأماكن الإيواء كالبيوت والشقق، وعدم تحميل عكار وحدها عبء النازحين غير اللبنانيين".
تقرير إدارة الكوارث
من جهة أخرى، ووفق تقرير غرفة إدارة الكوارث برئاسة المحافظ اللبكي، فان عدد العائلات الوافدة الى عكار يناهز 14 الف عائلة أي قرابة 70 ألف شخص، غالبيتهم ضيوف لدى أبناء البلدات والقرى فيما قلّة منهم استأجرت مساكن، فيما تتتوزّع نسبة 12 في المئة من هذه العائلات على مراكز الايواء الـ90.
غير أن شحّ المساعدات التي كان مفترضاً أن تقدمها هيئة الطوارئ العليا والبطء الشديد في توزيعها، دفعا العائلات المقيمة الى رفع الشكوى في ظل اشتداد حاجاتها الإغاثية والصحية.
"مركز الملك سلمان"
وعلى صعيد العمليات الاغاثية والمساعدات، واصل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية توزيع المساعدات الغذائية والإيوائية وحليب الأطفال والخبز على العائلات النازحة. وشملت حملته أمس أكثر من ١١٠٠ شخص ضمن خمسة مراكز إيواء، بإشراف وفد من المركز برئاسة فهد عائض سلطان العصيمي والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير.
وواكب رئيس إتحاد روابط مخاتير عكار مختار بلدة ببنين-العبدة زاهر الكسار التوزيع في مهنية ببنين الرسمية، وشكر كل الدول التي تقف اليوم الى جانب لبنان ولاسيما منها المملكة العربية السعودية.
كذلك تابعت "الهيئة الصحية الاسلامية" بالتعاون مع خلية إتحاد بلديات جرد القيطع وخلية الأزمة وإدارة الكوارث في بلدية فنيدق، تقديم الخدمات الطبية الى النازحين ومعاينة المرضى وتوزيع الأدوية، في مسجد العذر وقاعة مسجد الدوحة.