النهار

مؤتمر باريس اليوم: الإنقاذ ووقف الحرب تهجير واسع لصور وزنّار ناري في بعلبك
المصدر: النهار
لقاء بكفيا الثلاثي ينادي بتحرير الانتخابات الرئاسية ودعم وقف النار وجهود تنفيذ القرار 1701
مؤتمر باريس اليوم: الإنقاذ ووقف الحرب تهجير واسع لصور وزنّار ناري في بعلبك
الرئيس الفرنسي ايمانوي—ل ماكرون مصافحاً ميقاتي على درج الاليزيه. (أ ف ب)
A+   A-
وسط قتامة الواقع الحربي الآخذ في التدحرج والتصعيد، تتجه الأنظار مرة جديدة  اليوم إلى باريس التي ستجمع تظاهرة دولية واسعة في المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عشرات الدول والمنظمات الدولية لحشد الدعم الإنساني والمالي والدبلوماسي للبنان وشعبه في محنتهما الراهنة، بما يشكل محطة تحرك خارجية وحيدة يؤمل أن تترك آثارها بفعالية لتوفير المساعدات العاجلة من جهة ولجم اندفاعات الحرب من جهة مقابلة. 

وعلى رغم الحذر الذي طبع توقعات الجهة المنظمة الفرنسية، كما الجهة اللبنانية الرسمية في شأن النتائج التي سيفضي إليها المؤتمر، نقل مراسل "النهار" في باريس عن مصدر رئاسي فرنسي تحديده لأهداف طموحة للمؤتمر، أولاً بتوفير المساعدات الإنسانية للنازحين الذين يتخطون المليون والقطاعات المتضررة كالتعليم والصحة، وثانياً دعم القوى المسلحة اللبنانية التي تحتاج إلى كل شيء من مال وعتاد وهي إحدى المفاتيح لتنفيذ القرار الدولي 1701 الذي يشكل الحل وأساس سيادة لبنان، وثالثاً الدفع باتجاه حل دبلوماسي للصراع القائم بين إسرائيل و"حزب الله" وتاكيد قواعد تسوية النزاع على طول الخط الأزرق، ورابعاً دعم السيادة اللبنانية والدفع لتفعيل وتعزيز دورالدولة وملء الفراغ الرئاسي وتشكيل حكومة فاعلة. ووفق المصدر فإن قراءة باريس للوضع اللبناني قلقة للغاية وهناك مخاوف من انزلاقه نحو حرب أهلية حذّر منها وزير الدفاع الفرنسي سيبستيان لوكورنو. وفي هذا السياق تسعى باريس جاهدة لتأمين المساعدات الحياتية والمالية والعينية للجيش وتوفير القدرات الضرورية لتنفيذ مهماته وفق القرارات الدولية والتي تقدر بحوالى المليار دولار سنوياً وفق مصدر عسكري.

وسيشكل مستوى التمثيل لا سيما منه الأميركي الإشارة البارزة بالنسبة إلى نجاح المؤتمر بما يدفع باتجاه تسوية تؤمن حلاً ديبلوماسياً للحرب، علماً أن التنسيق الأميركي - الفرنسي مستمر وهناك تمسك مشترك بتنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته. 

ماكرون وميقاتي                                           
وعشية المؤتمر إستقبل الرئيس ماكرون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في قصر الاليزيه وناقشا على مدى ساعة ونصف الساعة الوضع الراهن في لبنان والمساعي الفرنسية لوقف اطلاق النار والتحضيرات لـ"المؤتمر الدولي لدعم لبنان"،
و شارك في بداية اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب ثم عقد الرئيسان خلوة مطوّلة. وافاد المكتب الاعلامي لميقاتي أن الرئيس ماكرون أكد خلال اللقاء "استمرار جهوده ومساعيه بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية لوقف اطلاق النار وبحث السبل الكفيلة للضغط على إسرائيل من أجل ذلك".

بدوره، عبّر رئيس الحكومة عن شكره الكبير للرئيس ماكرون "على دعمه الدائم والمستمر للبنان". كما شكره "على كل المساعي والجهود التي يبذلها في سبيل وقف اطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي". واعتبر "أن مؤتمر دعم لبنان خير دليل على اهتمام فرنسا بلبنان والبقاء إلى جانب اهله".

ووفق معطيات "النهار"، إنّ التحضيرات التي عمل عليها الوفد الحكوميّ الموجود مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في باريس للمشاركة في المؤتمر الدوليّ، تمحورت حول مسألة استعراض الخسائر الناتجة عن الضربات الحربية الإسرائيلية، والتأكيد على تأييد لبنان الرسمي لوقف النار من خلال حلّ دبلوماسي يعمل خلاله على تطبيق القرار الدوليّ 1701. وسينتظر لبنان الرسميّ الردود الخاصة بالمشاركين في المؤتمر والمساهمات التي يمكن تقديمها دولياً لمساعدة لبنان في قطاعات أساسية شمولاً في الإغاثة والطبابة والجيش اللبناني.

لقاء بكفيا
في الحركة السياسية المحلية، برز أمس "لقاء بكفيا" الثلاثي الذي ضم الرؤساء أمين الجميّل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة في دارة الجميّل، واصدروا بياناً اعتبر بمثابة دعم سياسي لبيان قمة بكركي الروحية شددوا فيه على خمسة مسارات هي: "أولاً، وقف فوري لإطلاق النار والشروع في تطبيق القرار 1701 تحت السلطة الحصرية للدولة اللبنانية بشكل صارم وكامل، ودعم الجهود التي يقوم بها رئيسا المجلس والحكومة والجهات العربية. ثانيًا، المبادرة فورًا إلى تحرير عملية انتخاب رئيس جديد من أي إشتراطات وأن يحظى بثقة مجلس النواب. ثالثًا، تشكيل حكومة إنقاذ وطني والشروع في إعداد خطة بناء الدولة والبدء بتنفيذها ما يؤمن النهوض الاقتصادي بأشكاله كافة بما يشمل العمل على إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي. رابعًا، إعادة بناء وتثبيت سلطة الدولة اللبنانية بالكامل على كل الاراضي. خامسًا، تطبيق خطة الاصلاح والنهوض المالي والاقتصادي والاداري والمؤسساتي في البلاد". 

تهجير صور
في غضون ذلك نعى أمس "حزب الله" رئيس ‏المجلس ‏التنفيذي في الحزب الذي كان مرشحاً لخلافة الأمين العام الراحل السيد حسن نصرالله، السيد ‏‏هاشم صفي الدين.
أما ميدانياً، فاستمر التصعيد في الغارات الإسرائيلية كما في القصف الصاروخي على شمال ووسط إسرائيل وقد تعرضت صور لعملية تدمير واسعة بعدما وجهت اليها القيادة العسكرية الإسرائيلية انذاراً بالإخلاء. وخلفت الغارات الإسرائيلية على صور دماراً هائلاً في المنازل والبنى التحتية والمباني والمحال التجارية والسيارات وتسببت بتهجير واسع لأبناء المدينة وسكانها. كما اشتدت الغارات مساءً على منطقة بعلبك مستهدفة المدينة وبلدات بريتال والنبي شيت وشرق بعلبك وقرى غرب بعلبك. وسقط قتلى وجرحى في مبنى مأهول أصابته الغارات في بعلبك .
 
في المقابل، شنّ "حزب الله" سلسلة عمليات ضد أهداف إسرائيلية شملت وفق بياناته استهداف تجمعين لجنود إسرائيليين في مستعمرة المنارة ومسكاف عام ومستعمرة كريات شمونة وقاعدة الاستخبارات قرب تل أبيب وتجمعاً لجنود إسرائيليين عند أطراف بلدة العديسة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية صباحاً إنه سمع دوي انفجار في تل أبيب، مشيرة إلى وقف حركة الملاحة في مطار بن غوريون.

اقرأ في النهار Premium