النهار

الصحافة تدفع دماً... إعلاميون شهود على مجزرة اسرائيل يروون لـ"النهار" واقعة قتل الصورة والكلمة
ديما عبد الكريم
المصدر: "النهار"
درع وخوذة وميكروفون وكاميرا تنقل صوت وصورة المجازر الإسرائيليّة من على الحدود، كانت كفيلة في أن تكون ذريعة للاستهداف
الصحافة تدفع دماً... إعلاميون شهود على مجزرة اسرائيل يروون لـ"النهار" واقعة قتل الصورة والكلمة
من وصول جثامين الصحافيين إلى مستشفى الزهراء "حسام شبارو".
A+   A-

حيث لا مخازن أسلحة ولا ذخيرة كالتي ينشر خرائطها المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ويطالب السكان بالإخلاء، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيليّة  مقرّ إقامة الصحافيين في منطقة حاصبيا بصاروخين، ما أسفر عن سقوط 3 شهداء هم المصوّر في قناة "المنار" وسام قاسم والمصوّر في قناة "الميادين" غسان نجار، ومهندس البثّ في القناة نفسها محمد رضا.


الغارات التي استهدفت مجمّعاً سكنياً مؤلّفاً من منازل صغيرة يستخدمها الصحافيون العاملون للمبيت بعد تغطية الحرب الدائرة في جنوب لبنان، أسفرت أيضاً عن إصابة كُلّ من مصوّر قناة "القاهرة" حسن حطيط، ومصّور شركة "ISOL" للإنتاج الإعلامي زكريا فاضل، ومراسلة قناة "MTV" يُمنى فوّاز، بجروح مختلفة، وتدمير معدّاتهم وسياراتهم والمقرّ بشكل كامل.

 


درع وخوذة وميكروفون وكاميرا تنقل صوت وصورة المجازر الإسرائيليّة من الحدود، كانت كفيلة في أن تكون ذريعة للاستهداف عند الساعة الثالثة من فجر اليوم، والصحافيّون نيام لا يزاولون حتى مهنتهم.

 

 

المجمّع الذي كان يُفترض أن يكون مكاناً آمناً، تحوّل إلى ركام،  فباتت الصحافة والإعلام هدفاً لإسرائيل وسط غياب المحاسبة وبالتالي غياب الرادع.

هي ليست المرّة الأولى التي تحاول فيها إسرائيل قتل الكلمة والصورة الشاهدة على مجازرها وعدوانها، فقد أسفرت غاراتها عن استشهاد الزميل عصام عبدالله في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وفرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل في  21 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وهادي السيد في 23 أيلول/سبتمبر 2024  وكامل كركي في 25 أيلول/سبتمبر 2024 وحسين صفا في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2024 ومحمد غضبون في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024 وعلي الهادي ياسين في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2024 ومحمد بيطار في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024.

 

من مكان الغارة، أطلّت الصحافية في قناة "الميادين" فاطمة فتوني في رسالتها الأولى بعد الاستهداف من دون خوذة ولا درع، قائلة "الاحتلال الإسرائيلي لا يعير أي اهتمام لهذه التفاصيل. اليوم، نحن الضحايا ونحن المستهدفون، هذه رسالة للصحافيين بالمغادرة لعدم نقل جرائم العدوّ".

 

 


بدوره، روى الزميل الصحافي  في قناة "الجديد" محمد فرحات تفاصيل القصف على مكان إقامة الصحافيين، قائلاً: "سمعنا الصواريخ تسقط على رؤوسنا. رأينا زملاء لنا تتطاير أجسادهم. خرجنا حفاة وحاولنا انتشال زملائنا من تحت الركام". 

 

 

 

وفي حديث لـ"النهار" أكّدت الصحافية في "سكاي نيوز" دارين الحلوة التي  كانت متواجدة في مكان الاستهداف أنّ "اسرائيل التي زعمت إنّها تعرف أهدافها جيّداً منذ بداية الحرب، تعرف تماماً أنّ المكان المستهدف هو مكان تواجد صحافيين، وهي تعمّدت استهدافنا لمنعنا من كشف ارتكاباتها".

 

أماً الصحافي في التلفزيون العربي، رامز القاضي، والذي كان متواجداً أيضاً في المكان، فأكّد لـ"النهار" أنّ الطواقم الإعلامية توجّهت إلى حاصبيا بعد انتهاء التغطية في إبل السقي. والمكان الذي كنّا متواجدين فيه يشرف على الخيام وكفركلا وكفرشوبا وشبعا، وهو مكان آمن لم يتعرض سابقاً للقصف.

 

"قرابة الساعة الثالثة والربع فجراً، حصل الاستهداف بشكل مباشر ونحن نيام. وسائل إعلام محليّة وعربيّة ودوليّة كانت تنتهي من عملها الميداني وتعود إلى هذا المكان المخصّص للصحافة والجميع يعلم ذلك"، يقول القاضي.

 

ويضيف: "هذا التمادي في قتل الصحافيين في غزة ولبنان سيسفر عن هذه النتيجة وعن سقوط المزيد من الشهداء من الطاقم الإعلامي". 

 

هي جريمة حرب جديدة يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحقّ الجسم الإعلامي في لبنان، في محاولة لإسكات صوتٍ يفضح جرائمه التي يرتكبها يومياً بحق المدنيين العزّل، منتهكاً كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حرّية الإعلام وحماية الصحافيّين، ومستغلاً التراخي والتغاضي عن تطبيقها على مرأى من العالم.

 

 

 

اقرأ في النهار Premium