النهار

هل من تأثير على لبنان بعد هجوم تل أبيب المحدود على ردّ طهران الموسّع؟
هل من تأثير على لبنان بعد هجوم تل أبيب المحدود على ردّ طهران الموسّع؟
غارة استهدفت طهران
A+   A-
بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على الرد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية ، جاء الرد الإسرائيلي من خلال عملية وصفت بالمحدودة على خلاف التهديدات التي أطلقتها تل أبيب. فهل من تأثير على لبنان بعد ذلك الرد؟
 

كثرة التسريبات عن الرد الإسرائيلي على إيران ، ووضع لائحة أهداف من ضمنها المنشآت النووية ، ومصافي النفط ، ومراكز حيوية إيرانية ، كانت تشي بأن تل أبيب ستغير معادلات كثيرة من خلال الرد المنتظر.

" بين الرد الإيراني والهجوم الإسرائيلي مفارقات واختلالات"

بعد حبس أنفاس لأكثر من 3 أسابيع ، وتحديداً منذ مطلع الشهر الحالي، جاء الهجوم الإسرائيلي على إيران فجر السبت في الخامس والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) الحالي حيث هاجمت مقاتلات حربية عدداً من الأهداف في طهران من دون تحديد الخسائر التي وقعت جراء ذلك الرد الذي كان موضع انتظار وترقب.

واستهدف الهجوم الإسرائيلي على إيران مواقع عسكرية ومصانع للأسلحة في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، من دون استهداف مواقع للنفط وأخرى نووية أو مدنية، وفق مصادر متقاطعة. ولكن الحياة التي عادت إلى طبيعتها في طهران والمدن الأخرى تشي بأن الهجوم الإسرائيلي كان محدوداً وغير مؤلم. وفي المقابل كان الرد الإيراني واسعاً واستهدف قواعد عسكرية جوية إسرائيلية.

 

لكن، بحسب التعليقات الإسرائيلية على ذلك الرد، فإن ما قامت به تل ابيب أقرب إلى المسخرة بحسب توصيف معلقين إسرائيليين، وإن ما سُرّب عن بنك أهداف يبدأ من المنشآت النووية ولا ينتهي عند مهاجمة قواعد الصواريخ البالستية ، كان مجرد كلام لاحتواء الاندفاعة الإسرائيلية بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله ، والاعتقاد بأن ذلك سيحقق تغيراً في الوقائع، ولا سيما على الجبهة اللبنانية .

لكن هل من تأثير على لبنان بعد الرد الإيراني السابق وما حققته تل أبيب في الرد على الرد؟

ما يمكن استنتاجه من سياق المواجهات المستمرة على طول الجبهة اللبنانية ، قبل العدوان الاسرائيلي الموسع على لبنان وبعده، أن لا ربط بين الجبهة اللبنانية وما يجري خارج الحدود، وأن المقاومة في لبنان لم تعلن سابقاً أنها سترد على الاعتداءات الإسرئيلية على إيران، أو العراق، أو اليمن.

وإن كانت الساحات تفرض التشارك في الرد على تل أبيب، ولكن لكل مكون من مكونات "محور المقاومة" خصوصيته وطريقته للرد على تل أبيب، وبالتالي لم تقدم المقاومة في لبنان نفسها كوكيلة عن الآخرين، وأن العكس هو صحيح، بمعنى أن الهجوم على إيران لا ينعكس على لبنان ولا على مسار المواجهات المستمرة والمتصاعدة على الحدود وعلى أطراف البلدات الحدودية التي وصل إلى  أجزاء منها الجيش الإسرائيلي، ومنها كفركلا، وعديسة، وعيترون، وكذلك عيتا الشعب ورامية.

 
" هجوم محدود ولا تأثير على لبنان"

لأربع ساعات استمر الهجوم الاسرائيلي عل إيران، وبحسب تل أبيب فإن العملية جاءت ضمن  "أيام الرد"، وأن الهجوم كان على أهداف عسكرية في إيران، وأن جميع الطائرات التي نفذت الهجوم عادت إلى قواعدها.

 وبحسب  العميد المتقاعد بهاء حلال، فإن "الهجوم أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع العسكرية المتفرقة في إيران، ومنها في محافظات طهران وخوزستان وعيلام. والدفاعات الجوية الإيرانية تعاملت مع أجسام طائرة صغيرة هاجمت شرقي طهران".

ويلفت حلال إلى أن الأضرار التي خلفتها هذه الهجمات محدودة، لذا فالرحلات الجوية عادت إلى طبيعتها بعد ساعات قليلة من الهجوم.

ويعتقد العميد المتقاعد أن إيران سترد على الاعتداء على غرار عملية "الوعد الصادق 2".

أما عن انعكاسات هذا الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، فيوضح أنه "لن يكون له تأثير مباشر على سير المعارك الدائرة، إن كان على المستوى البري أو على مستوى الاستهدافات الصاروخية، لكنْ لكل قاعدة دائماً استثناءات ( شواذ) ، ولكن يجب الانتظار ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود".

لكن على الرغم من تلك المعطيات، فإن الجولة الثانية من الردود المتبادلة قد انتهت، وبالتالي لا بد من انتظار من سيفتتح الجولة الجديدة، وإن كانت المؤشرات تشي بأن لا نية راهناً بتوسيع الحرب التي ستقتصر على جبهتي غزة ولبنان مباشرةً.

[email protected]

اقرأ في النهار Premium